من هو حمورابي؟
حمورابي هو أشهر ملك بابلي عراقيّ عرفه التاريخ، حيث عرُف بقوانينه الشّهيرة، والتي تعدّ أول منظومةٍ قانونية مكتوبة عرفها البشر.
نشأة حمورابي
وُلِد حمورابي (Hammurabi) عام 1810 قبل الميلاد، وتنحدر أصوله من السّلالة البابلية وهي سلالة تعود لقبائل الأموريين، التي حكمت العراق ما بين عامي 1849 إلى عام 1595، وقد كان حمورابي سادس ملوكهم، حيث تنازل له والده سين موباليط عن الحكم بسبب مرضه الشديد، وكان عمر حمورابي وقتها يناهز الثلاثين عامًا.
حكم حمورابي
إنجازات حمورابي خلال الحكم
بدأ حمورابي سنوات حكمه الأولى بهدوء، حيث عمل على:
- تقوية البنية الدفاعية للبلاد.
- إنشاء المعابد وتوسيعها.
- إصدار القوانين الصّارمة لتحقيق العدالة بين الشعب.
الصّراعات خلال فترة حكم حمورابي
سيطر الأموريين وقت حكم حمورابي على دويلات عديدة بغية التوسّع، في حين كانت دولة حمورابي تتألف من أربع ولايات صغيرة هي بابل وكيش وسيبار وبورسيبا، وفي عام 1765 قبل الميلاد، نشب نزاع بين دولة عيلام ودولة لارسا، وهي دول قريبة من بابل التي يحكمها حمورابي، ويذكر أن دولة عيلام كانت قد غزت مناطق كثيرة واحتلتها وأمرت سكانها بدفع الجزية، ولضمان توسع دولته وعدم تفككها، قام حمورابي بإنشاء تحالف مع دولة لارسا لغزو دولة عيلام، حيث يضمن التحالف للطرفين أمن البلاد، وخلال الحرب لم تقم دولة لارسا ببذل المجهود الكافي مع حمورابي، ولم تقم أيضًا بالمساعدة في التجهيزات الحربية، ومن هنا، فضّ حمورابي التحالف مع دولة لارسا، بل وغزاها أيضًا وضمّها تحت حكمه، ثم توسع إلى مناطق الشرق، وضم إلى مملكته كل من نيبور ولاغواش، ثم سار شمالاً وغزت جيوشه مملكة أشنونة، ومملكة ماري، واللتان أصبحتا ضمن سيطرته، ثم اتجه إلى آشور التي كان يحكمها آنذاك إشمي داغان الأول، وفرض سيطرته عليها بعد حروب دامت مدة طويلة، ومع حلول عام 1755 قبل الميلاد، كان حمورابي قد توسع بالفعل، حيث سيطرت مملكته على أغلب بلاد ما بين النهرين .
شريعة حمورابي
دوّن حمورابي قوانين مملكته على مسلة سوداء من حجر الديورانت، وكان المسلة بطول مترين وخمسة وعشرين سنتيمتراً وبقطر ستين سنتيمتراً ووزنها يعادل أربعة أطنان، ويعتلي المسلّة نقش لحمورابي وهو يستلم صولجان الحكم من إله الشمس، وضمت المسلة مئتين واثنين وثمانين قانوناً كتبت باللغة الأكادية، وسنت القوانين تشريعات عديدة تم تصنيفها إلى اثني عشر قسماً، ويحتوي القسم الواحد على مجموعة من المواد القانونية، وشملت القوانين معظم شؤون الحياة والتجارة والجيوش في الدولة، وكان المبدأ الأساسي في تطبيق قوانين حمورابي هو "العين بالعين والسن بالسن"، أي تطبيق العدل والمساواة بالطريقة نفسها بين جميع الناس، وجعل حمورابي النهر الإلهي وسيلة لإثبات براءة المتهم أو تثبيت الجناية عليه، حيث ينزل المتهم في النهر، فإما أن يغرق وبهذا يكون جانياً، أو ينجو ويكون بذلك بريئاً.