الصحابية الخزرجية (أم سليم بنت ملحان)
تعريف بالصحابية أم سليم بنت ملحان
اسمها ونسبها
أُمُّ سليم بنتُ مِلحان وهي ابنة لمِلحان بن خالد بن زيد بن حرام الأنصاريَّة، وهي أمُّ أنس بن مالك خادم الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- ، وكانت أمُ سُليم وأُختها خالتين للرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالرَّضاعة.
اسمها ونسبها وابنها
اختلف العرب في اسمها فقيل: أُطلق عليها اسم سَهلة، ورُميلَة، ومُليكة، والرُّميصَاء وغير ذلك الكثير، تزوَّجت مالك بن النظر وأنجبت أنس بن مالك، وتوفيَّ زوجها وهو كافر.
نسبها وزواجها
أمُ سُليم بنت مِلحان الخزرجيَّة، والدة أنس بن مالك خادم الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-، أسلمت أمُّ سُليم مع السَّابقين للإسلام من الأنصار، تزوَّجت بِمالك بن النَّضر وأنجبت منهُ أنس بن مالك في الجاهليَّة، وغضب منها زوجها عندما أسلمت فذهب إلى الشَّام ولم يرجع حتى تُوفيَّ عنها هناك. ومن ثمَّ تزوَّجت من بعده أبو طلحة الأنصاري، وقد كان صِداقها دخولهِ في الإسلام، وقد أنجبت منهُ أبا عميرٍ وعبد الله.
تعريف قبيلة الخزرج الانصارية وتاريخها
تُعرف قبيلة الخزرج أنَّها من قبائل عرب الجنوب، هاجرت قبيلة الخزرج مع قبيلة الأوس والتي تُعدُّ من أصلٍ واحدٍ إلى يثرب، وتوسَّعت القبيلتين في بداية ظهور الإسلام، وأُطلق عليهما "الأنصار" تكريمًا لهم لِما كان لهم من أثرٍ كبيرٍ في نشر الدَّعوة الإسلاميَّة ودعم الإسلام، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الخزرج كانت تنقسم في عهد الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى عشائر غير متكافئةٍ في العدد، وكانت عشيرة النَّجار أكثرُهم عددًا، وتأتي بعدها قبيلة الحارث ثمَّ قبيلة جشم، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ العديد من الشُّعراء خرجوا من قبيلة الخزرج؛ حيث خرج منهم كلاًَ من حسَّان بن ثابت، وكعب بن مالك شُعراء الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- ، كما يجدر بالذكر هجرة العديد من القبيلة إلى مصر والتي أدَّت إلى حدوث تغييرٍ في لُغتهم؛ إذ أصبحوا يَلفظون الجيم مُتعطِّشة كأهل الجنوب وعلى عكس أهل المَشرق.
تعريف عام بها
أمُّ سُليم الخزرجيَّة هي مُليكة بنت مِلحان بن خالد بن زيد النَّجار، أُطلق عليها الكثير من الأسماء؛ واسمها بحسب ما ذُكر في ترجمة ابنها أنس بن مالك هو "مُليكة"، وتُنسب إلى قبيلة الخزرج؛ وهي واحدة من القبائل التي هاجرت إلى يثرب لمؤازرة الدِّين الإسلامي مع المسلمين جنباً إلى جنب مع قبيلة الأوس..
إسلام أم سليم بنت ملحان
إسلامها
أسلمت أمُّ سُليم الأنصاريَّة عندما كانت الدَّعوة الإسلامية بالسِّر؛ حيث أتى عليها زوجها مالك بن النَّضر وقال لها: "أصبوتِ؟ قالت لهُ لا لقد آمنت"، فحاول أنّ يردَّها عن الدِّين الإسلامي فلم يقدر.
السابقين الى الإسلام
كانت أمُّ سليم من السَّابقين إلى الإسلام؛ إذ إنَّها سمعت بالدَّعوة إلى الإسلام مبكراً قبل هجرة الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى يثرب؛ فأسلمت وآمنت بالله -سبحانه وتعالى- وبالرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام-.
إسلامها وتركها زوجها ووفاته على الكفر
تزوَّجت أمُّ سُليم مالك بن النَّضر، وعندما علم بإسلامها حاول أن يردَّها عنه، وحذَّرها من إفساد ابنه أنس من خلال إجباره على نطق شهادة أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمداً رسول الله، وبعد أن يئس من ردِّها عن الإسلام هجرها وذهب عنها إلى الشَّام وقُتل هناك وهو مُشرك.
طلبها إسلام زوجها ومهرها
بعد وفاة زوجها الأول -أبو أنس بن النَّضر- قام بطلبها للزَّواج أبو طلحة الأنصاري فرفضت طلبهُ، ومن ثمَّ طلبت منه مهراً لكي تقبل الزَّواج منه؛ وهو دخولهِ في الدِّين الإسلامي وإعلان إسلامهِ؛ فقبِلَ وتزوَّج بها، وأنجبت منهُ عبد الله وأبا عُمير.
فضائل أم سليم بنت ملحان
غزوها مع النبي
غَزت أُمُّ سُليم بنت مِلحان مع الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- عدَّة غزوات ؛ إذ كانت تُداوي الجرحى، وتُعالج المرضى، وحضرت مع الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- غزوة حُنين وكانت تحمل معها خنجراً، وقالت للرَّسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- إن دنا مني مُشرك بقرت -شَققتُ- بطنهُ به، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- كان يُقِيلُ -يستريح- عندها فكانت -رضي الله عنها- تمسح عرق الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- فتتطيّب بهِ، وحضرت معهُ غزوة خيبر في السنة السابعة للهجرة.
خبر النبي عنها أنه رآها في الجنة
أخبر الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- أُمُّ سُليم بنت مِلحان بأنَّها من أهل الجنَّة عند حضورها إحدى الغزوات مع الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم-، إذ روى البخاري بإسنادهِ إلى جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأة أبي طلحة)، كما أنَّه -عليه الصَّلاة والسَّلام- رآها في الجنَّة وسمع صوت مشيها؛ إذ جاء في الحديث الشَّريف: (دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت: من هذا؟ قالوا: هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك).
كانت أكرم النساء مهراً
اشترطت أمُّ سُليم بنت مِلحان على أبي طلحة عندما تقدَّم للزَّواج بها بأن يكون مهرها دخولهِ في الدين الإسلامي، وإعلان إسلامهِ أمام الجميع، فقبِل وتزوَّجت بهِ وأنجبت منهِ ولدين إخوة لأنس بن مالك. وفي الحديث الشريف: (خطب أبو طلحة أم سليم فقالت والله ما مثلك يا أبا طلحة يُرد ولكنك رجلُ كافر وأنا امرأة مسلمة ولا يحلُ لي أنّ أتزوجك، فأن تُسلِم فذاك مهري ولا أسألك غيرهُ، فأسلم فكان ذلك مهرها، وقال ثابت ما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهرًا من أم سليم الإسلام فدخل بها).
محبة أم سليم لرسول الله
أحبت أمُّ سُليم الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- حُباً كبيراً خالط منها اللَّحم والعظم، وسكن حبُّ الرَّسول في قلبها، وفي ذات يوم جاء الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى بيتها ونام عندها ومن شدة الحر أصبح عَرقه ينزل من جبينهِ بشدة، فأتت أمُّ سليم بقارورة لتضع فيها عرق الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام-.
مواقف للصحابية أم سليم بنت ملحان
أم سليم وصبرها على وفاة ابنها
كان لأمِّ سُليم ولأبي طلحة طفلًا يُحبانه كثيراً، وقد مرض الطفل مرضًا شديدًا جعلهُ طريح الفراش، فتأثَّر أبو طلحة بمرض ابنه، وفي يومٍ من الأيام خرج مع الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- للصَّلاة فمات الغلام في ذلك الوقت، فطلبت أمُّ سُليم من الجميع ألَّا يُخبروا أبا طلحة بوفاة ولدهِ، وعندما سأل عن الطِّفل قالت لهُ إنَّه نائم، وقدَّمت العشاء لضيوفهِ، وعندما ذهب إلى الفراش تزيَّنت وتطيَّبت لهُ، فنال منها ما ينال المرء من زوجتهِ، وفي الصَّباح أخبرتهُ بوفاة ولدها، فكانت هذه الحادثة الفريدة ممَّا يدلُّ على الحكمة والتَّروي في كيفيَّة نقل المُصاب الجَلل لزوجها.
أم سليم وشجاعتها
كانت شجاعة أُمُّ سُليم من أروع ما يُضرب فيه الأمثال؛ فقد شَهدت أُمُّ سليم غزوة حُنين وهي حامل بابنها عبد الله بن أبي طلحة، وإلى جانب ذلك كانت تحمل معها خنجراً، فتعجَّب أبو طلحة من ذلك وسألها عنه فقالت لهُ: "أقتل الذين يقتربون من الرَّسول -عليه الصَّلاة والسَّلام-"، فقال لها مازحًا: "ألا تسمع يا رسول الله ما تقول أمُّ سليم الرُّميصاء وهي حاملُ يا ناس". وبالإضافة إلى ذلك كانت -رضي الله عنها- تسقي العطشى، وتُداوي الجرحى والمصابين.