الزى التقليدي لأسوان
أسوان القديمة والزي التقليدي
كانت أسوان في مصر القديمة معروفة باسم سونو في عصور المصريين القدماء ومعناها السوق، وقد بدأت أهميتها في عصر الدولة القديمة، وتعتبر مركزًا تجاريًا للقوافل المتجهة من وإلى النوبة، وعُرفت أسوان أيضًا باسم أرض الذهب؛ نظرًا لتاريخها العريق كمقبرة لملوك النوبيين الذين حكموا المدينة على مدى آلاف السنوات، وتمتلك أسوان تراثًا رائعًا في الحرف والفنون الشعبية.
تتمثل التقاليد والعادات الشعبية في الملابس والمجوهرات والمناسبات المحلية مثل حفلات الزفاف والجنازات وغيرها، وللحفاظ على هذه التقاليد والفنون الشعبية والمحافظة عليها، يوجد في أسوان أيضًا العديد من المتاحف مثل متحف أسوان ومتحف النوبة، ويعد الكَتّان هو النسيج الأكثر شيوعًا في ذلك الوقت، بالإضافة إلى الصوف الذي كان معروفًا ولكنهم كانوا يعتبرونه نجسًا، وتعد مهارة إتقان الغزل والنسيج والخياطة مهمة جدًا لجميع المجتمعات المصرية، ويمكن وضع الأصباغ النباتية على الملابس، ولكن عادة ما تترك الملابس بلونها الطبيعي.
الملابس التقليدية في أسوان قديماً
يمتلك أهل أسوان أسلوبهم المميز في الملابس الذي يختلف عن النمط الغربي الذي نراه كثيرًا في القاهرة، ويمثل الطراز النوبي الثقافة التقليدية، والأنماط والألوان الفريدة التي ترمز إلى السلام والحرية، وتم العثور على هذه الزخارف المصنوعة يدويًا في العديد من الجوانب الموجودة في القرية، بما في ذلك الأواني والأدوات والأوشحة حتى الجدران؛ لأنها تؤدي دورًا مهمًا في طبيعتها وهويتها، وتختلف الملابس التقليدية لكل من النساء والرجال في أسوان، ويمكننا توضيح الفرق كما يأتي:
الملابس التقليدية للنساء في أسوان
ترتدي المرأة عبايات وفساتين طويلة وواسعة، بأشكال وخطوط جميلة منسوجة في القماش الملون، وتقدر النساء المجوهرات، فغالبًا ما يرتدين الذهب أينما ذهبن لأنه يمنحهن الأمان والمكانة، وتبدو مجوهرات النساء أيضًا مثيرة للاهتمام، وتتكون في الغالب من أقراص ذهبية مسطحة ومستديرة تشكل قلادات وأقراط وأساور وخواتم تشبه كثيراً الطراز المصري القديم، وتعد جزءًا أساسيًا من الزي التقليدي الكامل.
الأنماط والألوان التي يتم استخدامها جذابة للغاية وتشبه إلى حدّ كبير فن ماندالا، والفساتين جميلة المظهر ومريحة للارتداء، أولئك الذين يزورون أسوان غالبًا ما يرتدون ملابس تناسب الأجواء الهادئة وتضفي إحساسًا بالحرية مستوحى من النوبيين،ويعتقد الناس أيضاً أن ارتداء المجوهرات تجعلهم أكثر تقرباَ من الآلهة، بالإضافة للمجوهرات فتضع النساء أيضاً مساحيق التجميل كالكحل الأسود، وكانت النساء من الطبقة الاجتماعية الأعلى يرتدين ملابس رقيقة جدًا.
الملابس التقليدية للرجال في أسوان
الرجال في أسوان يرتدون جلّابيات بيضاء مع وشاح ملفوف حول عنقهم وعمامة، حيث كان الرجال المصريون يغطون رؤوسهم بأغطية رأس مختلفة، وكانت القطع بمنزلة حماية من أشعة الشمس الحارقة والرمل وغيرها من الظروف الجوية القاسية، وهناك ثلاثة أغطية رأس رئيسية مستخدمة في هذا البلد؛ قلنسوة وطربوش وعمامة، وغالبًا ما يكون للملابس التي يرتديها النوبيون أكمامًا واسعة ورقبة بلا ياقة، وربما تكون أكثر ملاءمة للطقس الحار والرطب الذي يجب عليهم التعامل معه في الصحراء.
لم يكن الناس قديمًا يرتدون الأحذية في الكثير من الأحيان، بل كانوا يرتدون أحذية للمناسبات الخاصة فقط، أو إذا شعروا بالألم بسبب المشي حفاة كان الأثرياء يرتدون الصنادل الجلدية، بينما كان الفقراء يرتدون الصنادل المصنوعة من القصب المنسوج، وكان الرجال الأكثر ثراءً يزينون أنفسهم بأكبر قدر ممكن من الجواهر لتأكيد وضعهم الاجتماعي.
الزي التقليدي في مصر القديمة
كانت الأزياء والملابس في مصر جزءًا لا يتجزأ من ثقافتها، ففي العصور القديمة كان المصريون يفضلون ارتداء الأقمشة الخفيفة، ويعود السبب في ذلك لمناخ مصر السائد، حيث تم تصميم الملابس في مصر مع مراعاة المناخ، ويرتدي الرجال تنورة ملفوفة بسيطة، بينما فضَّلت النساء ارتداء ما يطلق عليه الكالاسيريس؛ وهو فستان ضيق بسيط، يغطي أحد الكتفين أو كلاهما، ويُعبِّر طول الفستان عن المكانة الاجتماعية للمرأة، فالملكة أو النساء في المجتمع الراقي كان طول الفستان يصل حتى كاحليها، بينما ترتدي نساء الطبقة الأقل الفستان الأقصر طولاً.
تتميز الملابس المصرية التقليدية بأنها مليئة بمجموعة متنوعة من الألوان، ومزينة بالأحجار الكريمة والمجوهرات، صُنعت أزياء قدماء المصريين ليس فقط من أجل الجمال، ولكن أيضًا من أجل الراحة، وصُنعت لتحافظ على البرودة خلال التواجد في الصحراء الحارة في مصر القديمة.