الزمان والمكان في رواية قنديل أم هاشم
الزمان والمكان في رواية قنديل أم هاشم
استخدم الروائي يحيى حقي في هذه الرواية، عنصر التنقل بين الزمان والمكان، فكان في مصر، وبعدها ذهب إلى إنجلترا، ومن ثم عاد إلى مصر من جديد، كما ذُكر العديد من الأماكن، منها محطة القطار، والمنزل، والعيادة، ومقام السيدة زينب، يعيش إسماعيل في إنجلترا حوالي سبع سنوات، ويكتشف في هذه الفترة الحضارة الغربية التي تختلف عن الحضارة الشرقية بكثير.
بعد انقضاء السبع سنوات، يعود إسماعيل إلى مصر، ويكتشف أن المجتمع ما زال غارقًا في التُرّهات والخرافات، فينتقل إلى مكان جديد وهو العيادة التي يحاول فيها مساعدة أهله ومجتمعه من أمراض العيون، وتعد هذه الرواية بكل ما تحتويه من أماكن مختلفة رمزًا للعادات والتقاليد المتأصلة الموروثة، وصراعًا بين الحضارة الشرقية و الحضارة الغربية .
استخدم الكاتب الأشخاص للتعبير عن المكان، فكانت فاطمة النبوية ترمز في الرواية إلى مصر، فهي كانت تنتظر إسماعيل حتى يأتي ويعالج عمى عيونها، وهذا ما تفعله مصر عندما تنتظر أبناءها للرجوع إليها وتحسين أحوالها.
أما بالنسبة للهيئة التي كانت عليها فاطمة، فكان عادية غير فاتنة، وهكذا هو الوطن، على الرغم من أنه ليس الأجمل على الإطلاق، ولكن أبناءه يحبونه ويتعلقون به، وهذا ما حدث فعلًا مع إسماعيل تجاه فاطمة.
نبذة عن رواية قنديل أم هاشم
رواية قنديل أم هاشم هي رواية عربية من تأليف الروائي يحيى حقي، وتتكون من 153 صفحة، وتتضمن هذه الرواية مجموعة من القصص التي تعكس الحياة الشعبية في أحياء مصر وشوارعها وأزقتها، ويطرح الكاتب في الرواية العديد المشاعر والتصرفات الانفعالية الصادرة عن شخصيات الرواية، ويتحدث عن طموحاتهم وأهدافهم وأحلامهم.
كان الطبيب إسماعيل بطل هذه الرواية، وهو شاب مصري، ذهب إلى أوروبا لدراسة طب العيون، وعاد إلى مصر بعد انتهائه من الدراسة، وتعرفه على الثقافة والحضارة الأوروبية، وتأثره بها، وعندما وصل إلى مصر أراد التعبير عن حبه للمكان، وأنينه وألمه الذي عاناه في الغربة، كما كانت لديه رغبة جامحة في الكلام، ولكنه لم يستطع القول، ولم يتفوّه إلا بكلمة واحدة، هي أنا.
ملخص رواية قنديل أم هاشم
تتحدث الرواية عن شاب مصري، ذهب لدراسة طب العيون في إنجلترا، وعندما أنهى دارسته وعاد إلى مصر، تفاجئ بأن الناس لا زالوا يستخدمون زيت القنديل لعلاج أمراض العيون، إيمانًا وتصديقًا منهم بأن هذا الزيت مبارك ويشفي من الأمراض، وقد حاولت أمه علاج مرض ابنة عمه وهو رمد العيون ، من خلال وضع زيت القنديل في عينها.
أدى استخدام هذا الزيت إلى تدهور حالتها الصحية، وتلف جفنيها ومقلتيها، ولما رأى إسماعيل ذلك غضب غضبا شديدًا، وما كان له أن يفعل إلا أن يفتح عيادة حتى يعالج الناس بأساليب الطب الحديثة التي درسها، وقد أنكر كل التقاليد والخرافات التي يؤمن بها الشعب المصري، فهم يؤمنون بأن زيت القنديل مبارك وفيه الشفاء التام للعيون.
لما افتتح إسماعيل العيادة، لم يأت أحد من الناس إليها، ظنًا منهم أنه لا داعي لذلك، وأن العلاج بزيت القنديل أفضل من هذا كله، ولما علم إسماعيل بذلك، قام بتحطيم القنديل، فثار المجتمع غضبًا عليه، واتهموه بالإساءة للتقاليد والمجتمع والإيمانيات، وقالوا بأن عقيدته قد تزعزعت بعد أن عاش في أوروبا لفترة.
نبذ المجتمع إسماعيل أكثر من ذي قبل، ففكر في طريقة يستعيد فيها ثقة الناس، فافتتح العيادة مجددًا، وأخبر الناس بأن زيت القنديل موجود معه في العيادة، حتى يقنعوا بأن ايمانياته لم تتزعزع، بالرغم من أنه عاش في المجتمع الأوروبي.
اقتباسات من رواية قنديل أم هاشم
ورد في رواية قنديل أم هشام العديد من الجمل المهمة التي كان له وقع في عقل القارئ، والعديد من العبارات التي ستبقى عالقة في عقول القراء مطولًا، وأبرز هذه الاقتباسات فيما يأتي:
- "كوني ما شئتِ، ليمسخ الإهمال صورتك، ليقس الضنا على محياك، بل فليشوهك الزمن الذي لا يرحم.. فأنتِ أنتِ عندي.. آخر علمي وذوقي ومنتهى تجربتي".
- "ولا ولوج إلى ساحة السعادة - في اعتقادي - إلا من أحد أبواب ثلاثة: الإيمان و الفن والحب".
- "كيف لم يقو مكرك على ستر سذاجتك؟".
- "عليك إذا عزفت على العود ألا تسمع الناس خبطة الريشة، وإذا كتبت ألا تسمع القارئ صرير القلم..".