الأشكال الناتجة عن عوامل التعرية المائية
الأشكال الناتجة عن عوامل التعرية المائية
يتسبب الجريان السطحي للمياه على سطح التربة بالعديد من المشاكل التي تعاني منها التربة، وهناك عدّة أشكال تتخذها المياه في جريانها؛ مما يؤدي لظهورأشكال مقاربة لها على سطح التربة، ومن هذه الأشكال ما يأتي:
التآكل السطحي (التعرية الصفائحية)
انزياح التربة نتيجة قطرات أو جريان المياه، ويحدث عموماً في الأراضي المنحدرة، ويكون منتظماً حيث تفقد التربة طبقتها السطحية المنتجة، ويحدث بعدها ترسيب لهذه التربة في نهاية المنحدرات، وتؤدي لانخفاض إنتاجية المحاصيل؛ بسبب سحبها للتربة السطحية الخصبة، وحدوث فروق في سماكة وميلان التربة.
التآكل بالجداول (التعرية بالقنوات)
يحدث بسبب الجريان السطحي للمياه، حيث يتركز ويسير على شكل قنوات صغيرة نسبياً مع تدفق المياه الكبير، ويسبب إزاحة في التربة على شكل قنوات (جداول)، ويتم ملؤها خلال عملية حرث الأرض.
التآكل بالأخاديد
وهي مرحلة متقدمة من التآكل بالجداول، حيث تَكبر هذه الجداول أو القنوات السطحية، وتصبح أشبه بالأخدود الكبير بعد تآكل أطراف القنوات وازدياد عمقها، ويعود لكثير من الأسباب، من أهمها سوء تصميم قنوات ومجاري التصريف.
وتكثر هذه الظاهرة في فصل الربيع، ويؤدي هذا النوع لتلف مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، ويُصعّب من حركة الآلات الزراعية، ويشل حركة المزارع.
التآكل النفقي
تعمل التيارات الطبيعية وقنوات الصرف الصحي المُنشأة كمنفذ لتصريف المياه السطحية، والمياه ذات الجريان تحت السطحي، وبسبب تآكل أطراف وجدران هذه القنوات بسبب المياه أدى إلى انهيارها، كما أدى لخسارة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وتقويض البنية التحتية؛ كالجسور، وزيادة الحاجة لتنظيف ورصف وصيانة الأنفاق، وتعود أسبابها إلى:
- عدم انتظام فترات الصيانة للقنوات.
- الرعي الجائر على أطراف القنوات.
- زراعة المحاصيل بجوارها.
- عدم رصف بلاط الأرضيات لهذه القنوات جيداً.
- حدوث إغلاقات في مخارج هذه القنوات.
التأتيرات السلبية للتعرية المائية
تتسبب التعرية المائية بالعديد من الآثار السلبية على الزراعة والبنية التحتية وغيرها، ومن هذه التأثيرات:
- التأثيرات على البيئة النباتية
حيث تؤدي عمليات التآكل للتربة إلى خسارة في الطبقات الخصبة من التربة الزراعية، وتقلص حجمها مما يعود بتأثيره على الغطاء النباتي كاملاً للمنطقة.
- التأثيرات على البيئة الحيوانية
حيث يؤدي خسارة التربة لمكوناتها الخصبة، وتلوث المياه الكيميائي الحاصل إلى التأثير على صحة الحيوانات، والطحالب، والأسماك وغيرها من الكائنات الحية.
- الفيضانات
حيث تفقد التربة السطحية القدرة على امتصاص المياه؛ مما يزيد من احتمالية حدوث الفيضانات بكافة أشكالها، والتي من الممكن أن تدمر البنية التحتية من طرق ومباني، ولذلك من المهم الكشف على الأراضي المتآكلة، والعمل على تنفيذ إجراءات وقائية لتجنب حدوث أي كارثة.
- التأثيرات على جودة المياه
حيث تترسب جزيئات التربة المتآكلة في منابع ومصادر المياه القريبة، مما يؤدي لتغيير المحتوى الكيميائي للمياه، وتقليل كميات الأكسجين فيه، وأيضاً تحتوي هذه التربة المتآكلة على بقايا الأسمدة والمبيدات الحشرية؛ المستخدمة في المناطق القريبة والتي تنفذ إلى الأنهار والبحيرات.
- الأمن الغذائي
إنّ التعرية المتواصلة على مدار الأعوام الخمسين السابقة هو نذير شؤم على الأمن الغذائي؛ بسبب تزايد نسبة الأراضي المتآكلة، مما يهدد الإنتاج الزراعي العالمي؛ بسبب زيادة الجريان السطحي والزراعة الجائرة لمحاصيل معينة، وأيضاً تأثير الاحتباس الحراري الذي أدى لزيادة في معدلات هطول الأمطار.
وتشير بعض الدراسات إلى تزايد نسبة انجراف التربة ، بمعدل يتراوح بين (30%) و (66%) في عام (2070 م)، والمحرك الأساسي هو الاحتباس الحراري، بالإضافة لممارسات الإنسان عن طريق الرعي الجائر، وإزالة الغابات وتكثيف الزراعة.
كيفية تجنب التعرية المائية
يوجد العديد من الممارسات الممكن تطبيقها؛ من أجل الحفاظ على الأراضي التي تحدث فيها تعرية مائية، ومن هذه الممارسات:
- الحفاظ على الغطاء النباتي، وزراعة النباتات الداعمة للأرض خصوصاً بعد فترة الحصاد، ويمكن استخدام النشارة لتغطية الأرض.
- إثراء التربة بالمواد العضوية ، سواء من تواجد الحيوانات وغيرها من الطرق.
- التقليل من سرعة تدفق المياه؛ عن طريق ترك جذور المحاصيل أو زرع النباتات العشبية.
- التأكد من المحتوى المائي (الرطوبة) للتربة، خلال عملية حرث الأرض.
- زيادة قوة وقساوة سطح التربة؛ عن طريق التناوب الصحيح للمحاصيل.
- التحسين الكيميائي؛ مثل استخدام الجير والجبس لمعالجة التربة.
- استخدام الميول الترابية و المصارف، وصيانة المنشآت المتعلقة بتصريف المياه.
- إحاطة مناطق تجمع المياه، والمناطق المتضررة بالأشجار والأسوار.
- تحسين ممارسات الري .
- دعم وتحسين الترشيح المتساوي للمياه إلى باطن الأرض.