ارتفاع درجة الحرارة في الشهر التاسع
ارتفاع درجة حرارة الحامل في الشهر التاسع
يُمكن تعريف ارتفاع درجة حرارة الحامل في الشهر التاسع على أنها ارتفاع في درجة حرارة الجسم لأكثر من 38.3 درجة مئوية عند قياسها عن طريق الفم، وفي الحقيقة تُعدُّ معاناة المرأة الحامل من الحمى أمرًا شائعًا خلال فترة الحمل، وفي سياق الحديث يجدر التنويه إلى أنّ ارتفاع درجة حرارة الجسم الخفيفة لا يستدعي القلق خاصة في حال عدم استمرارها لفترة طويلة، إلّا أنّه قد يؤثر في بعض الحالات في صحة الجنين ونموه.
الأعراض
ينبغي على الحوامل الانتباه عند ظهور أعراض بالتزامن مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، والمسارة إلى إخبار الطبيب بشأنها، ونذكر منها:
- ألم في الظهر.
- صعوبة في التنفس.
- قشعريرة.
- ألم في البطن.
- تيبس في الرقبة.
الأسباب
قد ترتفع درجة حرارة الجسم خلال الحمل لعدة أسباب نبين منها ما يأتي:
- نزلة البرد أو الرشح أو الزكام: تطرأ العديد من التغييرات على الجهاز المناعي خلال فترة الحمل، وذلك بهدف حماية الجنين، ولهذا السبب غالبًا ما تكون المرأة الحامل أكثر عُرضةَ للإصابة بنزلات البرد والعدوى الفيروسية المختلفة.
- الإنفلونزا: كما ذكرنا سابقًا فإنّ التغيرات التي تطرأ على الجهاز المناعي خلال فترة الحمل يُعدّ سببًا لزيادة خطر الإصابة بالإنفلونزا، وبالإضافة إلى معاناة الحامل من ارتفاع في درجة حرارة الجسم فقد تُعاني أيضًا من القشعريرة، والآلام مختلفة في الجسم.
- العدوى البكتيرية: قد تؤدي إصابة الحامل ببعض أنواع العدوى البكتيرية كالتهاب الحلق، أو عدوى المسالك البولية، أو عدوى الكلى، سببًا في ارتفاع درجة حرارة الجسم، وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب لوصف المضادات الحيوية المناسبة.
- داء الليستيريات: تُعدّ النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بداء الليستيريات (Listeriosis)، والتي تحدث نتيجة الإصابة ببكتيريا الليستيريا الموجودة في بعض الأطعمة، لذا يجب على الحوامل اتباع بعض النصائح والإرشادات المهمة لتجنب الإصابة بها؛ كالحرص على تجنب تناول اللحوم والأسماك النيئة، والجبنة غير المبسترة.
- كوفيد-19: (COVID-19)، والذي يُعزى حدوثه إلى الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وإلى جانب ظهور مجموعة من الأعراض المحتملة، يُصاحب الإصابة بهذه العدوى ارتفاع في درجة حرارة الجسم، كما تزداد خطورة تعرض المرأة الحامل للمضاعفات الناجمة عن هذا المرض عند إصابتها به، وهنا تبرز أهميّة مراجعة الطبيب فورًا عند وجود شكوك حول الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجدّ خلال فترة الحمل.
التشخيص
في حال عدم تأكد الطبيب أو القابلة من السبب وراء ارتفاع درجة حرارة جسم المرأة الحامل، يقوم الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات الطبية كتحاليل الدم وعينة البول لمعرفة السبب الكامن وراء المعاناة من ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لكلٍ من الأم والجنين.
العلاج
الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية
يُعدّ الباراسيتامول (Paracetamol) من الأدوية الآمنة للاستخدام خلال الحمل لحالات الارتفاع الطفيف في درجة الحرارة، ولكنْ، ينبغي على المرأة الحامل اتباع تعليمات الطبيب أو الإرشادات المُرفقة مع عبوة الدواء حول كيفية استخدام الدواء والجرعة المستخدمة، ومنعًا للمضاعفات خلال فترة الحمل لا بدّ من أخذ الدواء لفترة قصيرة وبأقل جرعة فعَّالة.
ويُشار إلى أنَّ على الحامل الابتعاد عن تناول بعض مسكنات الألم، والتي نذكر منها:
- الكبسولات أو الأقراص المحتوية على مادة الكودين (Codeine).
- الكبسولات أو الأقراص التي تحتوي على كمية إضافية من مادة الكافيين.
- الكبسولات أو الأقراص المضادة للالتهاب؛ كالآيبوبروفين (Ibuprofen)، والأسبرين (Aspirin).
المضادات الحيوية
قد يصِف الطبيب المضادات الحيوية للمرأة الحامل في حالة وجود عدوى بكتيرية تُسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم، إذْ يعتقد الأطباء إجمالًا أن معظم المضادات الحيوية آمنة خلال فترة الحمل، وبكلّ الأحوال لا تُصرف المضادات الحيوية أو غيرها من الأدوية خلال الحمل دون الرجوع إلى الطبيب أولًا.
مضادات الفيروسات
قد يصِف الطبيب الأدوية المضادة للفيروسات لعلاج الإنفلونزا خلال الحمل، والتي تكون فعاليتها أفضل عند البدء بتناولها خلال 48 ساعة من ظهور الأعراض، لذا يتوجب على الحامل مراجعة الطبيب في أقرب فرصة مُمكنة عند ظهور أيّة أعراض تدل على الإصابة بالإنفلونزا، كارتفاع درجة حرارة الجسم.
نصائح وإرشادات
فيما يأتي بعض النصائح التي يمكن اتباعها لعلاج ارتفاع درجة الحرارة أثناء الحمل :
- الاستحمام أو غسل الجسم بالماء الفاتر.
- استخدام الأغطية أو الملابس الخفيفة.
- شرب كمية كافية من الماء أو غيره من المشروبات الباردة لتجنب الإصابة بالجفاف.
- تشغيل المروحة على أقل درجة، وعدم توجيهها مباشرةً إلى الجسم، وإنَّما السماح لها بتحريك الهواء المحيط.
- البقاء في مكان بارد داخل المنزل.
هل ارتفاع الحرارة في الشهر التاسع يشكل خطر على الجنين؟
عادةً لا يؤدي ارتفاع درجة الحرارة الطفيف الذي لا يتجاوز 37.7 درجة مئوية إلى ظهور أيْ مضاعفات أو آثار سلبية على الجنين، ورغم ذلك، ينبغي على المرأة الحامل الاتصال بالطبيب أو مراجعته فورًا، أو طلب الرعاية الصحية الطارئة في الحالات الآتية:
- ارتفاع حرارة الجسم بشكلٍ واضح: إذْ يتوجب عليها اتباع تعليمات الطبيب حول كيفية خفض الحرارة والسيطرة عليها سريعًا، فربما يؤدي ارتفاع الحرارة بشكلٍ كبير إلى ظهور مخاطر صحيّة، ورغم أنّ هذه المخاطر والمضاعفات التي قد تعاني منها الحامل وجنينها قد ترتبط بارتفاع الحرارة وعدم علاجها، فإنّها قد تكون أحيانًا غير متعلقة بارتفاع الحرارة، وإنما بالمشاكل الصحية الكامنة التي أدت إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم، كالعدوى، وغير ذلك.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم عند نزول ماء الرأس: يجب على المرأة الحامل في هذه الحالة الاتصال بالطوارئ فورًا لاتخاذ الإجراءات المناسبة، فارتفاع الحرارة خلال المخاض قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات تتعلق بصحة الطفل.
ملخص المقال
لا يشكل الارتفاع البسيط في درجة حرارة الجسم خلال الشهر التاسع من الحمل خطرًا كبيرًا على صحة الأم وجنينها، إلا أنه قد يؤثر على الجنين في حال كان ارتفاع الحرارة كبيرًا، وبهذه الحالة يجب اتباع أسرع طريقة لخفض الحرارة، أو بحال كان مصاحبًا لنزول ماء الرأس، وقد يرتبط ارتفاع درجة حرارة الجسم بعدد من الأسباب كالإصابة بنزلات البرد، أو الإنفلونزا، أو الإصابة بفيروس كورونا، ويجدر على الحامل مراجعة الطبيب لتلقي العلاج اللازم حال صاحب ارتفاع درجة الحرارة ظهور أعراض أخرى؛ كالشعور بألم في الظهر أو البطن، أو القشعريرة، أو تيبس الرقبة، وضيق التنفس، أو غيرها من الأعراض الأخرى التي قد تدل على وجود خطورة.