إذاعة مدرسية عن الإنترنت
إذاعة مدرسية عن الإنترنت
أسعد الله صباحكم بكل خير وبركة، يسعدني أن نطل اليوم عليكم مجددًا، بإذاعة تتناول موضوعًا من أهم مواضيع حياتنا، وهو الإنترنت الذي دخل بيوتنا، وصار رفيقنا الذي لا نمل منه، ولا نقدر أن نتخلى عنه، فهو عصب من أعصاب حياتنا اليومية، ومن دونه تتعطل كثيرٌ من المصالح والأعمال، فهو يتداخل معنا بكل تفاصيل حياتنا، فلا نستطيع الفكاك منه.
أثر الإنترنت على الاتصال والتواصل.
يخطئ من يظن أنّ الإنترنت عدوٌ للمجتمع، وهادم لأركان الأسرة ومستقبل الشباب، فعلى العكس إنّ الإنترنت مظهر من مظاهر التطور، والتعامل معه صار ضروريًا في عصرٍ يقوم بمجمله على التكنولوجيا، فهذا العصر يسمى عصر العولمة ، والتي تعي أنّ العالم أصبح شبيهًا بقرية صغيرة؛ نتيجة تطور وسائل التواصل التي قصّرت المسافة بين الناس.
وأيضًا لقد ساهم الإنترنت بتقليل فجوة المسافة بين الناس، فلم يعد هنالك حاجة لاستعمال الرسائل والبرقيات الورقية التي كانت سائدة، بل أصبح الاتصال المرئي والمسموع، والمكتوب متاحًا بأقلّ الأثمان، وبوقت سريع جدًا، ولا يحتاج إلى جهد أو مال أو تمديد شبكات سلكية ، أو الانتظار لأوقات طويلة حتّى يتم الربط مع الجهة الأخرى.
لقد سهل الإنترنت علينا هذا الجانب، وأصبحت كثير من الاجتماعات والمؤتمرات تنعقد بسهولة عن بعد، فلا حاجة للسفر والانتقال من مكان إلى آخر.
أثر الإنترنت على التعليم والثقافة
ولقد تم استخدام الإنترنت في التعليم بشكل واسع جداً؛ فنرى اليوم طلاب المدارس والجامعات يعتمدون عليه في كثير من أمور دراستهم، من شروح للمواد التعليمية، أو توفير مصادر ومراجع وكتب، كان من العسير الوصول إليها في زمن مضى، ولا ننسى المقاطع المرئية التي تحتوي على شروح يقدمه معلمون وأساتذة بلا مقابل.
لقد أصبح من اليسير على الطلاب بلوغ ما يريدون الوصول إليه دون مشقّة أو جهد كبير، وأن يستفيدوا من محتويات الإنترنت بتكلفة قليلة، فقد كان اقتناء الكتب والوصول إليها صعبًا أمّا الآن فيستطيع أي شخص أن يبني لنفسه مكتبةً إلكترونية بالمجان.
أثر الإنترنت على التجارة
وجدير بالذكر أنّ الإنترنت اليوم صار يوفر مزايا كثيرة غير الاتصال والتواصل، فظهر ما يعرف اليوم بالتجارة الإلكترونية ، والإعلان الإلكتروني، فقد أصبح الإنترنت مصدرًا للرزق لكثيرٍ من الناس، إذ صاروا يروجون لبضائعهم لشريحة أكبر، ولأعداد غير محدودة، فمنذ زمن غير بعيد كانت الإعلانات لا تغطي المساحة الواسعة.
ولابد من الإشارة للعدد الهائل الذي تغطيه إعلانات الإنترنت اليوم، بالإضافة إلى أنّ كثيرًا من الناس أصبحوا يبيعون بضائعهم عبر الإنترنت، ويتلقون الأموال أيضًا عبره، مما أنعش الحركة التجارية وفتح بابًا من أبواب النمو لكثير من التجار.
أثر الإنترنت في مجال الصحة
لا بد من الإشارة إلى أنّ للإنترنت فوائده في مجال الصحة، فقد صارت كثير من العمليات الجراحية تُجرى بإشراف طبيب في دولة أخرى، إذ من خلال الاتصال المرئي عبر الإنترنت يستطيع الطبيب أن يوجّه الأطباء العاملين إلى الخطوات الصحيحة.
بالإضافة إلى أنّ الإنترنت يتيح للمرضى بحرية وسهولة التواصل المباشر مع أطباء في خارج بلادهم، أو يسكنون في أماكن بعيدة دون الذهاب لهم، فتتم الاستشارة طبية، وأخذ العلاج من الطبيب أو التوصيات والأوامر دون الحاجة للسفر، وقطع مسافات طويلة، ودفع مبالغ مالية.
سلبيات الإنترنت
وكما هو الحال مع أي أمر من أمور الدنيا، لا بد أن يتواجد عيوبٌ في الإنترنت تصل إلى حدّ المخاطر، فالإنترنت فضاء مجهول، ويتوافر فيه كثير من الأمور الحسنة والسيئة، فمن سلبياته توفير الألعاب التي يؤدي الإدمان عليه إلى نتائج سيئة، وأيضًا أتاح الإنترنت مجالاً أوسع لحالات التنمر الإلكتروني ، فلا يستطيع الإنسان ضبط أعداد المتنمرين، وتعديل سلوكهم، مما يسبب مشكلات اجتماعية وتفكك للعلاقات بين الناس.
هذا بالإضافة إلى أنّ الإنترنت قد ساعد في عمليات الاحتيال، وذلك من خلال عرض بضائع وهمية، فيتم استلام النقود دون تسليم للبضائع، فلا بد من الانتباه أثناء عملية الشراء، لأن الإنترنت لا يوجد فيه ضمانات مالية تضمن إعادة النقود إذا حصلت مشكلة في عملية البيع.
وأيضًا يعد الإنترنت سببًا من أسباب تضييع الوقت دون عمل مفيد، فهو يتيح المجال للإلهاء نظرًا لمحتوياته الكثيرة التي لا حصر لها، مما يجعل الإنسان يقضي ساعات طويلة في استعماله دون استثمار وقته في عمل مفيد.
إنّ الإنترنت في أيامنا أصبح ضرورة من الضروريات، وجزءًا رئيس من أجزاء حياتنا، فاليوم أصبح الإنترنت شبكة الوصل بين الجميع، وحلقة الربط لكافة الأعمال، فعلينا أن نتفهم مميزاته، ونوجهها لكل خير.