أين يقع وادي حوران
موقع وادي حوران
هو أحد أكبر الأودية الموجودة في العراق، يقع في محافظة الأنباط غرب العراق لمسافة 350 كم من الحدود العراقية إلى نهر الفرات قرب حديثة، وهذه المساحة تمثل الوادي نفسه إلى جانب التلال والوديان المختلفة التي تشع وتتفرع منه.
ويعد الوادي أطول وادي في العراق، يقع عند خط عرض 33.0333 درجة وخط الطول 40.2500 درجة، يقع في منتصف الطريق بين دمشق وبغداد بالقرب من مدينة الرطبة، ويمتد 220 ميلًا من الحدود العراقية السعودية إلى نهر الفرات بالقرب من حديثة.
جيولوجية وادي حوران
إن جيولوجيا وادي حوران معقدة للغاية، ويعزى ذلك إلى الصخور المكشوفة التي لها نطاق عمري واسع التي تبدأ من العصر الترياسي العلوي إلى الميوسين، كما أن التشابه الصخري الكبير بين التكوينات المختلفة المكشوفة، والتي تحمل طبيعة تموج عالية وغطاء رباعي سميك تعمل على تضليل الباحثين في تحديد الطرق التي تشكلت من خلالها هذه الصخور.
تعود أقدم الصخور المكشوفة على طول مسار وضفاف وادي حوران إلى تكوين الزور هو وران الترياسي العلوي، بينما تنتمي أصغر الصخور المكشوفة إلى تكوين نفايل الميوسيني الأوسط، وتحدث الرواسب الرباعية المختلفة في مجرى الوديان والبنوك، كما أن العناصر الهيكلية الرئيسية على طول مجرى الوادي هي مجموعة من التصدعات التي تتجه شمال غرب - جنوب شرقي، إلى جانب الوصلات الواسعة للصخور.
كما أن لجيولوجية الوادي فوائد اقتصادية، فهو يمتلك كميات هائلة من الرمل، والحصى، والحجر الجيري الذي يستخدم في صناعة الأسمنت، وصناعات أخرى، ويحتوي أيضًا على السيليكا النقية، والكريستال، والبوكسيت، والحديد الرسوبي.
أدت الأشكال المختلفة لوادي حوران على طول مساره مع الصخور المكشوفة والمنحدرات على طول ضفافه إلى ظهور ظواهر هدر جماعي في أجزاء مختلفة، مثل: الانزلاق، وسقوط الصخور، والانهيار، والزحف، والانزلاق النادر جدًا.
التنوع الحيواني في وادي حوران
تعتبر محمية وادي حوران ملجأ مهمًا للعديد من الحيوانات البرية ومن أبرزها الأرانب البرية، والذئب الرمادي، والثعالب، والغزلان، كما تعتبر المنحدرات الموجودة فيه ملاذًا للعديد من الطيور سواء المهاجرة أو المتوطنة، مثل طيور القطاء، والحبارى، والعقاب المصري، والصقر الحر، وهناك قسم كبير من هذه الحيوانات المهددة بالانقراض والفناء.
التنمية المستدامة في وادي حوران
على الرغم من تصريف وادي حوران لمليارات من مياه الأمطار خلال سنوات عديدة إلى نهر الفرات إلا أنه يخلو تقريبًا من الاستثمار الزراعي، تهدف الدراسة الحالية إلى التركيز على هذا المورد المائي المهم للوادي ودراسة إمكانية إنشاء سلسلة من السدود الصغيرة لتخزين مياه الأمطار وزراعة الغابات وإنشاء محمية طبيعية قادرة على الحفاظ على النظام البيئي وتحسينه.
تم تحديد المنطقة المستهدفة البالغة 4000 كيلومتر مربع في منتصف مجرى الوادي، وإجراء دراسة حالية تهدف إلى إنشاء واحات ومحميات طبيعية من أجل تحسين الظروف المناخية وتقليل الغبار وثاني أكسيد الكربون وتقليل درجات الحرارة المرتفعة في الصيف وتقليل تآكل التربة بسبب السيول.
وأوصت بعض الدراسة بإنشاء 13 سدًا بارتفاع مثالي لتخزين نحو 303 مم 3 من المياه، وزيادة مساحة الخزانات المائية في هذا الوادي من 15 إلى 90 كيلو متر مربع، مما يؤدي إلى زيادة حجم المياه التي تعيد شحن المياه الجوفية من 4.7 مم 3 إلى 28 مم 3 في السنة.