أين يقع قبر سيدنا سليمان
قبر سليمان عليه السلام
تعدّدت الروايات الواردة في موضع قبر نبيّ الله سليمان -عليه السلام-؛ حيث قيل إنّ قبره في بحيرة طبريا في فلسطين، وقيل إنّه -عليه السلام- دُفن وأبوه داود -عليه السلام- في قبرٍ واحدٍ في بيت المقدس، وكان عمره حين وفاته اثنتان وخمسون سنةً، واستمرّ ملكه أربعين سنةً.
هل قبور الأنبياء محدَّدةٌ معلومةٌ؟
يتداول النّاس أخبارًا ورواياتٍ كثيرةً عن مقامات وقبور الأنبياء -عليهم الصّلاة والسّلام-، دون أن تستند هذه الروايات والأخبار إلى أيّ دليل يثبت صحّتها، بل كلّها تخمينات وتوقّعات لا ترقى إلى درجة الحقائق والمسلّمات، وقد بيّن بعض علماء المسلمين والمؤرّخين أنّه لم يثبت موضع قبرٍ من قبور الأنبياء سوى قبر النبيّ محمّد -عليه الصلاة والسلام- الموجود في المدينة المنوّرة، أمّا سائر قبور الأنبياء فلم يثبت مكانها على وجه اليقين.
ولعلّ الحكمة من إخفاء قبور الأنبياء والرسل -عليهم السلام- عدا قبر النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام-؛ أن يغلق الباب أمام الشرك بالله باتّخاذ قبور الأنبياء والرسل مزاراتٍ يقصدها الناس للتوسّل بها من دون الله -تعالى-، ويجدر بالمسلم أن يعلم أنّ مثل هذه المعلومات ليس لها كبير أثرٍ في واقعه، وعليه الانشغال بما ينفعه في أمور الدّين والدّنيا، كأن يأخذ من سير وقصص الأنبياء والرسل -عليهم السلام- ما فيه عبرةٌ تنفعه وتعينه على التقرّب إلى الله -سبحانه وتعالى- وعبادته بالوجه الذي يرضيه.
دروسٌ من سيرة سليمان عليه السلام
يمكن للمسلم أن يتلمّس من سيرة سيّدنا سليمان -عليه السلام- فوائد وعبرًا كثيرةً؛ حيث وردت قصة النبيّ سليمان -عليه السلام- في مواضع عدَّةٍ من القرآن الكريم، وفيما يأتي بيانٌ لأبرز هذه الفوائد والعبر.
الشكر على النعم
أكرم الله سليمان -عليه السّلام- بأن أعطاه ملكًا عظيمًا لم يعطه لأحدٍ قبله؛ فقد سخّر له الجنّ يعملون بأمره، كما علّمه منطق الطّير والحيوان ؛ فكان يخطابها ويفهم كلامها، وسخّر الله له الرّيح كذلك؛ لتحمله إلى الموطن الّذي يشاء، وبلغت مملكته في عهده مبلغًا من القوّة والعظمة لم يُشهد قبل.
ولم يقابل سليمان -عليه السّلام- هذا الملك وتلك الكرامة إلا بمزيدٍ من الشّكر لله -سبحانه وتعالى- والثّبات على العمل الصّالح، قال تعالى: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).
الثبات على الدعوة
يستفاد من سيرة النبيّ سليمان -عليه السلام- ثباته على الدّعوة؛ حرصًا على هداية النّاس وإخراجهم من ظلمات الشّرك والضّلال إلى نور الهداية والتّوحيد، فبمجرد أن بلغ سليمان -عليه السلام- عن قومٍ يسجدون للّشمس من دون الله؛ أصرّ على أن يبعث لهم برسالةٍ يدعوهم فيها إلى التوحيد للحقّ، فكانت ثمرة موقف سيّدنا سليمان أن أذعن القوم وأتت ملكتهم إلى سليمان مسلمةً لله طائعةً راغبةً.