أين دفنت حواء
مكان دفن حواء
يجدر بالذكر إلى أنّه لا توجد معلومات أكيدة حول المكان الذي دفنت بها حواء، ولم يحدّد ذلك بشكلٍ قطعيّ، ولم يرد أي نصٍّ شرعي من القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة يُفيد بمكان دفن حواء أو النبي آدم -عليه السلام-.
ويرى بعض المؤرّخين وأهل السّيَر أن حواء دُفنت في السعودية، وتحديداً في مدينة جدة؛ بالجانب الشرقي على يمين الداخل إلى جدة من باب مكة، وقال بعض أهل السير إنّه زار قبرها، وكان يتوسّطه قبة عظيمة، ومن أمامه ومن خلفه ممر طويل، وقد زُيّنت تلك الحجرة بالستائر، وبرائحة البخور، ولكن يبقى علم ذلك عند الله -سبحانه-، فلا دليل قطعي على ذلك.
مكان نزول حواء
لم يثبت نصٌ شرعي يحدّد المكان الذي نزلت فيه أمّنا حواء بشكلٍ صريح، فقد دلّت الآيات القرآنية الكريمة أنّ حواء وآدم نزلا من الجنة إلى الأرض دون تحديد المكان وتسميته، قال -تعالى-: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ).
ويرى بعض المؤرخين أنّ حواء نزلت في جدّة، ومنه استدلّوا على أنّ قبرها موجود في مدينة جدة كذلك، وقيل إنّ آدم وحواء نزلا في الهند، وقيل: بل نزلت حواء في المروة، ونزل آدم في الصفا، ولكن هذه الأقوال جميعها ذكرناها للاستنئاس فقط، إلا أنّه لا دليل عليها، ولا يُعتمد عليها.
التعريف بأمّنا حواء
حواء هي أم البشرية، وقال العديد من العلماء في أصل خلقها أنّها خُلقت من ضلع آدم -عليه السلام-، فقال مقاتل بن سليمان: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)، يعني: "مِن نفس آدم -من ضلعه- حواء"، ومما يدلّ على ذلك من الآثار النبوية قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاهُ، إنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصُوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا).
وقيل إنّ حواء خُلقت من تراب، لقوله -تعالى-: (خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا)، أما سبب تسمية حواء بهذا الاسم فقيل لأنها خُلقت من حي؛ وهو آدم -عليه السلام-، وقيل الحواء يعني السّمرة، فقد كانت شفتيها تميل إلى السمرة، أو لون بشرتها يميل إلى السّمرة، فسمّيت بذلك، وقيل: لأنها أم كل حي، ولأنّها تحتوي الرجل ويسكن إليها.
قصة حواء في الجنة
خلق الله آدم -عليه السلام-، ثم خلق حواء، وأسكنهما الجنة يتمتّعون بنعيمها كيفما شاؤوا، إلا الشجرة، فقد نهاهما الله -تعالى- عن الأكل من شجرة معيّنة في الجنة؛ اختباراً لهما، قال -تعالى-: (وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ).
ولكنّ الشيطان وسوس لهما وزيّن لهما الأكل من هذه الشجرة، فأكلا منها، وكان عاقبتهما أن أُخرِجا من الجنّة ونزلا إلى الأرض، قال -تعالى-: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ)، ثمّ ندما على ما فعلا وتابا إلى الله -تعالى-، فتقبّل الله منهما توبتهما.