أين دفن أبو بكر الصديق
مكان دفن أبي بكر الصديق
دُفن أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- في المدينة المنوّرة، في جانب من جوانب المسجد النّبويّ، وقبره يقع بجانب قبر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان رأس أبي بكر يقع محاذياً لكتف النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وفي الجانب الآخر دُفن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، وكان رأس عمر بين كتفي أبي بكر، وقد جعلت القبور الثّلاثة على هذا النّحو؛ ليكون كلّ واحد منهم دون منزلة قبر صاحبه الذي وضع في جواره.
سبب دفن أبي بكر الصديق بجانب النبي
إنّ السّبب في دفن أبي بكر الصّديق -رضي الله عنه- إلى جانب قبر النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- هو أنّ أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- أوصى ابنته عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- أن تجعل قبره بجانب قبر صاحبه في حجرتها.
واستأذن أبو بكر الصديق ابنته عائشة في المكان، إذ كانت ترغب في مجاورة النّبي -صلى الله عليه وسلم- عند وفاتها، ولمّا مات نُفّذت وصيته، وإنّ أبا بكر لم يُرد أن يستأثر لنفسه بهذا المكان إلّا لعلاقته القوية بالنّبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ولصحبته معه فهو صديقه الأوّل، فأراد مجاورته في الآخرة كما جاوره في الدّنيا ولم يرضَ أن يكون أحد أقرب لنبيّه منه.
وفاة أبي بكر الصديق
مرض أبو بكر الصّديق -رضي الله عنه- وأصيب بالحمّى بعد أن اغتسل في ليلة باردة، جعلته طريح الفراش أسبوعين، وكان المرض يشتدّ به يوماً بعد يوم، إلى أن وافته المنيّة في يوم الإثنين من جمادى الآخرة من العام الثّالث عشر للهجرة، وكان له من العمر ثلاثة وستّون عاماً.
وقد أوصى أن تغسّله زوجته أسماء بنت عميس وابنه عبد الرحمن، وكانت وفاته بين صلاتي المغرب والعشاء، فحملوه على سرير رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وصلّى عليه عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بعد العشاء في المسجد النّبوي ودفن ليلاً.
التعريف بأبي بكر الصديق
هو عبد الله بن عثمان بن عامر، يلتقي نسبه مع النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- عند مرة بن كعب، أبوه عثمان هو المشهور بأبي قحافة، وأمّه هي أمّ الخير سلمى بنت صخر.
ولد أبو بكر في مكّة المكرّمة بعد عام الفيل بثلاث سنوات؛ فهو يصغر النّبي بثلاثة أعوام، وقد كان أبو بكر أوّل من أسلم مع النّبي -صلى الله عليه وسلم- من الرّجال ، وهو أوّل الخلفاء الرّاشدين بعد وفاة رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام.
لُقّب أبو بكر -رضي الله عنه بألقاب هي:
- العتيق: وقد لقّب بذلك لأنّ الله -تعالى- أعتقه من النّار، ولقّب بذلك أيضاً لعتاقة وجهه؛ أي شدّة حسنه وجماله وقيل لكثرة عتقه للرقاب.
- الصّدّيق: وهو اللّقب الأشهر الذّي يلتصق باسمه، وقد لقّبه بذلك رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-؛ لأنّه شديد التّصديق بالنّبي -عليه الصّلاة والسّلام- فيما يقول، فهما بلغ عنه شيء لا يسعه إلّا أن يصدّقه حتّى إن لم يره.
- الأوّاه: لأّنه كان تقيّاً يخشى الله -تعالى- في السرّ والعلن.
- الصّاحب: فهو الصّاحب الذّي قصدته الآية في قول الله -تعالى-: (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ)، فقد صحب النّبي في رحلة الهجرة من مكّة إلى المدينة.
أبو بكر الصديق أحد أعظم الصحابة على الإطلاق، يقع قبره بجوار قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- في المسجد النبوي، وقد كان حريصاً على أن يدفن بجانب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأوصى بذلك لشده حبه للرسول -عليه الصلاة والسلام-.