كيف يمكن أن أكتشف نفسي
التَّعرف على مجموعات بناء النفس
من أساسيات فهم الذات لتحقيق السعادة والنجاح المهني ما يلي:
- القيم: يعد تحديد القيم الخاصة بمثابة محفّز للأهداف وإرشاد لصنع القرار، ومنها مساعدة الآخرين أو الحرص على الصحة أو الأمان المالي، فقد أظهر أحد الأبحاث أن كتابة هذه القيم أو التفكير فيها يزيد إمكانية اتِّخاذ قرارات صحية، كما يتسبب هذا التحفيز في مواصلة الطريق حتى مع التعب، لذا يجب التَّعرف على القيم من أجل تحفيز الذات.
- الاهتمامات: تتمثل الاهتمامات في الهوايات والشغف وكل ما يلفت الانتباه خلال فترة زمنية، ولتحديد هذه الاهتمامات يجب البحث في كل ما يلفت الانتباه أو الفضول أو القلق؛ فالتركيز في كل ما يجذب الاهتمام يجعل الحياة مشرقة، ويمنح إشارات على الشغف الخاص والعميق، فقد بنى الكثير من الناس مهنَهم على اهتماماتهم العميقة.
- المزاج والطِّباع: يتمثل ذلك في الميول الفطري؛ فمثلاً يمكن للفرد تحديد كيفية تجديد حيويته سواء إذا كان بمفرده أو مع الناس، أو تحديد ميوله للتخطيط أو لا، أو كيفية اتخاذ القرارات سواء كانت استناداً إلى الأفكار أو المشاعر أو الحقائق، أو حتى طبيعة الاهتمام سواء كان اهتماماً بالتفاصيل أو بالعموميات، حيث يساعد تحديد هذه التفضيلات في التعرف على الحالات التي تجعل الفرد مشرقاً مقارنةً مع تلك التي تجعله ذابلاً.
- العمل خلال اليوم: يتمثل ذلك في الساعة البيولوجية، وتحديد الوقت المفضَّل للقيام بالأشياء، فمثلاً يمكن للفرد تحديد الوقت الذي تبلغ فيه طاقته ذروتها، وجدولة أعماله في أفضل هذه الأوقات سواء في الصباح أو الليل، حيث تزداد متعة الحياة عند أداء الأعمال التي تتزامن مع الطبيعة البيولوجية، وبالتالي يتم تجنب إهدار الطاقة والتَّظاهر بأشياء أخرى.
- الغايات الهادفة ومهمات الحياة: يجب على الفرد أن يسأل نفسه عن أكثر الأحداث الهادفة والجادة في حياته، فقد تساعده في الاستدلال على هويته المستترة، أو مهنته، أو مدى رضاه من الحياة.
- نقاط القوة: تتمثل في القوى الشخصية مثل الذكاء العاطفي، وحب التعلُّم، والعدل إلى جانب المواهب، والقدرات، والمهارات، حيث يعد العلم بنقاط القوة أحد الأسس لبناء الثقة بالذات، ويؤدي عدم معرفة هذه النقاط إلى تدني مستوى احترام النفس، كما يساعد التَّعرف على نقاط الضعف في بقاء الإنسان صادقاً مع نفسه والآخرين فيما لا يصلح له، وهنا قد يحاول الفرد تقليل نقاط ضعفه هذه أو معالجتها.
الهدوء وتقييم الذات
يمكن التَّعرف على الذات في وقت السكون؛ فمعظم الناس لا يتعرَّفون على أنفسهم بسبب خوفهم من الصمت، حيث يرون بأن الوحدة غير مريحة لأنها تنطوي على إعادة التحديق في كل العيوب والأخطاء، ولكن هذا لا يحدث عند الوحدة التي تنطوي على تقييم النفس، حين يكون الفرد صادقاً مع نفسه تماماً، حيث يمكن حينها رؤية كل نواحِ الحياة في الحقيقة سواء الجيدة أو السيئة، لذا يجب الحرص على الهدوء من أجل اكتشاف الذات الحقيقية.
سؤال الآخرين
يساعد إنصات الفرد لما يقوله الآخرون عنه في تعرُّفه على ذاته، فمثلاً يمكن للفرد أن يسأل عن نقاط القوة التي يمتلكها حتى يقوم بتطويرها، بالإضافة إلى نقاط الضعف التي يجب عليه أن يعالجها، فبالرغم من أن آراءهم ليست مثالية، إلا أن ردودهم قد تشير إلى بعض المجالات التي يتوجب إعادة النظر فيها، حيث تفيد هذه الخطوة لدى أولئك العالقين في محاولات اكتشاف ذواتهم، فأحياناً قد يرى المقربون ما لا يراه الفرد نفسه.
الكتابة عن الذات
يحتاج كل من يشعر بالضياع إلى النظر في نفسه بطريقة جديدة؛ فمثلاً يمكنه الكتابة عن ذاته، ثم عليه أن يطلب من أحسن أصدقائه أن يقوم بذات الشيء حتى يستطيع أن يوازن بين النظرتين، حيث يساعد ذلك في الحصول على فكرة حول رؤيا الآخرين عن الفرد، وتحديد ما يحبه وما لا يحبه من خلال رؤياهم المشتركة، ويمكن أيضاً عمل لائحة بكل ما يجب الحصول عليه في الحياة؛ كالتَّعلم، أو الاستماع، أو الأُلفة مثلاً، ثم المُضي قدماً في تفاصيلها مثل الانضمام إلى صفوف تعليمية مسائية.
يمكن أيضاً النظر في الأشياء المهمة لدى الفرد فيما يتعلق بالأُسرة، والأصدقاء، والوظيفة، والتنمية الشخصية، والبيئة المادية المحيطة، والصحة، والمال، وغيرها، يمكن أيضاً إعادة التأمل في الطفولة وكتابة مجموعة الأهداف والأحلام حينها، وتحديد ما تم تحقيقه أو ما يود الفرد في السعي لتحقيقه، بالإضافة إلى ذلك يمكن للفرد أن يُفكر في الأوقات التي تُشعِره بالسعادة في الوقت الحالي وتحديد مسبباتها، حيث يساعد هذا التمرين في الكشف عن التَّوق إلى حياة اجتماعية أو إبداعية بشكل أفضل، والنظر في كل المعيقات التي تعترض الطريق وكيفية التَّغلب عليها.