أهمية عيد الفطر: يجب على كل مسلم معرفتها
أهمية عيد الفطر: يجب على كل مسلم معرفتها
إنَّ عيد الفطرِ يأتي بعد أن يُتِمَّ المسلمونَ الركن الرابع من أركان الإسلام، وهو صوم رمضان، وقد شُرِع هذا العيد ليشكر الناس الله -سبحانه وتعالى- على إتمام صيام شهر رمضان المبارك، وأنّه مدَّ في أعمارهم وأعانهم على صيامه وقيامه، وتأديةِ الطاعاتِ فيه، وإن أهمّية عيد الفطر تكمن في مجاورته لشهر رمضان المُبارك، ف أيام عيدِ الفطر أيّام بركة وطاعة، وإن كان يوم العيد لا يصح صيامه، لكن تصحُّ فيه جميع أنواع البرِّ والخير والصدقة وإدخالُ السرور على قلوبِ المسلمين، ومن أهمّيته أنَه شُرعت له عبادةٌ سمّيت بصدقة عيد الفطر، وفيها تطهيرٌ للصائم مما ارتكب من ذنوبٍ في صومه، وجبرٌ لأي خللٍ في الصيام.
وقد خُصَّ العيد بصلاةٍ خاصةٍ فيه، هي صلاة العيد ، وهي ثابتةٌ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد اختلف الفقهاء في وجوبها على كل مسلم، فذهب المالكية والشافعية إلى أنها سنةٌ مؤكدةٌ، وذهب الحنفية إلى أنها واجبٌ على كل رجلٍ مسلمٍ، وذهب الحنابلة إلى أنها فرض كفايةٍ على المسلمين، وقد حثِّ النبي -صلى الله عليه وسلم- على حضور صلاة العيد حتى إنه أمر النساء بذلك، جاء في الحديث: "عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قالَتْ: أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا".
وتأتي أهمية العيد في أنّه فرصةٌ عظيمةٌ للتلاحم والتعاضد والتعاطف بين المسلمين، والاجتماع على الخير والطاعة، وتعظيم شعائر الله، والشعور بالأخوة الإيمانية والرابطة الدينية العظيمة، التي تجمع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهو فرصةٌ للإصلاح بين المتخاصمين، وتطييب القلوب وجمع الشتات، وجبر الخواطر وصلة الأرحام، فإنّ التقاطع والتخاصم محرمٌ في الإسلام، فلا يقبل الله العمل الصالح من المتخاصمين، جاء في الحديث: "لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ، يَلْتَقِيانِ؛ فَيَصُدُّ هذا، ويَصُدُّ هذا، وخَيْرُهُما الذي يَبْدَأُ بالسَّلامِ".
آداب عيد الفطر المُبارك
إنّ عيد الفطرِ هو عيدٌ مُبارك، له آدابٌ عديدةٌ ينبغي للمسلم التحلّي بها، وإظهارها والتوسّعُ فيها، ومنها ما يأتي:
- على المسلم أن يبدأ يومه بالاغتسال لصلاة العيد، وأن يلبس أفضل الثياب، وأن يحرص على التطيّب.
- أن يأكل قبل أن يخرجَ من بيتهِ لأداء صلاة العيد تمرات أو غير ذلك.
- أن يجهرَ في التكبير وهو في طريقهِ إلى صلاة العيد، وأن يحرص على أن يُبكِّرَ في ذهابه.
- على المُسلم أن يذهبَ من طريق ويعود من طريقٍ آخر؛ لكي يُصادف عددًا أكبر من الناس ويهنّئهم بقدوم العيد، فيلقي السرور في قلوبهم.
- أن تؤدّى صلاة العيد في مصّلى خارج المسجد؛ لأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كان يفعل ذلك.
- يُسنُّ للمسلم اصطحاب النساء والأطفال، وذلك امتثالًا لفعل الرسول -صلى الله عليه وسلّم- عندما أمر النساء أن تخرج لأداء صلاة العيد.
- أن يستمِع إلى خطبة العيد ، ويحرص على الانتفاع منها، ففيها خيرٌ عظيم.
- أن يقوم المُسلم بتهنئة أهله وإخوانه، بقدوم العيد، وأن يُذكّر نفسه ومن حوله، بالمحافظة على الطاعات، والقُربات لله -سبحانهُ وتعالى-.
نصائح وتوجيهات وإرشادات للمُسلم عند قدوم عيد الفطر المبارك
إنّ قدومَ عيد الفطر المُبارك لا يعني ولا بأي شكلٍ من الأشكال أنّ موسم الطاعات انتهى، لا بل إنَّ ربَّ رمضان هو ربّ شوَّال وشعبان وسائر الشهور، وعلى الرغم من أنّ الأجور فيها متفاوتةٌ، ويختلف فضل بعضها عن بعضها الآخر، إلّا أنّ هذا مدعاةٌ لأن يزيد الإنسان في طاعاته في غير رمضان؛ ليحافظ على نيل الأجور فيها، كما حافظ عليها في رمضان.
ومن الطاعات التي يُحافظ عليها المسلم، صيام ستٍّ من شوال؛ ف فضل صيام 6 من شوال يكون كصيام الدهر، وأيضًا صيام الأيام البيض، وصيامُ يوم عرفة لغير الحاج، وأيضًا صيام يومي الاثنين والخميس، ففيهما تُرفع الأعمالُ إلى الله -سبحانهُ وتعالى-، والمُداومةُ على السنن الرواتب، ففيهما أجرٌ عظيم، وأيضًا المحافظةُ على قراءة القرآن الكريم، ولو جزءاً واحداً يوميًا على الأقل، وأن يحرص على تجديد التوبة في كلّ وقتٍ وحينٍ.