تشخيص مرض الرمد
تشخيص مرض الرمد
عادة ما يتمكن الطبيب من تشخيص مرض الرمد أو كما يعرف بالتهاب الملتحمة ، أو رمد العين أو العين الوردية (بالإنجليزية: Conjunctivitis or Pink eye) بمجرد فحص العين ، ويمكن أن يحدد طبيعة الالتهاب إن كان ناتجاً عن عدوى فيروسية أو بكتيرية من خلال الأعراض المرافقة للمرض، ولتأكيد التشخيص يمكن إجراء الفحوصات الآتية:
التاريخ الطبي
قد يسأل الطبيب عن الأعراض التي ظهرت على المريض وكيف ظهرت، للمساعدة على تحديد طبيعة الالتهاب -كما ذكر سابقاً-، كما يسأل عن التواصل الوثيق للمريض بأشخاص آخرين مصابين بمرض الرمد، وإذا لامست أي مادة مهيجة عين المريض، وذلك لاستبعاد العديد من أسباب مرض الرمد.
الفحص البدني
يمكن تشخيص مرض الرمد عادة عن طريق إجراء فحص بدني بسيط، وذلك من خلال:
- إفرازات العين: عادة ما يسبب التهاب الملتحمة ظهور إفرازات من العين، فإذا كانت هذه الإفرازات سميكة ومتقيحة ذات لون أصفر أو أخضر،بالإضافة إلى مواجهة المريض صعوبة أثناء فتح عينه صباحاً فإن ذلك يدل على أنّ الالتهاب بكتيرياً، بينما إن كان الالتهاب فيروسياً، فإن الإفرازات تكون الإفرازات مائية خفيفة، لا تسبب إغلاق العين على الرغم من كونها إفرازات لزجة.
- عدد العيون المصابة: في حالة الإصابة بالعدوى البكتيرية تبدأ الإصابة بعين واحدة ثم تنتقل للعين الأخرى، بينما العدوى الفيروسية تكون الإصابة في عين واحدة فقط.
- انتفاخ العقد الليمفاوية: يدل انتفاخ وتحجّر العقد الليمفية المحيطة بالعنق والأذنين على الإصابة بالعدوى الفيروسية، حيث إنّ الفحص الطبي الدقيق لا يقتصر على معاينة العيون فقط.
- نزف تحت الملتحمة: يتمثّل هذا النزف بوجود بقع حمراء زاهية في بياض العين، نتيجة تمزّق أحد الأوعية الدموية المغذّية للعين وهي حالة ليست خطيرة وعادة ما تختفي في غضون أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة، وهي من الحالات الشائعة التي حدث نتيجة الإصابة بالعدوى الفيروسية، ويجدر التنبيه إلى أنّه بسبب هذا المظهر أطلق على مرض الرمد اسم العين الوردية.
الفحوصات الخاصة
قد يلجأ الطبيب أثناء المعاينة إلى إجراء فحوصات خاصة إذا كانت السيرة المرضية والأعراض التي يعاني منها المريض غير كافية للتشخيص، ومن هذه الفحوصات:
- قلب الجفن العلوي: يلجأ إلى إجراء هذا الفحص للتأكد من خلو العين من أي جسم غريب عالق بين مقلة العين والجفن العلوي، لأن وجود مثل هذه الأجسام يسبب تهيجاً للعين لا يمكن التخلص منه إلا بإزالة الجسم الغريب، ووعلى الرغم من أنّ هذا الفحص غير مؤلم إلا أنّ الطبيب قد يلجأ في بعض الحالات لاستخدام قطرات عينية مخدِّرة لزيادة شعور المريض بالراحة أثناء إجراء الفحص، ويمكن إجراء هذا الفحص باستخدام أصابع اليد أو من خلال الإستعانة بعود قطني يوضع في تلم (بالإنجليزية: Sulcus) الجفن العلوي للعين وتُقلب الرموش عليه وإخراجها فوق أداة التثبيت.
- صبغ العين بالفلوريسين: (بالإنجليزية: Fluorescein) يساعد هذا الفحص على الكشف عن الأجسام الغريبة وأي تلف بالقرنية، ويمكن إجراءه عن طريق ملامسة العين لقطعة من ورق النشاف ملطخة بصبغة الفلوريسين برتقالية اللون، ثم يرمش االمريض عدة مرات للمساهمة بانتشار الصبغة وتغطية سطح القرنية، ثم يوجه الطبيب ضوء أزرق على عين المريض، وحينها سينعكس الضوء الأزرق وستظهر أي مشكلة في سطح القرنية باللون الأخضر.
- فحص المصباح الشقّي: (بالإنجليزية: Slit Lamp Exam) أو الفحص المجهري الحيوي (بالإنجليزية: Biomicroscopy)، إذ يعد هذا الفحص جزء من الفحص التشخيصي الشامل للعين، ويتكون من مصدر ضوء عالي الكثافة مع مجهر، فيجلس المريض على كرسي مقابل المصباح مع الحفاظ على جبهته وذقنه مسندين، ويتحكم الطبيب في المصباح من حيث الدقة والوضوح والأبعاد وتصفية الألوان، ليتمكّن بذلك من فحص العين بدقة وملاحظة أي خلل بسيط فيها، ومن أهم ما يميز هذا الفحص أن نتائجه تظهر مباشرة ويمكن مناقشتها مع المريض.
- فحص حدة الإبصار: (بالإنجليزية: Visual Acuity Test)، يلجأ إلى إجراء هذا الفحص لتحديد إذا ما أثرت الإصابة بالتهاب الملتحمة على ابصار المريض، حيث يغطي الطبيب عين واحدة للمريض في كل مرة ويطلب منه قراءة رسائل أو رموز من مسافة ستة أمتار تقريباً.
الفحوصات المخبرية
العديد من الأطباء يكتفون بالفحص الجسدي فقط لتشخيص الإصابة بالتهاب الملتحمة، لكن يمكن في بعض الحالات اللجوء لإجراء الفحوصات المخبرية للتحقق من دقة التشخيص واختيار علاج فعّال، ومن الفحوصات المخبرية الشائعة:
- الزراعة: يعد هذا الفحص فحصاً جوهرياً للكشف نوع العدوى وتحديد العلاج المناسب لها، ويعدّ إجراءه ضرورياً في حال استمرار التهاب الملتحمة لمدة تزيد عن من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع متتالية، ولم يختفي المرض لوحده أو باتباع النصائح المنزلية لعلاجه، حيث يأخذ الطبيب مسحة من إفرازات العين الملتهبة بواسطة عود قطني، ويرسلها للمختبر لفحصها من قِبل أخصائي العيون، فبعد وضع المسحة تحت المجهر يستطيع الأخصائي تحديد سبب العدوى سواء أكانت بكتيرية أم فيروسية، ليتمكن الطبيب من تحديد العلاج الأنسب بعد ذلك.
- تفاعل البوليمراز المتسلسل: (بالإنجليزية: Polymerase Chain Reaction) اختصاراّ PCR، يعد هذا الفحص تقنية متقدمة يتم فيها استخدام عينة تحوي جزءًا من الحمض النووي الريبوزي (بالإنجليزية: Deoxyribonucleic acid) ويعرف اختصاراً DNA للتأكد من وجود العدوى وتحديد المسبب لها سواء أكان بكتيرياً أم فيروسياً، وعلى النقيض من فحص الزراعة لا يمكن تحديد قابلية العينة للمضاد الحيوي واختيار المضاد الحيوي الأنسب للقضاء على العدوى، وتعد كل من البكتيريا المتدثرة (بالإنجليزية: Chlamydia) والبكتيريا المكوّرة (بالإنجليزية: Gonorrhea) من أهم أنواع البكتيريا التي يكشف عنها بواسطة هذا الفحص، كما يمكن من خلال هذا الفحص الكشف عن الفيروسات الغدية (بالإنجليزية: Adenoviruses) وفيروس الهربس البسيط ، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا التحليل عادة يحتاج لمدة تقدر بـ 24 ساعة حتى تظهر نتيجته.
- الاختبار المناعي السريع للفيروسات الغدّية: (بالإنجليزية: Rapid Adenovirus Screening) يعدّ هذا الفحص سريعاً وبسيطاً، إذ يعطي الطبيب المريض قطرة عينية خاصة ثم يشد جفن العين السفلي للأسفل ويضع قضيب الفحص على الجفن من الداخل ويقوم بدلكه بلطف ليجمع العينة، ويتميز هذا الفحص بقدرته على تحديد كافة أنواع الفيروس الغدّي بالإضافة إلى سرعته في الكشف عن وجود الفيروس، فخلال عشر دقائق تكون نتيجة الفحص ظاهرة، وهذا يقلل من تكلفة شراء المضادات الحيوية في حال كان السبب لا يستدعي ذلك، ومن الغريب أن رغم كل ميزات هذا الفحص إلّا أنه غير متوافر في كافة دور الرعاية الصحية.
معلومات حول مرض الرمد
مرض الرمد هو أحد الأمراض التي تصيب ملتحمة العين نتيجة تعرضها لعدوى بكتيرية أو فيروسية، أوبسبب تعرضها لمواد معينة تسبب حدوث رد فعل تحسّسي، مما يؤدي إلى التهاب ملتحمة العين وظهورها بلون ورديّ أو أحمر، وعلى الرغم من أن هذه الحالة قد تكون مزعجة إلا أنّها من النادر أن تؤثر في الرؤية، لكن ينصج بتشخيص المرض وعلاجه مبكراً؛ لمنع انتقال العدوى للآخرين، ومن الجدير بالذكر أن ملتحمة العين (بالإنجليزية: Conjunctiva) هي تلك الطبقة الرقيقة من الأنسجة الشفافة التي تبطن السطح الداخلي للجفن وتغطي الجزء الأبيض من العين.
ولمعرفة المزيد عن مرض الرمد يمكن قراءة المقال الآتي: ( بحث حول مرض الرمد ).