أهمية المعلم
أهمية المعلم
ضمان التحصيل الأكاديمي الجيد
تُشير دراسة أجرتها مؤسسة راند للأبحاث والتطوير إلى أنّ تأثير المعلم على تحصيل الطالب يفوق تأثير العوامل المدرسية الأخرى؛ كالمرافق الحديثة، وخدمات الدعم المدرسية المختلفة، إذ يتمتّع المعلم المميز بالقدرة العالية على تطوير مخرجات العملية التعليمية، وتحقيق ما هو أعلى من الأداء المرجو للطالب، حيث يتجاوز المعلم مرحلة الاهتمام بتحقيق نتائج جيدة بالاختبارات الموحّدة إلى تحدي الطلاب ومكافئتهم على مهارات التفكير الناقد.
يقوم المعلم في نهاية العام الدراسي باستعراض مجموعة المهارات والمعارف التي اكتسبها الطالب خلال المرحلة الدراسية والتحديات التي واجهها من أجل تجاوزها في المرحلة الدراسية المقبلة، وعليه يكون للمعلم الدور الرئيسي في إرشاد الطلاب وتشجيعهم نحو استكمال تعليمهم، والمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي من شأنها صقل شخصياتهم وتحسين أدائهم.
رعاية الطلاب وتشجيعهم
يُعتبر المعلم المكتشف الأول لمواهب الطالب وقدراته الخفية، وذلك لأن المعلم يمتلك فرصة تعزيز مواهب الطلاب، وتشجيعهم على تنمية مهاراتهم، والاهتمام برغباتهم الشخصية، بالتالي يستطيع المعلم المُلهم تحويل الاختلاف الذي يجده في بعض الطلاب إلى سبب لتميزهم.
تكمن مهمة المعلم في تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم، واحترامهم لذاتهم، وجعل المدرسة مصدر إلهام لهم للمضي قدماً في حياتهم العملية خارج حدودها، كما يُشجع المعلم الناجح طلبته على التفاني والعمل بجد من اجل تحقيق أهدافهم، وينبغي أن يبذل المعلم جهده من أجل ترسيخ أهمية العمل الدؤوب؛ فيُدرك الطالب أنّ تحقيق الأهداف يتحقق بالعمل المتواصل.
تعظيم تجربة التعلم
يعمل المعلم المميز على إشراك الوالدين في العملية التعليمية لتحقيق نتائج أفضل، ويعني ذلك التواصل المستمر مع أهالي الطلبة خلال الأيام الدراسية، وليس فقط أثناء اجتماعات أولياء الأمور، إذ إنّ عمل الوالدين مع المعلمين جنباً إلى جنب ينعكس بشكل إيجابي على تحصيل الطلبة، وباستطاعة الوالدين من ناحيةٍ أخرى الاطمئنان على مستوى أبنائهم.
تُعتبر مشاركة المناهج والأهداف التعليمية مع الأبناء سبباً في تعزيز إمكانية تحقيقها على نحو أفضل، كما ينبغي تعليم الطالب مهارات باستطاعته تطبيقها في حياته العملية وليس فقط في بيئة المدرسة، الأمر الذي يُغيّر نظرة الطالب للحياة وتجعله أكثر قدرةً على مواجهة التحديات.
بناء قادة المستقبل
يقوم دور المعلم على إعداد قادة المستقبل، ولا يقتصر ذلك على تعليمهم الدروس الأكاديمية فقط، وإنّما بتربيتهم على حب المشاركة، واحترام الآخر، وتقبل الاختلاف، واتخاذ القرارات الأخلاقية، فخلق بيئة صفية آمنة، تجعل الأطفال يتحلون بصفات القادة الذين سيكونون عليهم مستقبلاً، وتتمثّل مهمة المعلم في جعل الطالب يشعر أنّه جزء مهم في هذه العملية، إذ يعتمد مستقبل البشرية على قادة متعلمين يتحلون بالأخلاق والمسؤولية، ويمتلكون مهارات حل المشكلات، والتواصل مع مختلف الأفراد والثقافات.
المعلم نموذج يحتذى به
يُشكل المعلم المتميز بسلوكه وأخلاقه القدوة الأولى في حياة تلاميذه، ورغم أنّ الجميع لا يدرك ذلك، ويسعى باحثاً عن مثال يقتدي به ويتطلع له في حياته في منصات الإعلام سواءً كان شخصيةً مشهورة،ً أو رياضيّاً معروفاً، أو سياسياً مخضرماً، إلا أنّ المعلم هو أكثر مثال يتأثر به الطلاب، وذلك لما له من أثرٍ كبير في حياة الطلاب منذ الصغر، وذلك ليس لتعليمهم فحسب، بل لمنحهم الحب وتقديم الرعاية لهم، إذ يقضي الطلاب أغلب أوقاتهم في المدرسة مع معلميهم؛ ممّا يزيد المسؤولية على عاتق المعلم، ويدفعه للعمل بجدّ ليكون قدوةً حسنةً لطلابه.
اكتشاف الطلاب الموهوبين
يمتلك المعلم المميز مهارة اكتشاف الطلاب الموهوبين وتمييزهم عن غيرهم من الطلاب داخل الغرفة الصفية، مما يُتيح الفرصة لتنمية مهارات الطالب وتعزيزها خارج نطاق الصفوف العادية، أو إلحاقهم ببرامج الطلبة الموهوبين للتعرف عليهم وتطوير قدراتهم، لذا ينبغي تقديم التدريب اللازم لكافة المعلمين وإكسابهم الممارسات التعليمية التي يحتاجونها من أجل تمكينهم من تقدير الطلاب الموهوبين، بالإضافة إلى توفير خبير مختص لتعليم الموهوبين داخل كل مدرسة من أجل تلبية احتياجاتهم وتعزيز مهاراتهم.
خلق بيئة تعليمية مناسبة
تعتمد بيئة الغرفة الصفية وسلوك الطلاب وحماسهم داخل الغرفة الصفية اعتماداً كبيراً على المعلم، حيث ينعكس سلوك المعلم على الطالب بشكل ملحوظ؛ إذ يستطيع المعلم جعل طلابه سعداء من خلال خلق بيئة دافئة مليئة بالحماس والسعادة، وفي المقابل يُبدي الطالب ردود فعل سلبية إذا أحسّ بغضب المعلم وتوتره، وبالتالي تفشل العملية التعليمية؛ لذا يجب أن يُدرك المعلم مدى تأثير سلوكه وردود أفعاله في سلوك طلابه.
مهام وواجبات المعلم
يقع على عاتق المعلم مجموعة من المهام والواجبات التي عليه تأديتها، وتشمل ما يأتي:
- تقديم المساعدة الأنسب عند الحاجة: يُعدّ المعلم المصدر الأساسي للحصول على المعلومة، لذا يجب الحرص على تزويد الطلاب بالمعلومة المناسبة، أو المصدر الموثوق لها، وتوجيههم لكيفية الاستفادة منها، إذ يصعب على الطالب فهم المنهج الدراسي دون توضيح وتوجيه المعلم.
- دعم الطلبة والوقوف إلى جانبهم: يجب أن يقف المعلم إلى جانب طلابه، ويدعمهم في عملية التعليم والحصول على المعرفة، ولا يكتفي بتزويدهم بها فحسب.
- إرشاد الطلاب نحو الأفضل: ينبغي على المعلم أن يكون قدوةً لطلابه في أخلاقه، وسلوكه الاجتماعي، وحسن استماعه، حيث أنّ إعطاء الطالب المساحة للتعبير عن رأيه له أثر كبير في تعزيز ثقته بنفسه وتشجيعه على السعي للنجاح.
- تقديم يد العون للتلاميذ: يجب على المعلم الانخراط بنشاطات غير أكاديمية من شأنها مساعدة الطلاب خارج الحصة الصفية؛ كتنظيم الفعاليات والنشاطات الرياضية، والأهم من ذلك تجنّب وقوع المشكلات داخل الغرفة الصفية ، ورصد أيّ سلوكيات عنف تصدر من الطلاب، واتّباع أساليب تربوية للتعامل معها وتجنّبها.
- تطوير مهاراته الشخصية باستمرار: على المعلم العمل بجد للتطوير من قدراته ومعارفه، وكسب مهاراتٍ جديدة.
أبرز مواصفات المعلم الفعال
يتّصف المعلم الفعال بمجموعة من الصفات ؛ ومنها الآتي:
- امتلاك القدرة على بناء علاقات مع الطلاب: وتأتي الحاجة لامتلاك المعلم مهارات تواصل عالية جداً ومهارة الاستماع لتعزيز ثقته بنفسه وتمكينه من التعبير عن أفكاره أمام طلابه، فضلاً عن تشجيعهم على التعاون والعمل الجماعي من أجل تحقيق الأهداف والوصول لأفكار ابداعية.
- الوعي الكافي بطبيعة المتعلمين واحتياجاتهم: والقدرة على التأقلم والمرونة في تغيير أساليب التدريس تبعاً للمرحلة العمرية، والموارد المتاحة، والمنهاج المطلوب، بالإضافة إلى استخدام الأساليب الإبداعية والجاذبة للطلاب.
- التحلي بخصال الصبر، والاهتمام، واللطف: يجب على المعلم التعاطف مع طلابه وتقدير ظروفهم كل على حدة، والتحلي بالصبر في التعامل مع الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء.
- التفاني في التدريس: وذلك بتوجيه العملية التعليمية نحو إكساب الطلاب مهارات تُساعدهم في حياتهم المهنية، ومساعدة الطلاب على فهم الحياة.