معنى الإسلام
معنى الإسلام
أنزل الله -سبحانه وتعالى- على نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام- ديناً سمي بدين الإسلام، وقد كانت كلمات النبي الكريم في حجة الوداع تؤكد على تبليغ هذه الرسالة السماوية العظيمة، وتؤكد على إكمال الدين وإتمام النعمة، قال -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا)،
والإسلام لغة يقصد به: الانقياد والطاعة والاستسلام، وقد وردت كلمة الإسلام والمسلمين في القرآن الكريم في آيات كثيرة على لسان يوسف -عليه السلام-، وعلى لسان الحواريين وكذلك على لسان بلقيس يوم أسلمت مع سليمان -عليه السلام- لرب العالمين، وتأتي كلمة الإسلام لغة لتعني إخلاص العبادة لله -تعالى-، قال -تعالى-: (وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ).
وأما الإسلام اصطلاحاً: فهو اسم علم يدل على الدين الذي أنزله الله -تعالى- على نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام-؛ ليكون خاتماً للأديان والشرائع السماوية ومهيمناً عليها، وقد سمي أتباع هذا الدين بالمسلمين، ولا يقبل الله إيمان امرئ دون أن يؤمن بهذا الدين.
أركان الإسلام
بين النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الشريف أن الإسلام قد بني على خمسة أركان رئيسية؛ وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً، فمن شهد الشهادتين يدخل في دائرة الإسلام ويقال له مسلم ولا يخرج من هذه الدائرة إلا بإتيانه بمكفرات قولية، أو فعلية، أو اعتقادية.
وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (بنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ)، فأركان الإسلام ودعائمه موضحة في الحديث الشريف ولا يقوم الإسلام بدونها.
والإسلام في معناه ودلالته يشمل الإيمان الظاهري بدعوة الإسلام ومفتاح الدخول إلى هذا الدين العظيم، وبالتالي يختلف في معناه عن الإيمان الذي يعني الإيمان الباطني والاعتقادي المشتمل على ستة أركان وهي الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم والآخر، والقدر خيره وشره.
الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق
جاء الإسلام ديناً شاملاً كاملاً؛ ليعالج جميع جوانب حياة المسلم ومظاهرها، فالإسلام هو اعتقاد وشريعة وأخلاق، والمسلم له عقيدته التي تميزه عن غيره من أصحاب الملل الأخرى، وهي عقيدة التوحيد الخالص لله -سبحانه وتعالى-، والعقيدة الجانب الأعظم من الدين الإسلامي، فكانت المهمة الأولى في مكة المكرمة تثبيت العقيدة الإسلامية لمدة ثلاث عشرة سنة.
وهو كذلك يستند في حياته إلى شريعة تتضمن موروثاً فقيهاً شاملاً لجميع جوانب الحياة؛ سواء كانت عبادات أو معاملات، وهو كذلك يستند في تعاملاته مع الناس إلى كنز أخلاقي وقيمي يضمن له أن يعيش في الحياة وفق نموذج أخلاقي راقٍ يسمو به بين الناس ويكون مثالاً وقدوة يحتذى بها.