ما اسم أم الرسول
اسم أمّ الرسول عليه الصلاة والسلام
أمُّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زُهرة بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النَّضر بن كنانة.
أما أمُّ آمنة جدّة النبي -عليه الصلاة والسلام- فهي بَرّة بنت عبد العُزَّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النَّضر، أمّا أمُّ جدته فهي أم حبيبٍ بنت أسد بن عبد العُزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن مالك بن فِهر بن مالك بن النَّضر، وقد كان النبي -عليه الصلاة والسلام- أحسن الناس نسباً وأفضلهم بين قومه من طرف أمه وأبيه، وقد قال ابن هشام في نسب النبي: "فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشرف ولد آدم حسباً، وأفضلهم نسباً من قِبل أبيه وأمه".
أم الرسول هي آمنة بنت وهب، وكان نسبه -عليه السلام- أفضل نسباً وأشرف ولد آدم حسباً.
زواج أمّ الرسول عليه الصلاة والسلام
كانت آمنة بنت وهب تعيش في كنف ورعاية عمّها وُهيب بن عبد مناف بن زُهرة، وفي يومٍ من الأيام قصد منزلهم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ليطلب آمنة ويُزوّجها لابنه عبد الله، وبنفس المجلس طلب جدّ الرسول عبد المطلب لنفسه ابنة وُهيب هالة ابنة عم آمنة، فتزوّج جدّ النبي -عليه الصلاة والسلام- وأبوه في نفس المجلس، وقد رُزق عبد المُطّلب من هالة حمزةَ الذي هو عمّ النبي -عليه الصلاة والسلام- وفي نفس الوقت أخوه من الرضاعة.
وأبو النبي هو عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النَّضر بن كنانة بن مُدرِكة بن إلياس بن مُضر بن نزال بن معدِّ بن عدنان، كما أورده الإمام البخاري -رحمه الله- في كتاب المناقب، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: (بُعِثْتُ مِن خَيْرِ قُرُونِ بَنِي آدَمَ، قَرْنًا فَقَرْنًا، حتَّى كُنْتُ مِنَ القَرْنِ الذي كُنْتُ فِيهِ).
عبدالله بن عبد المطلب طلب الزواج من آمنة بنت وهب؛ وبهذا ازداد نسب النبي شرفاً؛ فكلاهما من أشراف القوم.
ولادة أمّ الرسول للرسول عليه الصلاة والسلام
وُلد الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الثاني عشر من ربيع الأول في عام الفيل، فعن قيس بن مخزمة -رضي الله عنه- قال: (ولدتُ أنا ورسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ عامَ الفيلِ)، أمّا مكان ولادته -عليه الصلاة والسلام- فقد كانت في شِعب بني هاشم بمكة المكرمة، وكان في يوم الاثنين كما ثبت في صحيح الإمام مسلم عن أبي قتادة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سُئِلَ عن صَوْمِ الاثْنَيْنِ؟ فَقالَ: فيه وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ).
وقد شهد ميلاد النبي -عليه الصلاة والسلام- معجزاتٍ وآياتٍ استثنائية منها:
- مشاهدة أُمِّه لنورٍ خرج منها أضاء لها قصور الشام، وقد أخرج ابن حبان في صحيحه عن العِرباض بن سارية -رضي الله عنه- أن النبي قال: (إنِّي عندَ اللهِ مَكتوبٌ بخاتَمِ النَّبيِّينَ وإنَّ آدَمَ لِمُنْجَدِلٌ في طينتِه وسأُخبِرُكم بأوَّلِ ذلك: دعوةُ أبي إبراهيمَ وبِشارةُ عيسى ورؤيا أمِّي الَّتي رأَتْ حينَ وضَعَتْني أنَّه خرَج منها نورٌ أضاءَتْ لها منه قصورُ الشَّامِ)، وذلك دليلٌ على انتشار الإسلام وامتداده في بلاد الشام.
- ظهور وسطع نجمٌ في السماء في يوم ولادته يُقال له نجم أحمد، وقد أخبر عن ذلك حسان بن ثابت -رضي الله عنه- حيث رُوي أنّه قال: "والله إنّي لغلامٌ يفعة، ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت، إذ سمعت يهوديًا يصرخ بأعلى صوته على أطمةٍ بيثرب: يا معشر يهود، حتى إذا اجتمعوا إليه، قالوا له: ويلك ما لك؟ قال: طلع الليلة نجمُ أحمد الذي ولد به"،يفعة يعني: شاب، وأطمة يعني:أحد الأبنية التي عرفت بارتفاعها كالحصون.
- خروجه -عليه الصلاة والسلام- لمّا وُلد خرج واضعًا يديه على الأرض رافعًا رأسه إلى السماء، فقد أخرج ابن حبان في صحيحه: (ثمَّ وضَعْتُه فما وقَع كما يقَعُ الصِّبيانُ وقَع واضعًا يدَه بالأرضِ رافعًا رأسَه إلى السَّماءِ).
فكل تلك المظاهر دليلٌ وبشارةٌ على زوال الظلم وظهور الحق والهداية على يد خاتم الأنبياء والمرسلين محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله-: "فإن ميلاد الرسول -عليه السلام- كان حقًا إيذانًا بزوال الظلم واندثار عهده"، ويجدر الإشارة إلى بعض العلامات المشهور ذكرها في يوم ميلاده -عليه الصلاة والسلام-، إلا أنها ضعيفة ولم ترد فيها أحاديث صحيحة وثابتة، وهي فيما يأتي:
- ارتجاج إيوان كسرى؛ أي قصره، وسقوط أربع عشرة شرفةً منه.
- انخماد نار فارس التي يعبدها المجوس.
- غوص بحيرة "سَاوَة"، وانهيار وسقوط المعابد التي حولها.
ولد النبي في يوم الاثنين من ربيع أول في شعب أبي طالب، وقد رأت والدته آمنة حين ولادتها نوراً يخرج منها أضاء قصور الشام.
نشأة الرسول عليه الصلاة والسلام
وُلد النبيّ محمدٌ -عليه الصلاة والسلام- يتيماً دون أب، إذ تُوفّي أبوه عبد الله بن عبد المطّلب وأمّه حاملٌ به لشهرين فقط، وقد أشار الله -تعالى- إلى يُتمه في القرآن الكريم بقوله -سبحانه-: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى)، وقد عاش -عليه الصلاة والسلام- أوّل أربع سنواتٍ من عمره في صحراء بني سعد، إذ كان العرب قديماً يُرسلون أطفالهم إلى البوادي؛ لصفاء هوائها، وهدوئها، وبُعدها عن المدينة، ولتعلُّم فصاحة اللّغة وفنونها الأصليّة السليمة، ولاكتساب الجُرأة والفِراسة والنّباهة، ولسلامة الجسم وقوّته، وقد تعلّم -عليه الصلاة والسلام- ركوب الخيل وهو بهذه السنّ الصغيرة، وكان معروفًا بذكائه ونباهته منذ الصّغر.
ثم تُوفّيت أمّه آمنة وهو بعمر ستّ سنواتٍ، وبذلك أضحى -عليه الصلاة والسلام- يتيم الأب والأم، فكفِله جدّه عبدالمُطّلب، وبعد وفاة جدّه كفِله عمّه أبو طالب، وكان عمره -عليه الصلاة والسلام- حينئذٍ ثمانية أعوام، فعاش طفولته بعيداً عن أبيه وأمه، ولم يذق طعم حنان وعطف الأبوين كباقي الأطفال الآخرين لحكمةٍ أرادها الله -تعالى-، وقد بدأ -عليه الصلاة والسلام- رعاية الأغنام لأهل مكة في أول شبابه.
نشأ الرسول مع أمه حتى بلغ سن السادسة ثم توفيت، فرعاه جدّه عبد المطلب حتى بلغ الثامنة ثم توفي هو الآخر، فانتقل إلى بيت عمه أبي طالب.
وفاة أمّ الرسول عليه الصلاة والسلام
لمّا بلغ -عليه الصلاة والسلام- السادسة من عمره؛ خرجت به أمّه آمنة بنت وهب لزيارة أخوال جدّه عبد المطلب، وهم من بني عديّ بن النجار، وكانوا يسكنون المدينة المنورة، ومكثوا في المدينة شهراً، وفي طريق عودتهم إلى مكة توفّيت أمه آمنة في منطقةٍ تُسمّى الأبواء، وهي بين المدينة ومكة، وبقي النبي -عليه الصلاة والسلام- في الأبواء إلى أن وصل خبر وفاة والدته لمكة، ثم قَدِمت حاضنته أم أيمن بركة الحبشية، التي كانت مولاة أبيه عبد الله، واتّجهت به لمكة المكرمة، وقد ذُكر أن السيدة آمنة بنت وهب كانت تبلغ من العمر عند وفاتها عشرين سنة.
وبعد بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام- أراد النبي الذهاب لزيارة قبر والدته والاستغفار لها، فطلب الرّخصة من الله -تعالى-، فلم يَأذن له بالاستغفار لها ولكن أَذِنَ له بالزيارة، وقد روى الحادثة أبو هريرة -رضي الله عنه- فقال: (زَارَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَن حَوْلَهُ، فَقالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي في أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ في أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا القُبُورَ فإنَّهَا تُذَكِّرُ المَوْتَ).
توفيت آمنة بنت وهب في طريق عودتها من المدينة المنورة وبالتحديد في منطقة اسمها الأبواء ودفنت فيها، وكان عمر النبي حينئذ ست سنوات فقط، فأخذته حاضنته أم أيمن وعادت به إلى مكة المكرمة.