أهمية التخطيط في حياتنا
مفهوم التخطيط
التخطيط في اللغة: مصدرٌ للفعل (خطَّطَ)، نقول: خطَّط لمستقبله؛ أي أعدَّ خُطَّة لأعماله، ومشاريعه في المستقبل، وهو يعني: وضْعُ خطة مدروسة للنَّواحي الاقتصاديَّة، والتعليميَّة، والإِنتاجية، وغيرها للدولة، إلّا أنّه لم يتم وضع مفهوم مُحدّد للتخطيط؛ فمفهومه قد تختلف فيه وجهات النظر بين العلماء ، ومن تعريفات التخطيط : أنّه عملية ذكية، وتصرُّف عقلي، وذهني؛ بهدف عمل الأشياء بصورة مُنظَّمة، والتفكير قبل تنفيذ العمل، والعمل على أساس الحقائق، والوقائع، لا على أساس التخمينات، والتكهُّنات، كما أنّ التخطيط يُمثّل إحدى الوظائف الرئيسية للإدارة؛ فهو يتولّى الاستراتيجيّات، والأهداف، والبرامج، والسياسات، ومسؤولية اتّخاذ القرارات التي تُؤثِّر في شكل المُؤسَّسة، ومن المفاهيم الشاملة للتخطيط: أنّه عملية التفكير بما ينبغي عمله في المستقبل، والكيفيّة التي سيتمّ من خلالها إنجازه، والوقت اللازم لتنفيذه، بالإضافة إلى تحديد الأهداف، والطُّرُق، والخطوات اللازمة لبلوغ هذه الأهداف، ويتطلّب ذلك تحقيق قَدر كبير من وضوح الرؤية، والتنبُّؤ الصحيح، والدقّة العالية للأحداث المُتوقَّعة في المستقبل.
أهمّية التخطيط في حياتنا
على الرغم ممّا يحتاجه التخطيط من وقت، وجهد، وتكلفة، إلّا أنّه يعود بالنفع على الإنسان، وحياته اليومية، وعلى النظام التعليمي، والمجتمعات كافة، وفيما يلي ذِكر لأهمّية التخطيط، وفوائده على اعتبارَين أساسيَّين:
- أهمّية التخطيط العام:
- إبراز كافة الأهداف التي يتوجَّب على الأفراد والجماعات تحقيقها.
- توضيح العناصر الضرورية مُقدَّماً؛ لتحقيق كافة الأهداف.
- اختيار الطريق الواجب اتّباعه، والأكثر ملاءمة للمجموعة، أو الأفراد، في سبيل الوصول إلى مُحصِّلات جُهدهم، وقواهم وتنسيقها في اتّجاه واحد، وهو تحقيق الأهداف.
- ربط تنفيذ الأعمال بالزمن؛ فهو يُعتبَر من أهمّ عناصر الإنتاج.
- لفت النظر إلى المشكلات، والعقبات، والمخاطر التي قد تحصل أثناء تنفيذ الخطّة؛ لاتّخاذ كافة الإجراءات، والتدابير؛ للوقاية، والتصدّي لها، ومنع حصولها على أساس الاستعداد، والجاهزية.
- تحقيق الرضى عن مستوى العمل ، وكيفيّة تنفيذه.
- استخدام كافّة الموارد، والإمكانيّات المُتاحة على النحو الأمثل.
- تحديد كافة الأولويّات بناءً على الاحتياجات، والمُتطلَّبات.
- تحقيق التكامل بين مختلف المراحل التنسيقيّة، والتحضيرية، من خلال اتّخاذ القرارات الرشيدة، وِفق الظروف المُحيطة.
- التنبُّؤ بالمستقبل، ووضع كافة الافتراضات، والتنبُّؤات المُتوقَّع حدوثها.
- أهمّية التخطيط الخاص بالنظام التعليمي:
- تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد البشرية، والمادّية المُتاحة، من خلال التوظيف المُنظَّم للأجهزة، والكادر التعليمي من مُعلِّمين، وطلبة، في سبيل تحقيق كافة الأهداف بشكل مثالي، وفعّال.
- الحَدّ من نِسَب الهَدر والفاقد التعليمي، عن طريق تقليل احتمالات التكرار، والخطأ، وتحقيق مستوى عالٍ من الوضوح في أساليب العمل، والقضاء على كافة المشكلات.
- رفع مستوى كفاءة النظام التعليمي، وتطوير أساليب العمل، والعمليّة التعليمية، واستغلال كافة الإمكانيّات، في سبيل الوصول إلى بيئة تعليمية أفضل.
- التنبُّؤ بما قد يحصل من تغيُّرات في إعداد الطلّاب، والمُعلِّمين، ومواجهة هذه التغيُّرات بوضع الخطة المناسبة لها.
- تحقيق درجة عالية من التكامل، والترابط بين كافة جوانب النظام التربوي.
- تحقيق الربط بين التنمية التربوية، ومختلف جوانب التنمية، سواء كانت اجتماعية، أو اقتصادية؛ فالنظام التربوي لا يعمل في فراغ، بل يهدف إلى تنمية المجتمع، وخدمة كافة جوانبه.
خصائص ومزايا التخطيط
هناك العديد من الخصائص، والمزايا للتخطيط بكافة أنواعه، ومن أهمّ مزاياه:
- يؤدّي إلى وضع كافة الأهداف، وترجمتها إجرائيّاً؛ حتى تصبح قابلة للتنفيذ في مختلف المجتمعات.
- يستخدم أفضل الطُّرق والأساليب بصورة عِلمية صحيحة؛ بهدف اكتشاف الإشكالات، ودراستها، وتحليلها، والوصول إلى الحلول المناسبة لها.
- يُحدِّد المراحل التي يجب أن يتمّ فيها العمل، والإجراءات التي تتبع هذا العمل، وحركة العاملين خلاله، ممّا يؤدّي إلى الوصول إلى كافة الأهداف لمختلف المجتمعات.
- يُساهم في توفير مختلف الإمكانيّات البشرية، والمادّية للمجتمع، وطريقة الحصول عليها، مع التنسيق بين كافة الأعمال، والأنشطة المُتعلِّقة بتحقيق الأهداف.
- يُساعد على تحقيق الرقابة الخارجيّة، والداخلية، وتنفيذ الأعمال، والأنشطة، والتعرُّف إلى الإشكالات التي تعترض سَير الأعمال، وحَلِّها.
- يُحقّق الأمن السيكولوجي للجماعات، والأفراد، داخل مجتمعاتهم، وخارجها.
مُعوِّقات التخطيط
هناك العديد من المُعوِّقات التي تَحدُّ من أهمية التخطيط، وتحولُ دون تحقيق الأهداف المَرجوّة منه، وأهمّ هذه المُعوِّقات هي:
- التقصير في تَحرّي الدقّة الكافية في استخراج، ووضع البيانات، والمعلومات اللازمة لإعداد الخطة.
- الاتّجاهات السلبية للعاملين نحو الخطة الموضوعة، ممّا يُؤثّر في مدى تحقيقها للأهداف.
- عدم صحّة الافتراضات، والتنبُّؤات التي تتحكَّم في مستوى الخطة الموضوعة.
- إهمال الجانب الإنسانيّ، وتجاهل العنصر البشري أثناء وضع الخطة، ممّا يُؤدّي إلى تمرُّد العاملين على الخطة، ومقاومتهم لها، ومحاولة عرقلتها بكافّة الطُّرق والأساليب، ممّا يُساهم في فشلها، وعدم الوصول إلى تحقيق أهدافها.
- الاعتماد على بعض الجهات الأجنبية، وغير الوطنية، أو المحلّية في وضع الخطة؛ فهذه الجهات قد تجهل الظروف المحيطة، وماهيّة الخطة الملائمة، والمناسبة لهذه الظروف.
- إغفال التغيُّرات في الواقع، والظروف الراهنة.
- عدم مراعاة الأساليب الصحيحة في اتّباع خطوات التخطيط.
أنواع التخطيط
تتعدَّد الأهداف التي تسعى أيّ مُؤسَّسة إلى تحقيقها، وبناءً على ذلك، فإنّ الخُطَط أيضاً تتعدَّد، وفيما يلي ذكر لأهمّ ثلاثة أنواع من أنشطة التخطيط، وهي:
- التخطيط الاستراتيجي: وهو التخطيط الذي تتمّ فيه صياغة الأهداف العامة للمُؤسَّسة، وكشف المستقبل الخاصّ بها، وتوجيه مسارها، وتحديد أهدافها في المستقبل، وتهتمُّ الإدارة العُليا بوضع الخطط الاستراتيجية، وتطويرها؛ لإنجاز كافة الأهداف الموضوعة.
- التخطيط التكتيكي: وهو التخطيط الذي يُركّز على الأفعال، والأفراد، وكيفية تنفيذ الخطط الاستراتيجية وِفق الموارد المُحدَّدة، والوقت اللازم لها، وبذلك يُعتبَر التخطيط التكتيكي أقلّ شموليّة، وذا مدى زمنيّ أقلّ، مقارنة بالتخطيط الاستراتيجي ، والجهة المسؤولة عن وضع الخطط التكتيكية، هي الإدارة الوُسطى.
- التخطيط التشغيلي: تعود مسؤولية وضع الخطط التشغيلية، وتحديدها، إلى المستوى الإشرافي الأول؛ أي الإدارة الدُّنيا.