أهمية التجوية
أهمية التجوية
يمكن تعريف التجوية (Weathering) على أنّها عملية طبيعية تتضمن تحطيم وتفتيت للصخور، والمعادن، والأشياء التي من صنع الإنسان على سطح الأرض، والتي تحدث بفعل قوى الطقس الطبيعية كالتغيرات في درجات الحرارة، والصقيع، والأمطار، وتكمُن أهمية عملية التجوية في جوانب متعددة، ويُذكر منها ما يأتي:
تشكيل الصخور الرسوبية
تتشكّل الصخور الرسوبية (Sedimentary Rock) بواسطة عملية التجوية، وذلك عندما تتحطم الصخور بفعل التجوية وتتفتت إلى قطع وأجزاء صغيرة جدًا، والتي تتحول فيما بعد إلى رواسب تشكّل الصخور الرسوبية، مثل: الحجر الجيري ، والحجر الرملي، والتي تُستخدم في أعمال البناء والنحت، وتبدأ عملية التشكيل عندما تترسب قطع الصخور والتي عادةً ما تحدث في الأنهار، بحيث تتراكم الرواسب فوق الطبقات القديمة وتنضغط معًا ببطء تحت تأثير الضغط، وبمرور الوقت تتحول بعض هذه الرواسب مع المحاليل الكيميائيّة المحيطة بها إلى صخور رسوبية.
تكوين التربة
تعد عملية التجوية المرحلة الأولى في تكوين التربة، نظرًا لأنها تقسم الكتل الصخرية إلى أجزاء صغيرة جدًا، وبالتالي تصبح المادة الصخرية قادرة على تشكيل التربة، كما يعتمد سمك وعمق التربة على مدى تجوية الصخور، ويجدر بالذكر أنّ عملية التجوية توفّر المعادن من الصخور المتحطمة داخل التربة، والتي بدونها لن يكون هنالك أي معادن في التربة، ولن تحصل النباتات على المغذيّات كي تنمو، كما تذوب جزيئات المعادن في المياه بفعل التجوية الصخرية، ولهذا السبب فإنَّ مياه المحيطات مالحة.
التاريخ الجيولوجي
تُساهم عملية التجوية لطبقات الصخور في اكتشاف ملامح جيولوجية جديدة، والتي تساعد علماء الجيولوجيا على التعرف على تاريخ الأرض، كما يمكن استخدام التجوية في تأريخ معالم الأرض بصورة نسبية، فعلى سبيل المثال تشير عوامل التجوية القوية على الصخور في الصحراء على طبيعة المناخ القديم والذي كان تتساقط فيه الأمطار باستمرار، وتُظهِر الفجوات في السجل الجيولوجي أنّ بعض المناطق التي تكوّنت قد شهدت عمليات تجوية وتعرية لمدة أطول مقارنةً بوقت عملية الترسيب.
إنتاج الموارد الطبيعية
توفّر عملية التجوية موارد طبيعية مختلفة مثل الصلصال (Clay)، والذي يُستخدم في صناعة أحجار الطوب، وصناعة الفخار، ومن الموارد الطبيعية الأخرى التي تنتُج عن عوامل التجوية أيضاً هو معدن البوكسيت (Bauxite)، وهو عبارة عن خام الألومنيوم، والذي يُستخدم في عملية استخلاص الألومنيوم، ويُشار إلى أنّ عملية التجوية تضعف الصخور بما يسهّل على الأشخاص استغلاها والاستفادة منها من خلال التعدين، واستغلال المحاجر باستخراج الأحجار.
تشكيل معالم سياحية
ينتُج عن عوامل التجوية نشوء معالم جيولوجية خلابة مثل نتوءات الغرانيت الصخرية (Granitic Tors)، والتي تعد من المناطق الجميلة وذات الجذب السياحي، وكذلك الأمر بالنسبة لصخرة بسمارك (Bismarck Rock) التي تقع في مدينة موانزا في تنزانيا ، بحيث تحولت هذه الصخور الرائعة إلى مناطق سياحية يزورها كل من السكان المحليين والسياح.