دليل أركان الإسلام من القرآن
الآيات القرآنية الدالة على أركان الإسلام
أركان الإسلام خمسة، ولكلّ ركن منها دليل على ثبوته في القرآن الكريم والسنّة النّبوية كما يأتي:
الآيات الداله على ركن الشهادتان
الشّهادتان هي أن يشهد المسلم أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وهاتان الشّهادتان متلازمتان ولا يغني أحدهما عن الآخر، وهنّ بمثابة المفتاح للدّخول للإسلام، فإنّ العبد يقرّ بهاتين الشّهادتين أنّه لا معبود بحقّ سوى الله -تعالى-، ولا نبيّ من بعد محمّد، ويكون إقراره قولاً وعملاً، ومن أقرّ بهما لزمه عمل كلّ ما هو واجب في الإسلام من صلاة وزكاة وغيره، والدّليل على ركنيتهما:
- قول الله -تعالى-: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)، وهي توافق الجزء الأول من الشّهادة بضرورة الإقرار بأنّه لا إله إلا الله.
- قول الله -تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)، وهذه الآية توافق الجزء الثّاني من الشّهادة بضرورة الإقرار بنبوّة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-.
- قول النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- عند سؤال جبريل له عن الإسلام فقال له: (الإسلامُ أنْ تشهَدَ أنْ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وأنْ تُقِيمَ الصَّلاةَ، وتُؤْتِيَ الزَّكاةَ، وتَحُجَّ البَيتَ).
الآيات الدالة على ركن الصلاة
تعدّ الصّلاة ثاني ركن من أركان الإسلام وآكدها بعد الشّهادتين، وهي فرض على كلّ مسلم ومسلمة عاقلين بالغين، ولا تسقط عنهم في أي حال كان، وهي خمس صلوات في اليوم واللّيلة، أمّا الأدلّة من القرآن الكريم على فرضيّتها فلا سبيل لحصرها، ومن ذلك قول الله -تعالى- بصيغة الأمر الذي يقتضي الوجوب:
- قال الله -تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ).
- قال الله -تعالى-: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
- قال الله -تعالى-: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)، أي أنّ الله -تعالى- لمّا فرض الصّلاة وقّت لكل صلاة وقتاً مخصوصاً لا يجوز تقديمه ولا تأخيره إلّا لعذر.
- قال الله -تعالى-: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).
- قال الله -تعالى- في ذمّ تاركي الصّلاة وتوعّده للمتهاونين فيها: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ).
الآيات الدالة على ركن الزكاة
الزّكاة هي الرّكن الثّالث من أركان الإسلام، وهي فرض على كلّ مسلم توافرت فيه شروط مخصوصة للزّكاة، وهي أن يعطي أغنياء المسلمين جزءاً يسيراً من أموالهم إلى فقرائهم، ليتحقّق بها التّكافل بين المسلمين، ولشدّة أهمّية الزّكاة ذكرت في القرآن الكريم، وتكرّر أمر الوجوب بها، وكان الأمر بالزّكاة غالباً مقروناً بالأمر بالصّلاة، والأدلة الدّالة على وجوبها:
- قال الله -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ).
- قال الله -تعالى-: (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ).
- قال الله -تعالى- في ذمّ تاركي الزّكاة: (وَاَلَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيل اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
- قال الله -تعالى- في تحديد مصارف الزّكاة والوجوه التي تصرف لها هذه الأموال: (إنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).
الآيات الدالة على ركن الصوم
فرض الله -تعالى- على المسلمين الصّيام في شهر رمضان من كلّ عام، وهو امتناع المسلم عن الطّعام والشّراب من طلوع الفجر الصّادق إلى غروب الشمس، وهو واجب على كلّ مسلم ومسلمة بالغين عاقلين قادرين على الصّيام، وعليه فإنّ غير القادر كالمسافر أو المريض يرخّص له الإفطار ثمّ يقضي ما فاته بعد رمضان، وإن عجز بعد ذلك يسقط عنه مقابل فدية يدفعها.
ويسقط الصّيام عن الحائض والنّفساء، ويبطل الصّيام بالأكل أو الشّرب أو الجِماع في نهار رمضان، وقد شرعه الله -تعالى- تزكية لنفوس المؤمنين، ومغفرةً لذنوبهم، ولتعويدهم على الصّبر بترك الملذّات، أمّا الدليل على فرضية الصّوم هو:
- قال الله -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
- قال الله -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ).
الآيات الدالة على ركن الحج
يعدّ الحجّ الرّكن الخامس والأخير من أركان الإسلام، وهو أن يقصد المسلم بيت الله الحرام في وقتٍ مخصوص وهو في شهر ذي الحجّة، ويقوم بأعمال مخصوصة هي الطّواف بالكعبة، والسّعي بين الصّفا والمروة، والوقوف بعرفة، وغيرها من أعمال الحجّ، وقد فُرض الحجّ مرّة واحدة في العمر على المسلم البالغ الحرّ القادر على ذلك والمستطيع استطاعة مادية وجسدية، والاستطاعة تشمل أيضاً مقدرته على السّفر وأمن الطّريق وحفظ الأهل من بعده وغيرها، وقد ثبتت فرضيّة الحجّ بقول الله -تعالى-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)، وقوله -تعالى-: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ).
ملخّص المقال: أركان الإسلام خمسة هي: شهادة أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمّداً رسول الله، وإقامة الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت لمن استطاع إليه سبيلاً، وهي بمثابة دعائم وركائز يقوم عليها الإسلام، ولا يصحّ ولا يكتمل إن نقص منها شيء، وقد استفاضت الآيات القرآنية والأحاديث النّبوية وكثرت على دلالة فرضيّة هذه الأركان والتّأكيد عليها، وأجمعت الأمّة الإسلامية على ركنيّة هذه الأعمال، فهي من الأمور المعلومة من الدّين بالضّرورة.