معوقات الحوار
تعقيد لغة التواصل
ينتُج عن استعمال المفردات غير المبسّطة، أو المعاني التي تختص بمجالات مهنيّة مُحدّدة إلى حدوث إخفاقات في الحوار ، والتواصل، حيث لا ينبغي الاعتقاد بأنّ كافة أطراف الحوار تفهم ذات المُصطلحات التقنيّة، ويوجد وسائل أخرى لإنجاح الحوار، كتفكيك المعلومات الى جُمل يُمكن استيعابها، واستبدال الكلمات المعقّدة بمرادفات بديلة تحمل نفس المعنى، بالإضافة إلى استعمال أفكار مُختصرة ومُبسّطة قدر الإمكان.
افتراض المعرفة مسبقاً
يؤدّي افتراض المتحدّث أحياناً أنّ المعلومات واضحة ومعروفة لكل أطراف الحوار كما هي واضحة له، إلى تجاوز شرح أفكار رئيسيّة لمجرّد كونها مُفسّرةً ومُبسّطةً للمُتحدّث نفسه، الأمر الذي ينعكس سلباً على الحضور، ويجعلهم يشعرون بالغموض وعدم الفهم، ولتجنّب هذا ينبغي على المتحدّث أن يُحاول استخدام الآليات التي تلفت انتباه الحضور وتبسّط الأفكار بين الحين والآخر، بحيث يعمل على طرح التفسيرات الكاملة، وإجابة الأسئلة المطروحة بشكل فعّال بعد فهمها جيّداً، حيث يفشل العديد من المتحاورين في الفصل بين استيعاب السؤال، وإجابته بشكل منظّم دون أيّ خلط.
عدم تقبل الرأي الآخر
يجدر على المُحاور أن يكون مُتقبلاً للآخرين ولآرائهم، ومدركاً لطروحاتهم وأفكارهم، بحيث يستطيع استيعاب الأفكار التي يحاولون إيصالها، وقد يجد البعض صعوبةً في تطبيق هذه المهارة، ويرجع ذلك إلى التعصُّب للرأي الشخصي، أو الضجر في حالة اختلاف وجهات النظر، فيصبح من الصعب أن يتقبّل المُستمع الطرف الآخر بفهم عميق، وبآفاق فكريّة واسعة، وعندما يبتعد مجال النقاش عن محط اهتمام المُستمعين يؤدّي ذلك الى تشتت مُحتويات الفكرة الأساسيّة،لذا من الضروري أن يكون هناك تقبل وإنصات متبادل بين الأطراف لنجاح الحوار القائم.
عدم الإصغاء بوعي
يقوم العديد من الأشخاص بصب تركيزهم على دورهم الحواري بالتحدث بطلاقة مع تجاهل دور الطرف الآخر، فالقُدرة على المُحاورة هي عامل يستطيع المُتحدث أن يسيطرعليه، بينما لا يستطيع السيطرة على الأطراف الأخرى، ورغم هذا يجدر به الاستماع والإنصات، فإذا امتلك المُتحاور قدرةً على الاستماع الجيّد، هذه مؤشر على حسن استغلاله للمحادثة، ويُساعد الاستماع الواعي الى منع حدوث اضطرابات في الحوار، كمُقاطعة المتحاورين، وغيرها من الأمور البديهيّة التي يُمكن أن تُعيقهم، بالإضافة إلى ذلك، يمنح الاستماع المتحاورين فرصةً لاستيعاب احتياجات غيرهم من المشاركين في الحوار، وهذا يُساعد على استمرار السير في مساق المُحادثة ذاته، دون التشعّب لمواضيع ثانويّة ومختلفة.
عدم تقديم التنازلات
تجدر الإشارة الى أنّ كافة الأنشطة الحواريّة تتطلّب في بعض الأوقات تقديم التنازلات، وذلك لإيجاد حلول ترضي جمعيع الأطراف المُشاركة، ويظهر هذا جليّاً عند محاولة عقد صفقة ما، أو إنهاء مُشكلة، وفي حالات أقل تعقيداً يظهر التنازُل أيضاً في أمور وقرارات ثانويّة تخدم الحوارات، فإذا استمر كُل شخص في النزاعات من أجل إثبات أهميّة قضاياه ومصالحه فقط، دون تقديم أدنى تعاون أو تنازُل، وبتعنُّت وعناد، فلن يُجدي الحوار نفعاً في النهاية، فينبغي على المتحاورين إدراك أن التنازلات وتسوية الخلافات بإيجاد الحلول الوسطيّة لا تنمّ عن ضعف أو انكسار، ولكنّها أسلوب بديل يُساعد الطرفين على الكسب.