أهمية الأسوار في المدن اليونانية
أهمية الأسوار في المدن اليونانية
في العصر القديم وأوائل العصر الكلاسيكي، لم يكن هناك تهديد خطير في المنطقة، وكانت كل مدينة مزدهرة لتصبح مستقلة حيث استقر المستعمرون في المناطق، بقصد البقاء بشكل دائم، وعادة الأماكن التي توجد فيها المستعمرات اليونانية، تم تأسيسها وتم اختيارها بعناية كبيرة، وبالتالي كانت مناسبة جدًا، مما يعني أن لديهم حواجز طبيعية ونتيجة لذلك لم تكن هناك حاجة إلى نظام جدران.
ولكن، من القرن الخامس قبل الميلاد وما بعده، ظهرت تهديدات غير مسبوقة دمرت بعضًا من المدن، وهذا أمر واضح من الاكتشافات الأثرية في المدن، ومن أجل البقاء بأمان وحماية أنفسهم من القبائل مثل أودريسسيانس في الغرب، ورويال سسيثيانس في الشمال، فكان على المدن بناء أسوار دفاعية، خاصة في الشمال الغربي، وكان سكان البحر الأسود غير متجانسين بصفة استثنائية مع السكيثيين والتراقيين والجيتاي.
لذا فكانت أهمية الأسوار في المدن اليونانية الأساسية هي الحماية كما يأتي:
- وفرت اتصالاً آمنًا بالبحر حتى في أوقات الحصار.
- كانت الجدران الطويلة عنصرًا أساسيًا في الإستراتيجية العسكرية الأثينية، أي كانت نظامًا دفاعيًا؛ لأنها وفرت للمدينة ارتباطًا ثابتًا بالبحر وأحبطت عمليات الحصار البرية وحدها.
- أُنشئت بسبب الخطط والصراعات اللاحقة مع المدن القديمة الأخرى.
المدن اليونانية
كانت المدن اليونانية "بوليس" هي الهيكل الاستيطاني المسيطر في العالم اليوناني القديم، وساعدت في تحديد كيفية تفاعل المناطق المختلفة مع بعضها البعض، إذ تم تنظيم كل دولة مع مركز حضري والمناطق الريفية المحيطة بها، وكانت المدينة في بوليس لها جدران خارجية للحماية، إضافة إلى مساحة عامة تضم المعابد والمباني الحكومية، وغالبًا ما كانت المعابد والمباني الحكومية تُبنى على قمة تل أو أكروبوليس.
ومن الأمثلة الباقية لليوم على الهيكل المركزي للأكروبوليس القديم هو البارثينون الشهير في أثينا ، وكان البارثينون معبدًا تم بناؤه لتكريم الإلهة أثينا، وعاش غالبية سكان بوليس في المدينة، حيث كانت مركزًا للتجارة، والثقافة، والنشاط السياسي.
يوجد أكثر من 1000 مدينة في اليونان القديمة، لكن الأقطاب الرئيسية كانت أثينا (أثينا)، وسبارتي (سبارتا)، وكورنثوس (كورنث)، وثيفا (طيبة)، وسيراكوزا (سيراكيوز)، وإيجينا (إيجينا)، ورودوس، وآرغوس، وحكمت كل مدينة نفسها، لكن اختلفت بشكل كبير عن بعضها البعض في الفلسفات والمصالح الحاكمة، على سبيل المثال، حكم سبارتا من قبل ملكين ومجلس من الحكماء، وشددت على الحفاظ على جيش قوي، في حين أن أثينا تقدر التعليم والفن، وكان لكل مواطن ذكر الحق في التصويت، لذلك كان يحكمه نظام ديمقراطي ، بدلاً من امتلاك جيش قوي، وحافظت أثينا على أسطولها البحري أيضًا.
تاريخ الأسوار اليونانية الطويلة
الأسوار الطويلة هي اسم التحصينات اليونانية التي كانت تربط المدينة بموقع آخر مثل قلعة أو ميناء، وأشهر مثال عليها هو الجدار الأثيني المؤدي إلى بيرايوس، وبُنيت "الجدران الطويلة" الأثينية بعد غزو زركسيس لليونان عام (480-479م)؛ بناءً على اقتراح ثيميستوكليس، لكن عملية البناء الفعلية بدأت عام 461 م، وعندما كانت أثينا في حالة حرب مع سبارتا (الحرب البيلوبونيسية الأولى)، تم تقديم اقتراح لتنفيذ الخطة القديمة من قبل كيمون.
ويرتبط الجدار الغربي جنوب غرب أثينا بميناء بيرايوس وكان طوله حوالي ستة كيلومترات، ويمتد الجدار الشرقي من جنوب المدينة إلى ميناء آخر، وما تزال بعض آثار الجدران القديمة مرئية، وقد أثبت علماء الآثار أنها بنيت على أسس من كتل الحجر الجيري والبورس، بينما الجدران العلوية مصنوعة من الآجر المجفف بالشمس، وكانت هناك أبراج على فترات منتظمة.