علامات الموت الطبية
الموت
يُعدّ الموت أو انتهاء حياة الإنسان أو تعطّل جميع الوظائف الحيوية عن العمل بشكل دائم، توقفاً غير رجعي في الوظائف التنفسية والقلبية للجسم، أو توقف غير رجعي في جميع وظائف الدماغ بما في ذلك موت خلال الدماغ الجذعية، وتجدر الإشارة إلى أنّ رحلة الموت تختلف من شخص إلى آخر، فقد يموت بعض الأشخاص بشكل تدريجي للغاية، وقد يتلاشى آخرون من الحياة بشكل سريع ومُفاجئ، ومع اقتراب الموت، فإنّ دور الأشخاص المقرّبين من الشخص الذي يوشك على الوفاة، بأن يبقوا حاضرين، ويوفّروا سبل الراحة، والكلمات والأفعال المُهدئة، من أجل الحفاظ على راحة الشخص وكرامته.
علامات الموت الطبية
عند إصابة الشخص بمرض يهدد الحياة، أو في حال كان الشخص راقداً في المستشفى يتلقى الرعاية التلطيفية (بالإنجليزية: Palliative Care)، فإنّه من المهم بأن ينتبه الأشخاص المقرّبون منه على عدد من العلامات التي قد تدل على قرب وفاته، ومن هذه العلامات ما يلي:
- انخفاض الشهية: عندما يقترب الشخص من الموت فإنّه يُصبح أقل نشاطاً، وهذا يعني أنّ الجسم يحتاج طاقة أقل مما سبق، لذلك ومع انخفاض شهية الشخص، فإنّه قد يتوقف عن الشرب والأكل تدريجياً، ومن أجل ذلك فإنّ على الشخص الذي يقدم العناية تركه على راحته، وتقديم الطعام عند شعوره بالجوع فقط، كما أنّه من الممكن أن يعرض عليه بعض المثلجات من أجل الحفاظ على ترطيب الجسم، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشخص قد يتوقف بشكل كامل عن الأكل وذلك لبضعة أيام قبل الموت، ويمكن الحفاظ على ترطيب الشفاه ببلسم الشفاه لمنع انزعاج المصاب وعدم ارتياحه.
- زيادة النوم: قبل وفاة الشخص بشهرين أو ثلاث، فإنّه قد يستيقظ لمدة أقل، ويحدث هذا الانخفاض في اليقظة بسبب ضُعف عمليات الأيض في الجسم، حيث إنّه من دون طاقة الأيض فإنّ الشخص سوف ينام بشكل أكبر، ولذلك فإنّه يجب على الأشخاص المقربين تركه يرتاح وينام كما يريد، وعندما يمتلك هذا الشخص الطاقة الكافية فعليهم تشجيعه على التحرّك، أو القيام من السرير من أجل تجنّب الإصابة بالناقبة أو قرحة الفراش (بالإنجليزية: Bedsore).
- انخفاض النشاط الإجتماعي: قد لا يُفضّل الشخص الذي اقترب موته قضاء الوقت مع الأشخاص الآخرين الذين اعتاد على قضاء وقته معهم، وذلك بسبب انخفاض مستويات طاقته، لذلك في حال أصبح الشخص أقل اجتماعيةً، فإنّه على المقربين منه ألّا يشعروا بالاستياء، كما أنّه ليس من المُفضل لدى أي شخص أن يراه الآخرون يفقد قوّته، وفي حال كان هذا السبب فإنّه على المُقربين منه بأن يقوموا بتنظيم الزيارات في حال رغبة الشخص بذلك.
- تغيّر في العلامات الحيوية: مع اقتراب الشخص من الموت، فإنّ علاماته الحيوية قد تتغير، بحيث يحدث انخفاض ضغط الدم ، وتغيرات في التنفس، وعدم انتظام في نبضات القلب، بالإضافة إلى صعوبة الشعور بنبض القلب ، كما قد يتغير لون البول فيُصبح بنياً أو بلون الصدأ، وذلك بسبب انخفاض عمل الكلى، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذه التغييرات لا تكون مؤلمة، لذلك لا يُنصح بزيادة التركيز عليها.
- ملاحظة تغيرات في عادات الذهاب للمرحاض: تقل حركة الامعاء لدى الشخص القريب من الموت نتيجة لقلة الأكل والشرب، لذلك يقل التبرز والتبول أيضاً، وعندما يتوقف الشخص عن الطعام والشراب بشكل كلي، فإنّ الذهاب إلى المرحاض يتوقف أيضاً، وقد تكون هذه التغيرات مُحزنة للأشخاص القريبين لكنّها مُتوقعة، لذلك يُنصح بطلب قسطرة من المستشفى من أجل المساعدة، والقسطرة ؛ تتمثل بإدخال أنبوب رفيع ومُعقّم إلى المثانة، من أجل سحب البول بحيث يمكن وضعها في مكانها لفترة طويلة، فيتجمع البول في كيس يتم تفريغه عندما يمتلئ.
- ضعف العضلات: في الأيام التي تسبق الموت، قد تُصبح العضلات ضعيفة، لذلك يفقد الشخص قدرته على أداء المهام البسيطة التي اعتاد على القيام بها بشكل مُسبق، ويصل ذلك إلى عدم القدرة على الشرب من الكأس أو التقلُّب في السرير، لذلك يجب على الاشخاص المقربين مساعدته على رفع الأشياء أو تغيير موضعهم في السرير.
- انخفاض حرارة الجسم: يقل دوران الدم في الأيام التي تسبق حدوث الوفاة، بسبب تركزه في أعضاء الجسم الداخلية، وذلك يعني بأنّ تدفق الدم إلى الأيدي والأقدام يصبح قليلاً، وهذا يتسبب ببرودة أطراف الشخص عند اللمس، كما أنّ البشرة قد تبدو باهتة أو مرقطة ببقع زرقاء وبنفسجية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الشخص القريب من الموت قد لا يشعر ببرودة جسمه، لذلك فإنّه يُنصح بتقديم البطانية لهم في حال اعتقاد المقربون منه بضرورة ذلك.
- الشعور بالارتباك: يبقى الدماغ نشطاً عند اقتراب الموت، ومع ذلك فإنّ الشخص قد يكون مُرتبكاً أو مُشوشاً في بعض الأوقات، وقد يحدث ذلك إذا فقد الشخص الوعي بما يدور حوله، ولذلك يجب على الشخص المقرب أن يحافظ على التحدث معه، وشرح له ما يدور حوله، كما أنّ تقديم كل زائر للمريض يُعدّ أمراً مُهماً.
- حدوث بعض المشاكل التنفسية: فقد يعاني الشخص من صعوبة في التنفس، بسبب احتباس الإفرازات في البلعوم والجهاز التنفسي العلوي، كذلك يفقد قدرته على السعال أو قد يكون السعال ضعيفاً، وقد تصدر عن الصدر أصوات قد تصبح عالية جداً، ويُعتبر هذا أمراً طبيعياً بسبب انخفاض شرب السوائل وعدم القدرة على السعال وإخراج الإفرازات الطبيعية، وعلى مٌقدم العناية تحريك رأس الشخص القريب منه بشكل لطيف إلى الجانب من أجل السماح للجاذبية بسحب الإفرازات، كما أنّه من الممكن مسح الفم بلطف بقطعة قماش رطبة، كما ويُنصح برفع رأس التخت إلى 45 درجة، ووضع وسادة ناعمة أو منشفة خلف الرقبة لتوفّير الدعم.
الأيام والساعات قبل الموت
قد تكون الأيام القليلة التي تسبق الموت مُفاجأة للأهل، فقد يمتلك الشخص طاقة كبيرة مع اقتراب الموت، وقد يرغب بالقيام من السرير والتحدث إلى الأشخاص المُحببين، أو قد يطلب الطعام بعد مرور أيام من انعدام الشهية، وقد يظن البعض بأنّ هذه علامة للتحسن، ولكن في العادة تكون هذه الزيادة في الطاقة قصيرة، ويبدأ بعدها حدوث تقلبات في التنفس، وخلال الأيام الأخيرة، قد يعاني الشخص من الهلوسة ، إذ قد يتحدث مع أشخاص غير موجودين أو أشخاص متوفّيين، لذلك من المهم الانتباه على الشخص في حال وجود هذه الأعراض، فلا يوجد ما يضمن طول المدة الباقية لهم، إذ قد يمر البعض بهذه العملية بشكل أسرع من غيرهم.