ماذا يسمى فاقد الأم
ماذا يسمى فاقد الأم؟
يُسمّى من فقد أمّه بالعجيّ، وهناك خطأ شائع بين الناس أنّ من فقد أمّه يُسمّى يتيمًا أو يتيم الأمّ، ويُقال إن ذاك يتيم الأم وآخر يتيم الأب، ولكنّ الصحيح هو أنّ اليتيم هو من فقد أباه فقط، والعَجِيّ هو من فقد أمّه فقط، وأمّا من فقد أبويه معًا فيُسمّى لطيمًا، وتُطلق هذه الألقاب على الأشخاص الذين يفقدون آباءهم قبل بلوغهم سنّ الرشد، وتنتهي هذه الألقاب عند بلوغهم.
كيفيّة التعامل مع الطفل الذي فقد أمّه
تُعدّ تجربة فقد الأمّ بالنسبة للأطفال تجربة قاسية خلال حياتهم، ولذلك فإنّ التعامل معهم بعد هذه الحادثة لا بدّ أن يكون حذرًا ودقيقًا، وفيما يأتي بعض أساسيّات ونصائح التعامل مع الطفل الذي فقد أمّه:
المحافظة على نمط حياة الطفل
يجب الحرص على أن لا يفقد الطفل روتين حياته اليوميّ بعد فقد أمّه قدر الإمكان، فمن المهمّ الحفاظ على نشاطاته المنزليّة والمدرسيّة والمجتمعيّة كما هي، ولا بدّ من إشراك المدرسة والمعلّم في حالة الطفل وحاجته ليتمكّنوا من مساعدة الأهل ومساندته في تخطّي وفاة والدته، وذلك لأنّ تغيّر نمط حياة الطفل سيؤدّي لزيادة شعوره بالفراغ والحزن جرّاء وفاة والدته.
توفير الرعاية للطفل
يحتاج الطفل لمن يرعاه ويعطف عليه ويعانقه ويخفّف عنه حزنه، وتوفير حاجيّاته التي كانت تُوفّرها له أمّه، ولا يجب ترك الطفل يشعر بالحزن وحده بعيدًا عن الآخرين، ولهذا يجب أن يبقى أفراد أسرته وأصدقائه محيطين به وخاصّة في الفترة الأولى من وفاة والدته.
التواصل المستمر مع الطفل
يُمكن أن تُسبب وفاة الأمّ بكسر العائلة بأكملها وتخييم الحزن عليها وفقدان الترابط بين أفرادها، يؤدّي ذلك لشعور الطفل بالوحدة وتفاقم حُزنه، لذلك لا بدّ من الحفاظ على ترابط الأسرة قدر الإمكان وبقاء الأب والأخوة بجانب الطفل لتخفيف حزنه، ولمنحه الشعور الأسريّ والعائليّ الذي يحتاجه في هذه الفترة العصيبة تحديدًا.
معالجة الطفل نفسيًا
يُمكن أن يُشكّل فقدان الطفل لأمّه صدمة كبيرة لا يستطيع تجاوزها بسهولة رغم محاولة الآخرين من حوله، وقد يظهر عليه عدد من الأعراض التي تكون إشارة عن حاجته إلى طبيب نفسيّ مختص، ومن هذه الأعراض الصعوبة بالكلام رغم عدم وجودها مسبقًا، والغضب المستمر، وآلام جسديّة مستمرةّ مثل الصداع وآلام المعدة، وصعوبات النوم، وانسداد الشهيّة عن الطعام، والانعزال وتفضيل الوحدة.
يُوفّر العلاج النفسيّ للطفل فرصة للتحدّث والتعبير عن ما يعانيه في حياته بعد فقدان أمّه؛ وبالتالي يُمكن للمعالج تحديد الأسباب الدقيقة للحالة النفسية التي أصابت الطفل، ومن ثمّ يُمكن البدء بمعالجتها سلوكيًا وطبيّا، ويُمكن للطبيب أو المستشار النفسيّ تقديم النصح للطفل وعائلته لمساعدة الطفل في الخروج من حالته النفسيّة، وتدريجيًا يُمكن أن يعود الطفل إلى حياته الطبيعيّة وتجاوز أزمته النفسيّة الناجمة عن وفاة أمّه.