أهم معجزات موسى لفرعون
أهم معجزات موسى -عليه السلام- لفرعون
لقد أرسل الله تعالى الرسل عليهم السلام؛ ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، وليدعوهم إلى توحيد الله عزّ وجل وترك ما يُشركونَ بهِ من دونه، ولكنه تعالى لم يُرسلهم بدون دليلٍ أو معجزة أو ما يُبرهنُ أنهم رسُلٌ من الله قد اصطفاهم وفضّلهم على سائر الناس، بل أيّد كلّ رسولٍ بمعجزةٍ تزيدهُ إيماناً وثباتًا على الحق وتكون حجّة على كل من رآها واستمع إلى هذا الرسول.
ومن الذين أنعم الله عليهم بالرسالة والعديد من المعجزات هو سيدنا موسى -عليه السلام - وسنذكرها تباعًا في هذا المقال.
معجزة العصا
إنّ من أوّل المعجزات التي تحدّى بها موسى-عليه السلام- فِرعون؛ هي العصا التي كانت تتحول إلى أفعى عظيمة، وقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العظيم كيف علّم سيدنا موسى عن معجزةِ العصا حيث قال : (وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى* قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى* قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى* فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى* قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى).
وهذه العصا قد استخدمها سيدنا موسى -عليه السلام- عندما جمع فِرعون جميع السحرة لمواجهته، وقد صوّر لنا الله هذا المشهد في كتابه العزيز حيث قال: (قَالُوا يَا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى* قَالَ بَلْ أَلْقُوا ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى* فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى* قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى * وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا ۖ إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى).
خروج اليد البيضاء
كان من معجزاته سيدنا موسى أنه كان يُدخل يدهُ في جيبه (درع قميصه) تخرج بيضاء منيرة مشرقة من غير علةٍ ولا مرض، وقد ذكرها الله -عز وجل- في كتابه حيث قال: (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ).
انشقاق البحر
عندما أقام سيدنا موسى-عليه السلام- الحجّة على فرعون وسحرته، آمن السحرة بعد رؤيتهم تحوّل العصا إلى أفعى فاغتاظ فرعون فلحق سيدنا موسى والذين آمنوا معه فحاصرهم فرعون وكان البحر من أمامهم وفرعون وجنودهُ من خلفهم فما كان من الله إلّا أن يوحيَ لسيدنا موسى بأن يضرب بعصاهُ البحر فانشق البحر وأصبحت الطريق يابسة فأنجى الله سيدنا موسى ومن معه وأهلك فرعون وجنوده .
وقد أخبرنا الله عز وجل عن هذه المعجزة حيث قال الله -سبحانه وتعالى-: (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قَالَ كَلَّا ۖ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ ۖ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ* وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ* وَأَنجَيْنَا مُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ* ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ).
إذاقة قوم فرعون أصنافاً من العذاب
أنزل الله سبحانه وتعالى على قوم فرعون بعد تكبّرهم وطغيانهم وتكذيبهم أنواع مختلفة من العذاب، وقد بيّنها الله عز وجل في كتابه حيث قال: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ) ، وفيما يأتي بيان كل نوعٍ من العذاب، وذلك فيما يأتي:
- الطوفان : وهو المطر الشديد الذي تسبب بالفيضان العظيم، فأغرق البشر والحرث والقرى والمدن.
- الجراد: وهي حشرات أعدادها ضخمة جدًا، تأكل المحاصيل وقد تسببت بمجاعة في ذلك الوقت.
- القُمَّل: دابة صغيرة وقيل أنها كالسوس، تؤذي الطعام وتنتقل إلى البشر فتعذّبهم.
- الضفادع: كانت منتشرة بأعدادٍ كبيرة فأهلكت زرعهم، وكانت أصواتها مزعجة فعكّرت صفو حياتهم ، وروي أنها ملأت فرشهم وأوعيتهم وطعامهم وشرابهم، فكان الرجل يجلس إلى ذقنه في الضفادع، وإذا تكلم وثب الضفدع في فيه.
- الدَّم: وهو تحوّل نهر النيل إلى دم، فكانوا يشربون دمًا.
وأيضاً معجزة الرجز من المعجزات التي أيد الله بها نبيّه موسى -عليهِ السلام-، وهو طاعون كان يُهلك في اليوم الواحد سبعين ألفًا من البشر، وقد وردت هذه المعجزة في قوله تعالى: (وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ).