أهم المؤلفات عن أدب السجون
يا صاحبي السجن
يا صاحبي السجن هي رواية للكاتب الأردني أيمن العتوم، كتبها باللغة العربية، ونشرتها المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عام 2012م، وتقع الرواية في 346 صفحة، وهي تتحدّث عن تجربة شخصية للكاتب في السجن، وتفاصيل تلك الرحلة، ويميل أسلوب رواية يا صاحبي السجن إلى اللغة القرآنية، وهو الأسلوب الذي تميز به أيمن العتوم في معظم كتاباته الأدبية، وهو استخدام ألفاظ القرآن الكريم ومعانيه في كتاباته.
وتدور أحداث الرواية في أحد السجون، وبطل القصة هو الكاتب أيمن العتوم، ويتحدث فيها الكاتب موثقًا معاناته خلف القضبان، ويصف من خلال روايته حياته اليومية الصعبة والبائسة في السجن بكل تفاصيلها، كما تطرّق الكاتب إلى ذكر الشخصيات التي كانت تشاركه سجنه، والتي كانت تتنوع ما بين القتلة ومدمني المخدرات وغيرهم، ولكن يجمعهم شيء واحد وهو التّوق للحرية.
القوقعة
القوقعة هي رواية للكاتب السوري مصطفى خليفة، وهي من قسم الروايات العربية، تقع الرواية في 383 صفحة، وصدرت الطبعة الأولى من الرواية عن دار الآداب في بيروت عام 2008م، وتُرجمت إلى 10 لغات، وهي: الألمانية، والتركية، والألبانية، والمجرية، والفرنسية، والإسبانية، والإنجليزية، والإيطالية، والنرويجية، وهي رواية تسرد أحداث قصة شخصية بدأت باعتقال الكاتب بعد عودته إلى بلده، وفيها يروي تفاصيل معاناته في السجن.
تروي القصة يوميات شاب قُبض عليه في مطار بلده، بعد عودته من رحلته الدراسية في الخارج، وقضى في السجن أكثر من 13 سنة، دون أنْ يعرف التهمة الموجّهة إليه، وفي النهاية يعلم أنّه قُبض عليه بسبب وشاية من أحد زملائه، وليس لأفكاره السياسية، ويذكر الكاتب الظلم والقسوة وأساليب التعذيب في السجن، التي لا تخطر على بال أحد.
حيونة الإنسان
حيونة الإنسان هي رواية للكاتب السوري ممدوح عدوان، صدرت عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع، في عام 2018م، وتقع الرواية في 562 صفحة، وفيها يكتب ممدوح عدوان عن تقييد الحرية الذي يعاني منه الإنسان في هذا العصر، والتي لا تتوافق مع إنسانيته، بل ويدفع هذا القمع بالإنسان إلى الحيونة (أي تحوّله إلى حيوان)، ويتناول الكاتب هذا الموضوع بأسلوب يشبه أسلوب الباحث، ولكن بأسلوب أدبي، فهو يطرح القضية من دون رفض واضح أو تأييد صريح لأي نظرية، ويترك للقارئ هذا القرار.
يطرح الكاتب في روايته حيونة الإنسان قضية العنف والقمع الذي تمارسه فئة من البشر على غيرهم، مّا يجعلهم منزوعي الرحمة والإنسانية، وأقرب للحيوانات من البشر، ويضع الكاتب جزءً من المسؤولية عن هذا العنف على الإعلام الفاسد غير المهني، ويمتاز الكتاب بأسلوبه الأدبي الأنيق، في عرض الأفكار والموضوعات التي تهم جميع فئات المجتمع، ومن المفارقات الغريبة استخدام الكاتب بعض الاقتباسات من روايات أدب السجون.
شرف
شرف هي رواية للكاتب المصري صنع الله إبراهيم، صدرت عن دار الهلال للنشر، في عام 2009م، وتقع الرواية في 548 صفحة، ويسرد فيها الكاتب قصة الشاب شرف، الذي دخل السجن، وهناك بدأت معاناته، بتعرّضه للإساءة بكل أشكالها، كما يعرج الكاتب على ذكر مختلف الشخصيات التي عايشها في سجنه، والتي تقتصر غالبًا على المساجين الثانويين في جرائم الفساد والمخدرات واستيراد الأغذية الفاسدة، والذين يكونون كبش فداءٍ للمجرمين الأساسيين الموجودين خارج السجن، ويتميز أسلوب الرواية بالجرأة غير المسبوقة.
يبدأ الكاتب بسرد قصة الشاب أشرف عبد العزيز سليمان، أو شرف كما اعتادت والدته مناداته، ويعيش شرف في أحد أحياء القاهرة الفقيرة، مع أفراد أسرته بعددهم الكبير، يقضي بطل القصة معظم أوقاته مع أصدقائه خارج المنزل، وفي إحدى الليالي التي غيّرت مسار حياته، خرج شرف بمفرده في شوارع حيّه، وصادف في طريقه رجلًا أجنبيًا، يمتلك بطاقتي سينما، ودعا شرف للذهاب معه، ودعاه مرة أخرى إلى منزله، وفي إحدى المرات حاول الرجل أنْ يمد يده على ساق شرف، الذي فقد أعصابه وقتل الرجل، ومن هنا تبدأ معاناته بدخوله السجن.
شرق المتوسط
شرق المتوسط هي رواية للكاتب السعودي عبدالرحمن منيف، صدرت الرواية الواقعة في 88 صفحة في عام 2007م، ويسرد الكاتب روايته بأسلوب المعارض المقهور، إذ إنها تبدأ باستعراض الشخصية الأساسية لذكرياته خلال وجوده في السجن، في الوقت الذي يكون فيه على متن سفينة يونانية، متجهًا إلى فرنسا، ويذكر بطل الرواية أنّه خرج من السجن بعد إصابته بالروماتيزم، وتوقيعه على تعهد يضمن فيه ابتعاده عن الشؤون السياسية، ليُطلق سراحه بعد ذلك.
يسرد الكاتب قصة رجب، الذي يخرج من السجن ولكنه لم يحتمل رؤية أحد ممّن حوله، لذلك يقرر الهجرة إلى أوروبا، وفي طريقه إلى وجهته، يبدأ رجب باستعراض ذكرياته في السجن، من خلال الرسائل التي يرسلها إلى أخته أنيسة، والتي يصف فيها العذاب والألم الذي عاناه في سجنه، وبعد وصول رجب إلى وجهته، وقضاء عدة سنين هناك، يعود إلى وطنه، ويُعتقل مرةً أخرى، ليخرج فاقدًا بصره، ويموت بعدها بمدة قصيرة، وتقرّر أخته أنيسة بعد ذلك نشر رسائله وكتاباته كما هي وفاءً له.
يسمعون حسيسها
يسمعون حسيسها هي رواية للكاتب الأردني أيمن العتوم، صدرت عن المؤسسة العربية للنشر في عام 2013م، وتقع الرواية في 185 صفحة، وتعد الرواية من أكثر روايات أدب السجون قسوة، وتمكّن الكاتب من جعل القارئ يشعر بأنّه شاهد حقيقي على معاناة الشخصية الرئيسة في الرواية، والتي تمر بالكثير من الأحداث المؤلمة والقاسية من ألم وعنف، في أثناء وجودها في السجن، وكعادة الكاتب أيمن العتوم في معظم كتاباته، استخدم معاني وكلمات من القرآن الكريم.
تبدأ الرواية بسرد قصة معتقل سياسي، في أحد السجون العربية، والذي يُعد من أسوأ سجون العالم سمعة، فتحكي القصة أساليب العذاب العنيفة، التي كانت تُمارس في السجن، والظروف غير الإنسانية القاسية التي كان يعيش فيها المساجين، وفي النهاية، يندهش القارئ عندما يعلم أنّ الرواية هي قصة واقعية، وبطلها هو شخص موجود فعلًا، وهو الدكتور إياد، الذي سُجن، وتعرّض لأبشع وسائل التعذيب على يد سجّانيه، إضافةً إلى أنّ أفراد أسرته في الرواية هم أسرته الحقيقية فعلًا.
دروز بلغراد: حكاية حنا يعقوب
دروز بلغراد: حكاية حنا يعقوب هي رواية للكاتب اللبناني ربيع جابر، صدرت الرواية لأول مرة في عام 2010م عن دار الآداب للنشر والتوزيع، وتقع الرواية في 239 صفحة، وتدور أحداثها حول معاناة الشخصية الرئيسة من عذاب وقساوة السجن الذي كان فيه، إلى درجة أنّ بعض ممّن كانوا معه في ماتوا بسبب ظروف السجن الذي لا يمكن لأي بشري تحمّلها.
تبدأ الرواية بسرد قصة حنا يعقوب، وهو رجل من بيروت، مهنته بيع البَيض، والذي كان موجودًا مصادفة على رصيف الميناء، تزامنًا مع قبض السلطات العثمانية على مجموعة من المقاتلين الدروز، على إثر الحرب الأهلية التي وقعت في جبل لبنان في عام 1860م، وأُصدر القرار بترحيلهم إلى سجون المملكة العثمانية في بلغاريا، واقتيد حنا يعقوب معهم بدلًا من شخص آخر، دفع والده رشوة ليستثنيه من قرار الترحيل، وتبدأ معاناة حنا وبقية السجناء على مدار 12 عامًا في سجن بلغراد، والمفارقة أنّ السجن وحّد الأشخاص الذين دخلوه بسبب قتالهم لبعضهم بعضًا.
من تدمر إلى هارفارد
من تدمر إلى هارفارد هي رواية للكاتب السوري الدكتور البراء السراج، صدرت باللغة العربية في عام 2011م، وهي تقع في 98 صفحة، والرواية هي سرد لتجربة شخصية حدثت مع الكاتب، الذي دخل السجن، وعانى من ويلاته لسنواتٍ طوال، ويقول الكاتب إنّه حاول مرارًا كتابة مذكراته حول سنين السجن، ولكنه كان يقطع هذه المحاولات بعد عدة خطوات بسيطة، لأنّ تلك المحاولات كانت أشبه بالدخول في كابوس مخيف، إلى أن تغلّب على مخاوفه، ورأى أنّ التنديد بعنف ذلك السجن واجب إنساني وأخلاقي.
يبدأ الكاتب الدكتور براء السراج بسرد قصة اعتقاله التي امتدت اثني عشر عامًا، وفيها يذكر تفاصيل الاعتقال القاسية في السجن الذي كان فيه، وقد بدأ الكاتب بتوثيق هذه المذكرات لأنّه يعتقد أنّ واجبه الوطني والإنساني يحتّم عليه كشف الأفعال اللّإنسانية، التي تحدث في السجن الذي أمضى فيه أقسى وأسوأ أيام حياته.
رواية خمس دقائق وحسب، تسع سنوات في سجون سورية
خمس دقائق وحسب، تسع سنوات في سجون سورية، هي رواية للكاتبة السورية هبة الدباغ، صدرت في عام 2005، وهي تقع في 229 صفحة، وفيها تروي الكاتبة قصة معاناتها الشخصية في سجون بلادها، والتي قضت فيها 9 سنوات، وبعد خروجها من السجن وثّقت ما حدث معها في داخل السجن، من خلال كتابة روايتها خمس دقائق وحسب، تسع سنوات في سجون سورية.
تبدأ الكاتبة بسرد قصتها المؤلمة التي عانت فيها على مدار تسع سنوات في السجن من التعذيب المتواصل، ومن الإهانات بشتى أنواعها وأشكالها، وقدّمت الكاتبة وثائق حقيقية تُدين فيها مرتكبي جرائم القتل والتعذيب في سجون بلدها، والأكثر حزنًا وظلمًا في رواية هبة الدباغ، أنّه لم يتبقَّ من أفراد أسرتها في بلدها أي شخصٍ سواها، فقد قُتل أفراد أسرتها جميعًا باستثنائها، لأنها كانت في السجن، كما نجا شقيقها صفوان من الموت المحقّق، نظرًا لوجوده خارج البلاد.
تلك العتمة الباهرة
تلك العتمة الباهرة، هي رواية للكاتب المغربي الطاهر بن جلون، صدرت عن دار الساقي للنشر في عام 2004م، وهي تقع في 223 صفحة، وتعد تجسيدًا لقصة حقيقية لأحد السجناء، وفيها يروي الكاتب بأسلوب باهر بالفعل قصة معاناة سجين قضى سنواتٍ طوالٍ في السجن، بعذابات جسدية ونفسية فوق مستوى تصوّر البشر، حازت الرواية على جائزة دبلن الأدبية الدولية في عام 2004م، كما ترشّحت لجائزة الرواية الأجنبية المستقلة عن القائمة المختصرة عام 2006م.
ويسرد الكاتب فيها قصة مأساة السجين عزيز بنبين، الذي قضى 18 عامًا في سجنٍ أشبه بالجحيم، فبعد خروج عزيز بنبين من سجنه، ذهب إلى الكاتب الطاهر بن جلون، وطلب منه توثيق ما حدث له بقلمه، وبالفعل استطاع الكاتب تجسيد معاناته بطريقة مُدهشة، ومن شدّة تأثره بمعاناة عزيز ذكر أنّه كان يرتعب ويتصبّب عرقًا في أثناء كتابة الرواية، التي سرد فيها العذابات النفسية، والانكسارات، والجراح، التي عانى منها عزيز جراء ظلم وظلمات السجن.
رواية تزممارت: الزنزانة رقم 10
رواية تزممارت: الزنزانة رقم 10، هي رواية للكاتب المغربي أحمد المرزوقي، صدرت في عام 2001م باللغة الفرنسية، وتُرجمت إلى العربية في دار طارق للنشر بالدار البيضاء، تقع الرواية في 488 صفحة، وتحكي الرواية قصة شخصية للكاتب، في أثناء اعتقاله بسجن تزممارت لسنواتٍ طوالٍ، وفيه يروي الكاتب أحمد المرزوقي معاناته وعذاباته في السجن على مدار 18 عامًا.
ويروي أحمد المرزوقي كل ما تعرّض له برفقة زملائه من تعذيب وتنكيل مرعب، في الزنزانة رقم 10، إلى درجة إقدام العديد من رفاقه على الانتحار، هربًا من جحيم السجن وعذابه، ورغم أنّ الأحداث الكثيرة التي رواها الكاتب كانت مفصّلة، فإنّ أسلوبه لم يكن مملًّا على الإطلاق، بل دفع أسلوبه الشائق، القارئ للاستمرار في القراءة إلى النهاية، مستشعرًا المرارة التي عانت منها شخصيات الرواية، واللافت في هذه الرواية أيضًا، أنّ الكاتب لم يمنح نفسه دور البطل، بل أعطى كل شخصية في روايته حقها فعلًا.
يعد أدب السجون نوعًا من أنواع الأدب الذي يُعنى بوصف حياة السجناء خلف قضبان السجون، ويستفيض في شرح مدى الظلم والقسوة والتعذيب الذي تعرضوا له، وكذلك يُعدد الأسباب والظروف التي أودت بهم إلى هذا المصير، وقد استعرضنا في المقال أهم الروايات والمؤلفات العربية التي اشتُهرت بأنها أفضل ما كُتب عن أدب السجون.