أنواع الصلوات في الإسلام
أنواع الصّلوات في الإسلام
الصّلوات الواجبة
الصّلوات الخمس
تُعرّف الصلوات الخمس بأنّها الصلوات التي يُؤدّيها المُسلم كُل يومٍ وليلة، وهي: الفجر، والظُهر، والعصر، والمغرب ، والعِشاء، وهي آكد فرائض الإسلام بعد النُطق بِالشهادتين، والرُكن الثانيّ من أركان الإسلام، قال الله -تعالى-: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ)، وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بَعَثَ مُعَاذًا -رَضِيَ اللَّهُ عنْه- إلى اليَمَنِ، فَقالَ: ادْعُهُمْ إلى شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لذلكَ، فأعْلِمْهُمْ أنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ)، وتجبُ الصلاة على كُلِّ مُسلمٍ مُكلّفٍ إلا الحائض والنُّفساء، سواءً كان المُكلّف ذكراً أو أُنثى، في الحضر أو السفر، وأمّا الصغير فيُؤمَر بها في عُمر السابعة، ويُضرب عليها ضرباً غير مبرحٍ في عُمر العاشرة.
صلاة الجمعة
صلاةُ الجُمُعة فرضٌ على كُل مُكلَّفٍ قادِر، ويُصلّيها المُسلمُ ركعتان، ولا تُعدُّ بدلاً عن صلاة الظُهر، فمَن لم يُدركها فُرضت عليه أربع ركعات الظّهر، وثبتَت فرضيّة صلاة الجمعة في العديد من الأدلة، كقول الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)، ووقتُها هو وقتُ صلاة الظُهر، وهو عند زوال الشمس إلى أن يصير ظلّ الشيء مثله، لِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-.
صلاة الجنازة
تُعدُّ صلاة الجنازة مِن فُروض الكِفايّة، ويُشترطُ فيها ما يُشترطُ في باقي الصلوات مِنَ الطهارة الحقيقيّة، والطهارة من الحدثين الأصغرِ والأكبر، واستقبال القِبلة، وستر العورة، وأمّا أركانُها؛ فأوّلها: القيامُ مع القُدرة، وثانيها: النيّة؛ بتحديد الصلاة على من سيُصلّي عليه الإمام ولو من دون تحديد اسم الميت أو معرفته، ثالِثُها: أربعُ تكبيراتٍ مع تكبيرات الإحرام، ورابعها: قراءة سورةِ الفاتِحة سِرّاً بعد التكبيرة الأولى، ويجوزُ بعد غيرها مِنَ التكبيرات، وخامسها: الصلاةُ على النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- بعد التكبيرة الثانية، وسادسها: الدُّعاء للمّيت بِكُل ما يجوز إطلاق عليه لفظ الدُّعاء، ويكون ذلك بعد التكبيرة الثالثة، وسابعها: التّسليم.
النّوافل
تُعرّف النوافلُ في اللُّغة بأنها الزيادة، وهي جمعُ نافِلة، كما تُطلقُ كذلك على التطوّع، وأمّا في الاصطلاح: فهيَ الأفعال غير المفروضةِ أو الواجبة أو المسنونة عند الجُمهور، وأمّا الشافعيّة فالنفلُ عندهم كُل شيءٍ غير الفريضة، وسُمّيت بذلك؛ لأنها زائدةٌ عليه، ويكونُ طلبها غير جازم، فيُثابُ فاعِلُها ولا يُعاقبُ تارِكُها، وهي إمّا أن تكونَ مُستقلةً عن الفريضة؛ كصلاة الاستسقاء، أو تابعةً لها؛ كالسُّنن القبليّة أو البعديّة. وتُقسّمُ إلى قسمين، إمّا مُطلقةً أو مُقيّدة، وبيانها في ما يأتي:
- النّفل المُطلق: وهي النّوافلُ التي لا سبب لها، ولا حصر لِعددها أو ركعاتِها، ويُكتفَى فيها بنيةِ الصلاةِ فقط، وإن صلّاها المُسلمُ من غير تحديدٍ لِعددٍ مُعيّن؛ فيجوزُ له السلام بعد الركعةِ الأولى، ويجوزُ له صلاةُ ما شاء من الركعات، ثُمّ يُسلِّم، ويجوز صلاتها في كُلّ وقتٍ، باستثناءِ أوقات الكراهة، ويكونُ أداؤها في اللّيل أفضل مِنَ النّهار، فمثلاً صلاة النافلة بين المغرب والعِشاءِ أفضل من أدائها بين الظُهرِ والعصر ؛ لأنها صلاةُ ليل.
- النّفل المُقيّد: وهي النّوافلُ والسُّنن التي جاء دليلٌ على مُشروعيّتها، وهي التي حافظ عليها النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-، ولم يتركها إلا نادراً؛ لإشعار الناس بعدم فرضيتها، وتُقسمُ إلى نوافل مؤكدةٍ وغير مؤكدةٍ، وتؤدّى في جماعة ومُنفرداً، وسيأتي بيانُها في الفقرات اللاحقة.
الرواتب المؤكّدة في جماعة
تُقسم النوافل أو الرّواتب المُقيّدة إلى قسمين؛ الرّواتبُ المؤكّدة، وغير المؤكّدة، وتقسم النّوافل المؤكّدة أيضاً إلى: نوافل مؤكّدة بجماعةٍ ونوافل مؤكّدة بغير جماعة، أما النُوافل المؤكدة في جماعة فهي فيما يأتي:
- صلاةُ العيدين؛ وهُما عيد الفطرِ والأضحى ، وهي من الرواتب المُؤكّدة في جماعة؛ لمواظبة النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- عليها، وتكون ركعتين، ويبدأ وقتُها بين طُلوع الشمس إلى الزّوال، والأفضل أدائها بعد ارتفاع الشمس بِمقدار رُمح، وتؤدّى ركعتين جهراً بسبعِ تكبيراتٍ في الركعةٍ الأولى، وخمسُ تكبيراتٍ في الركعة الثانيّة، مع الوقوف بين كُل تكبيرة وتكبيرة بِمقدار الآية، ويُسنُّ التهليل والتكبير والتمجيد بينها، ويقرأ الإمام في الركعة الأولى بعد الفاتِحة بِسورة ق، أو سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية بِسورة القمر، أو سورة الغاشية، ثُمّ يقومُ بإلقاء خُطبتين كخُطبة الجُمعة.
- صلاةُ الاستسقاء: وهي الصّلاة التي يُؤدّيها المُسلمون لِطلب الغيث والسقيّ من الله -تعالى- عند انقطاعه، وهي من السُّنن المؤكّدة؛ لِفعل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- لها، وتُصلّى كما تُصلّى صلاةُ العيد، ويُسنّ فِعلُها في المُصلّيات، ويجوزُ الاكتفاء بِالدُعاءِ فقط، كما يجوزُ للإمام الدُّعاء بطلب الغيث والسقي وهو على المنبر في يوم الجُمعة، لِفعل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-.
- صلاةُ التراويح : وهي من السُّنن المؤكّد فِعلها في جماعة في المسجد؛ لِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، وصحابته الكِرام، ومواظبتهم عليها، وتكونُ في شهرِ رمضان بعد صلاةِ العِشاء إلى صلاة الفجر، والأفضل تأخيرُها إلى ثلث الليل أو نصفه، ويجوزُ للمُسلمِ أن يُصلّيها مُنفرداً.
- صلاةُ الكُسوف والخُسوف: وتُصلّى الخُسوف عند ذهاب ضوء القمر أو بعضه ليلاً، وأمّا الكُسوف فتكونُ عند ذهاب ضوء الشمس أو بعضه نهاراً، وهي من السُّنن المؤكّدة على كُلِّ مُسلمٍ، ويبدأ وقتُها عند بدء الخُسوفِ أو الكُسوف إلى ذهابه.
الرواتب المؤكدة في غير جماعة
هناك رواتب مؤكّدة يُسنّ لِلمُسلمِ فِعلُها مُنفرداً، وهي كما يأتي:
- ركعتان قبل الفجر، وهي آكد أنواع السُّنن، لِقول عائشة -رضي الله عنها-: (لَمْ يَكُنِ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ).
- أربعُ ركعاتٍ قبل صلاةِ الظُهر أو قبل الجُمعة، وأربعُ ركعاتٍ بعد الجُمعة، وركعتين بعد الظُّهر، لِقول عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- كانَ لا يَدَعُ أرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، ورَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الغَدَاةِ)، وتأتي في المرتبة الثانيّة من التأكيد بعد سُنة الفجر.
- ركعتان بعد صلاةِ المغرب، لِفعل النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ويُستحبُّ الإطالةِ فيهما.
- ركعتان بعد صلاةِ العِشاء، وجاءت هذه السُّنن في قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (مَن صلَّى في يومٍ وليلةٍ ثِنْتَيْ عَشْرةَ ركعةٍ ، بَنَي له بيتٌ في الجنَّةِ: أرْبَعًا قبلَ الظُّهرِ، وركعتيْنِ بعدَها، وركعتيْنِ بعدَ المغرِبِ، وركعتَيْنِ بعدَ العِشاءِ، وركعتيْنِ قبلَ الفَجرِ- صلاةِ الغَداةِ).
- صلاةُ الوتر : وهي من السُّنن التي رغّب النبيّ -عليه الصلاة والسلام- على فِعلها، وحافظَ عليها، ويبدأ وقتُها بعد صلاة العِشاء إلى الفجر، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قدْ أَوْتَرَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- مِن أَوَّلِ اللَّيْلِ، وَأَوْسَطِهِ، وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إلى السَّحَرِ)، ومَن خَشِي عدم الاستيقاظ في آخر الليل فالأفضلُ في حقّه صلاتها في أول الليل، وأقلُ ركعاتُ الوتر ركعةً واحِدة، ويجوز الإيتار بثلاثٍ، أو خمسٍ، أو سبعٍ، أو تسعٍ، أو إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة ركعة.
- صلاةُ الضُّحى: وأقلُّها ركعتان، وأكثرُها ثماني ركعاتٍ، ويبدأ وقتُها من ارتفاع الشمس إلى وقت الزّوال.
الرّواتب غير المؤكّدة
الرواتب غير المؤكّدة هي النّوافل التي لم يُواظِب النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- على فعلها؛ فأحياناً يفعلُها، ويترُكها أحياناً أُخرى، وهي فيما يأتي:
- ركعتانِ قبل الظُهر ، بِخلاف الركعتين المُؤكّدتين، وركعتين بعدها، لِقول عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئلت عن تطوع النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (كانَ يُصَلِّي في بَيْتي قَبْلَ الظُّهْرِ أَرْبَعًا، ثُمَّ يَخْرُجُ فيُصَلِّي بالنَّاسِ، ثُمَّ يَدْخُلُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ)، ويُقاس عليها صلاةُ الجُمعة؛ لأنها بدلاً عن الظُهر، فيُسنّ قبلها صلاةُ أربعُ ركعاتٍ، وأربعاً بعدها.
- أربعُ ركعاتٍ قبل العصر، وركعتانِ خفيفتانِ قبل المغرب، لِفعل النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام- وصحابته الكِرام: (كُنَّا بالمَدِينَةِ فَإِذَا أَذَّنَ المُؤَذِّنُ لِصَلَاةِ المَغْرِبِ ابْتَدَرُوا السَّوَارِيَ، فَيَرْكَعُونَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ).
- ركعتينِ خفيفتينِ قبل العشِاء ، لِقول النبيّ -عليه الصلاةُ والسلام-: (بيْنَ كُلِّ أذَانَيْنِ صَلَاةٌ، ثَلَاثًا لِمَن شَاءَ).
- صلاةُ ركعتين عند دُخول المسجد، وتُسمَّى تحية المسجد ، وتُصلّى فورَ دُخول الشخص للمسجد، وإن طال الوقت ولم يُصلّي فإنها تسقطُ عنه ولا يقضيها، ويُكره أدؤها إن كان الإمام يُصلّي في صلاة الفرض، أو عند الدُخولِ إلى المسجد الحرام والانشغالُ بها عن الطواف، وكذلك صلاةُ ركعتين بعد الوضوء.
- ركعتا الطواف والإحرام ، وتكون عند إرادة الطواف، وتُصلَّى بعد الانتهاءِ منه، وكذلك بعد الإحرام.
أهميّة صلاة التطوع
إنّ لِصلاة التطوع أهميةً عظيمةً، وفيما يأتي بيان ذلك:
- تجلب محبة الله -تعالى-، وتدلُّ على شُكر العبدِ لِربه ، لِقول النبيّ في الحديث القُدُسيّ: (إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ).
- ترفع الدّرجات، وتَحُطّ من السيئات، وهي سببٌ من أسبابِ دُخول الجنة، لِقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- للرجُل الذي سأله مُرافقتهُ في الجنة: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً).
- تجبر النّقص في الفريضة وتُكمله، وهي سببٌ لِجلب البركة، كما أنّها من أفضل نوافل البدنِ بعد العلم والجِهاد.