أمثلة حية من سيرة الصحابة عن المواطنة والتضامن
أمثلة حية من سيرة الصحابة عن المواطنة والتضامن
تمثّلت المواطنة في الإسلام في العديد من القصص والمواقف في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- نذكر منها ما يأتي:
مشاركة الأنصار أموالهم مع المهاجرين
عندما هاجرالمسلمون من مكّة إلى المدينة فِراراً بدينهم، تركوا أموالهم ومتاعهم وأرزاقهم فيها، فلمّا وصلوا المدينة لم يكُن عندهم ما يعتاشون به ولا دياراً يسكنون بها، فشرع النبي -صلى الله عليه وسلم- حينها نظام المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار الذين كانوا يسكنون المدينة.
وقام الأنصار بمشاركة المهاجرين أموالهم وديارهم وسمحوا لهم بالتجارةِ في أسواقهم وأموالهم، كما ومنحوهم أراضيهم؛ فكانوا يقومون بزراعتها لهم ويأخذون أجورهم من العمل فيها، ومثّلوا في ذلك أروع الأمثلة في التضامن والتكافل، حيث استطاعوا أن ينظّموا معيشتهم مع بعضهم البعض في المدينة.
خروج الصحابة مع النبي للدفاع عن المدينة المنورة
قام سكّان المدينة المنوّرة المسلمين من المهاجرين والأنصار بمعاهدة النبي -صلى الله عليه وسلم- على التأهّبِ للخروج معه للدفاع عن المدينة المنوّرة في حال وقع عليها اعتداء خارجي يهدّد أمنها وأمانها، ونَتَجَ عن ذلك جيشٌ يحاربُ ضدّ أي خطرٍ يهدّد الإسلام ومدينته المنوّرة، ورغم قلّةِ أعدادهم إلا أنّهم حققوا هدفهم في حماية دينهم ومدينتهم.
تبرع الصحابة لتجهيز جيش العسرة
عندما أراد النبي -صلى الله عليه وسلّم- الذهاب إلى تبوك لمحاربة الرّوم، بدأ بتشجيع الصحابة وحثّهم للتبرع لتجهيز جيش العُسرة، وسُمّيَ بذلك لأنّ المسلمين كانوا في وقتٍ عسير وحرٍّ شديد، فقدّم أصحاب الأموال من الصحابة ما يستطيعونه لتجهيز الجيش، وتبرّع أبو بكرٍ -رضي الله عنه- حينها بكلِّ مالِه، وجاء عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بنصف مالِه، وتبرّع عثمان -رضي الله عنه- يومها بأموالٍ كثيرة، وقام بتجهيز ثلث الجيش، فقال -صلى الله عليه وسلم- فيه: (ما ضرَّ عثمانَ ما عمل بعد اليومِ).
مبادرة عثمان بن عفان بشراء بئر للمسلمين
كان هناك بئرٌ تُدعى بئر رومة، تقع على بعد خمسة كيلومترات من المسجد النبوي، فاحتاج المسلمون إليها يوماً فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحثِّ النّاس على شرائه والتبرّع به للمسلمين، فقام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بشراء هذه البئر وجعلها صدقةً للمسلمين.
أمانة الصحابة في ولاياتهم على المسلمين
تعدّدت المواقف التي ظهرت فيها أمانة صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ولايتهم على المسلمين ونزاهتهم وتورّعهم عن المال العام؛ فهذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- اُتِيَ له بلبنٍ فشرب منه فأعجبه، فسأل الذي سقاه:" من أين جئتَ به"، فقال: "مررتُ على مكانٍ فيه ماء وكان هناك أنعام من الصَّدَقات فيسقيها القائمون عليها من هذا الماء ويقومون بحلب لبنها، فحلبوا لي هذا اللبن الذي شربتَ منه"، فلمّا عَلِمَ أنّه من مال الصدقة أدخل يده في فمه وأجبر نفسه على إخراج هذا اللبن من جوفه.
وهذا أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه- عندما كان يحتضر، فطلب من ابنته عائشة -رضي الله عنها- إذا مات أن تَرُدّ بعض الأشياء التي كان ينتفع بها حالَ كونِه خليفة المسلمين؛ كالنّاقة التي كان يشرب من لبنها، وقطع الثياب التي كان يلبسها وما إلى ذلك، فطلب منها أن تعطيها لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لأنه قد تسلّم الخلافة بعده ولم تعد من حقه الآن.
أهمية المواطنة
تتلخّص أهميّة المواطنة في النقاط الآتية:
- حفظ حقوق المواطنين وبيان واجباتهم.
- تنظيم حياة الأفراد في الدّولة وشؤونهم وتحقيق مصالحهم.
- قيام المجتمع على أساس العدل والمساواة بين الأفراد.
ملخص المقال: تطرّق المقال إلى بعض المواقف والقصص من حياة الصحابة -رضوان الله عليهم- والتي تبين روح التعاون والتضامن والمواطنة؛ مثل مشاركة الأنصار أموالهم مع المهاجرين، وخروج الصحابة للدفاع عن المدينة المنورة وغيرها الكثير من القصص، ولخّص المقال أهمية المواطنة بنقاط مبسّطة.