ألم في ظهري جهة اليسار
ألم الظهر جهة اليسار
يُعدّ ألم الظهر (بالإنجليزية: Back pain) من جانب واحد مشكلة شائعة إلى حدٍ ما، إذ يبدأ الشعور بالألم بشكلٍ مفاجئ على شكل وخز حاد في الجانب الأيسر من الظهر، علمًا أنّ الألم قد يمتد إلى الظهر من مصادر مختلفة فقد يكون مصدره العظام، أو المفاصل، أو الأربطة، أو العضلات.
أسباب ألم الظهر جهة اليسار
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بألم الظهر من جهة اليسار، إذ قد يكون الألم مرتبطًا بنمط الحياة في بعض الحالات، أو قد يحدث نتيجة التعرض لإصابة خلال ممارسة التمارين الرياضية، بالإضافة إلى دور كل من السمنة والضغط النفسي في المساهمة في ألم الظهر، لذلك فإنّ ألم الظهر المحصور في جانب واحد قد يؤدي إلى الشعور بالقلق حول السبب الذي يقف وراءه فقد يكون السبب بسيطًا ويزول من تلقاء نفسه، أو قد يكون مرتبطًا ببعض الاضطرابات الصحية، ونبين فيما يأتي أسباب ألم الظهر من جهة اليسار تبعًا لموقع الألم:
ألم أسفل الظهر جهة اليسار
نوضح فيما يأتي أسباب ألم أسفل الظهر جهة اليسار:
- الإجهاد العضلي أو الالتواءات: يُعدّ الإجهاد العضلي (بالإنجليزية: Muscle strains) أو الالتواءات (بالإنجليزية: Sprains) من أكثر أسباب ألم أسفل الظهر شيوعًا، ويُعرّف الإجهاد العضلي بأنّه تمزق أو شد في الأوتار أو العضلات، أمّا الالتواء فهو تمزق أو شد في الأربطة، وقد تسبب الإصابة بأي منهما تورمًا، وصعوبة في الحركة، وتشنجات في الظهر ، وعادةً ما تحدث الإصابة بالإجهاد العضلي أو الالتواءات نتيجة السلوكيات الآتية:
- الالتفاف أو رفع الأشياء بطريقة خاطئة.
- رفع الأشياء الثقيلة.
- إجهاد عضلات الظهر.
- عدوى الكلى: (بالإنجليزية: Kidney infection)؛ إذ قد يسبب تعرض الكلية اليسرى للعدوى الشعور بألم خفيف أو شديد في أسفل الظهر جهة اليسار، وعادةً ما يكون هذا الألم بجانب العمود الفقري أعلى الورك، ويتفاقم الألم مع الحركة أو الضغط، ومن الجدير بالذكر أنّ عدوى الكلى تبدأ في العادة في المسالك البولية والمثانة، ثم قد تنتشر لتصل إلى الكلية مسببة ألمًا والتهابًا فيها، وقد تظهر أعراض أخرى عند الإصابة بالعدوى الكلوية ومنها:
- الشعور بألم أو حرقة عند التبول.
- الحمى.
- الغثيان أو التقيؤ.
- حصوات الكلى: (بالإنجليزية: Kidney stones)؛ إذ قد يكون سبب الشعور بألم أسفل الظهر جهة اليسار هو وجود حصوات في الكلية اليسرى، حيث يشعر المصاب بالألم نتيجة حركة هذه الحصوات داخل الكلية أو عبر الحالب؛ وهو أنبوب رفيع يصل بين الكلية والمثانة، ونبين فيما يأتي بعض الأعراض الأخرى التي تظهر على المصاب نتيجة وجود حصوات في الكلى:
- الشعور بألم عند التبول.
- صعوبة التبول على الرغم من الحاجة المستمرة لذلك.
- الغثيان أو التقيؤ.
- ظهور دم مع البول.
- الاضطرابات النسائية: قد يكون ألم أسفل الظهر جهة اليسار عند النساء في بعض الحالات ناتجًا عن وجود بعض الاضطرابات في الجهاز التناسلي، وفيما يأتي بيان بعض هذه الاضطرابات:
- الانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزية: Endometriosis)؛ إذ يحدث الانتباذ البطاني الرحمي أو ما يُعرف ببطانة الرحم المهاجرة نتيجة نمو الأنسجة المكونة لبطانة الرحم خارج الرحم، وتسبب الإصابة به الشعور بألم حاد ومتقطع، إضافةً إلى المعاناة من ألم شديد أثناء الدورة الشهرية، وألم في البطن، والشعور التعب العام أو الإرهاق.
- الأورام الليفية الرحمية (بالإنجليزية: Uterine fibroids)؛ وهي كتل حميدة تنمو داخل الرحم، وقد تسببب بالمعاناة من ألم في الظهر جهة اليسار، إضافةً إلى المعاناة من كثرة التبول، و عدم انتظام الدورة الشهرية ، وألم أثناء الجماع.
- القرص المنفتق: (بالإنجليزية: Herniated disk) أو ما يُعرف بالانزلاق الغضروفي (بالإنجليزية: Slipped disc)؛ والذي يحدث بسبب اندفاع شظايا من نواة القرص نتيجة وجود تمزق أو ضعف في الأجزاء الخارجية من القرص، مما يسبب الضغط على الأعصاب، ويترتب على ذلك الشعور بألم في العمود الفقري ينتشر إلى جانب واحد من الظهر، وقد يحدث القرص المنفتق نتيجة التعرض لإصابة مفاجئة أو قد يحدث نتيجة تآكله التدريجي مع التقدم في العمر، ونبين فيما يأتي بعض أعراض الإصابة بالقرص المنفتق:
- الوخز أو التنميل في إحدى الساقين.
- ألم الظهر الذي يزداد سوءًا عند المشي.
- الشعور بألم في جانب واحد من الجسم.
- عرق النسا: (بالإنجليزية: Sciatica)؛ وهو الألم الناتج عن وجود ضغط على العصب الوركي (بالإنجليزية: Sciatic nerve) الذي يمر عبر الأرداف والجزء الخلفي من الساقين، وفي العادة يؤثر عرق النسا في جانب واحد من الجسم، ويسبب ألمًا حارقًا؛ إذ يشبه الألم التعرض لشحنات كهربائية في منطقة أسفل الظهر ويمتد هذا الألم ليشمل إحدى الساقين، وقد يزداد الألم سوءًا عند العطس، أو السعال، أو الجلوس لمدة زمنية طويلة.
- التهاب البنكرياس: (بالإنجليزية: Pancreatitis) قد يكون التهاب البنكرياس حادًّا عند حدوثه بشكل مفاجئ، أو مزمنًا في حال تطوره بشكل تدريجي، وقد تشمل أعراض الإصابة بالتهاب البنكرياس ما يأتي:
- ألم في الجزء العلوي للبطن.
- ألم في البطن يمتد إلى الظهر.
- الحمى.
- الغثيان.
- الفصال العظمي: أو ما يُعرف بين عامة الناس بخشونة المفاصل (بالإنجليزية: Osteoarthritis) والذي يحدث نتيجة تآكل الغضاريف الموجودة بين الفقرات، وتُعدّ منطقة أسفل الظهر من الأجزاء الشائعة في الجسم المعرضة لحدوث الفصال العظمي فيها وذلك بسبب تعرضها للإجهاد الذي يسببه المشي، ويُعدّ الألم والتصلب من أكثر أعراض الفصال العظمي شيوعًا، وقد يؤدي الالتفاف أو ثني الظهر إلى الشعور بالألم.
ألم أعلى الظهر جهة اليسار
قد تؤدي بعض الاضطرابات الصحية في أحد الأعضاء الداخلية للجسم في بعض الأحيان إلى الشعور بالألم في الجزء العلوي من الظهر جهة اليسار ويُعدّ ذلك نادر الحدوث، وفيما يأتي بيان بعض هذه الاضطرابات:
- النوبة القلبية: غالبًا ما تسبب النوبة القلبية (بالإنجليزية: Heart attack) ألمًا في الصدر، ولكن في بعض الحالات قد تظهر الأعراض على شكل ألم في الذراع، أو الكتف، أو أعلى الظهر في جانب واحد من الجسم وغالبًا ما تكون جهة اليسار، إلّا إنّه من الممكن أن يحدث الألم في جهة اليمين أو كلتا الجهتين، ومن الأعراض الأخرى المحتملة للنوبة القلبية ما يأتي:
- الشعور بالضعف.
- ألم في الفك أو الرقبة.
- الدوخة أو الدوار.
- صعوبة التنفس.
- سرطان الرئة: (بالإنجليزية: Lung cancer)؛ فعلى الرغم من أنّ الأعراض الأولية لسرطان الرئة تتمثل بالسعال، أو بحة الصوت، أو الشعور بألم في الصدر، إلّا إنّه من الممكن أن يكون ألم الظهر أول الأعراض ظهورًا؛ إذ قد ينمو الورم الموجود في الرئة اليسرى على سبيل المثال باتجاه الفقرات والأضلاع القريبة مما يسبب ألمًا في الجزء العلوي من الظهر جهة اليسار.
تشخيص ألم الظهر
لتشخيص ألم الظهر يلجأ الطبيب إلى تقييم الوضع الصحي لظهر المريض من خلال تقييم قدرة الشخص على الجلوس، والوقوف، والمشي، ورفع الساقين، كما قد يطلب الطبيب من الشخص تقييم الألم تبعًا لمقياس من 0 إلى 10، ويتحدث مع المريض حول مدى قدرته على تحمل الألم، ويكون الهدف من التقييمات التي يُجريها الطبيب معرفة ما يأتي:
- مصدر الألم.
- مدى قدرة الشخص على الحركة قبل أن يجبره ألم الظهر على التوقف.
- إن كان السبب هو التشنجات العضلية (بالإنجليزية: Muscle spasms).
- استبعاد الأسباب الخطيرة لألم الظهر.
وفي حال الاشتباه بوجود مشكلة صحية تسبب ألم الظهر، فقد يطلب الطبيب إجراء واحد أو أكثر من الفحوصات الطبية، وفيما يأتي بيان بعض هذه الفحوصات:
- الأشعة السينية: (بالإنجليزية: X-ray) إذ تُظهر الأشعة السينية استقامة العظام، كما تبين إن كان هناك أي كسر في العظام أو التهاب في المفاصل، إلّا أنّ الأشعة السينية لا تُظهر المشاكل المرتبطة بالنخاع الشوكي، أو العضلات، أو المفاصل، أو الأقراص.
- فحوصات تصوير أخرى: إذ يمكن اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: Magnetic Resonance Imaging) واختصارًا MRI أو التصوير الطبقي المحوري (بالإنجليزية: Computed tomography scan) واختصارًا CT scan، إذ يمكن للصور الناتجة من هذه التقنيات أن تكشف عن وجود الأقراص المنفتقة أو قد تُظهر المشاكل المرتبطة بأجزاء الجسم الأخرى كالعظام العظام، والعضلات، والأنسجة، والأوتار، والأربطة، والأعصاب، والأوعية الدموية.
- فحوصات الدم: إذ قد تساعد فحوصات الدم على تحديد بعض الأسباب المؤدية لألم العضلات كوجود عدوى.
- فحص العظام: (بالإنجليزية: Bone scan)؛ إذ قد يُجري الطبيب في بعض الحالات النادرة فحصًا للعظام للتحقق من وجود أي أورام في العظام أو كسور انضغاطية (بالإنجليزية: Compression fractures) التي تسببها هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis).
- تخطيط كهربائية العضل: (بالإنجليزية: Electromyography) واختصارًا EMG؛ الذي يقيس كل من النبضات الكهربائية التي تنتجها الأعصاب واستجابة العضلات، ويمكن لتخطيط كهربائية العضل أن يتحقق من وجود ضغط على العصب والذي يسببه القرص المنفتق أو التضيق الشوكي (بالإنجليزية: Spinal stenosis)؛ وهو عبارة عن تضيّق في القناة الشوكية.
علاج ألم الظهر
عادة ما يزول ألم الظهر عند أخذ قسطٍ من الراحة واتباع بعض التدابير المنزلية، إلّا إنّه قد يُلجأ إلى العلاج الطبي في بعض الحالات، وفيما يأتي نبين العلاجات المختلفة لألم الظهر:
النصائح والتدابير المنزلية
نبين فيما يأتي بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعد على التخفيف من آلام الظهر دون اللجوء إلى الطبيب:
- أخذ المسكنات المتاحة دون وصفةٍ طبية؛ إذ تساعد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (بالإنجليزية: Nonsteroidal anti-inflammatory drug) واختصارًا NSAIDs مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen) على تخفيف الانزعاج الذي يسببه ألم الظهر.
- وضع كمادات دافئة أو كيس من الثلج على المنطقة المؤلمة.
- عدم القيام بالأنشطة المجهدة، إذ يجب الانتباه أيضًا إلى عدم البقاء بوضعية ثابتة حيث إنّ ذلك قد يسبب تصلب العضلات وضعفها، ولتجنب ذلك يُنصح بالحركة لما لها من دور في تقليل الشعور بالألم والتخفيف من تصلب وضعف العضلات.
- الانتباه إلى وضعية الجسم وتجنب حني الظهر.
العلاجات الطبية
في حال لم يقل الشعور بالألم باتباع التدابير المنزلية، فقد يُوصي الطبيب ببعض الإجراءات، وفيما يأتي بيان بعضها:
- العلاج الدوائي: وفيما يأتي بيان بعض الأدوية التي قد يصفها الطبيب:
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية التي تعطى بوصفة؛ إذ يحتاج المريض إلى هذه الأدوية في حال لم تكن المسكنات التي تؤخد دون وصفة قادرة على تخفيف الألم.
- مرخيات العضلات (بالإنجليزية: Muscle relaxant).
- الأدوية الناركوتية (بالإنجليزية: Narcotics)؛ مثل الكودين (بالإنجليزية: Codeine) والهيدروكودون (بالإنجليزية: Hydrocodone) والتي يصفها الطبيب لمدة زمنية قصيرة، كما أنّها قد تستدعي مراقبة دقيقة من قبل الطبيب في بعض الحالات.
- مضادات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressant)؛ مثل دواء أميتربتيلين (بالإنجليزية: Amitriptyline)؛ إذ قد يصف الطبيب هذه الأدوية لعلاج ألم الظهر إلّا إنّ الأبحاث حول فعالية هذه الأدوية لهذا الغرض لا تزال قيد الدراسة.
- العلاج الفيزيائي: (بالإنجليزية: Physical therapy)؛ إذ يمكن للمعالج الفيزيائي أن يدرّب المصاب على بعض التمارين بالإضافة إلى أنّه سيوضح للمصاب كيفية تعديل هذه التمارين والحركات خلال نوبات ألم الظهر لتفادي الشعور بالألم الشديد عند الحركة، ونبين فيما يأتي أهمية هذه التمارين:
- زيادة المرونة.
- تحسين وضعية الجسم.
- تقوية عضلات الظهر والبطن.
- منع عودة آلام الظهر، وذلك في حال ممارسة هذه التمارين بشكل منتظم.
- حُقن الكورتيزون: (بالإنجليزية: Cortisone injections)، إذ قد يلجأ الطبيب إلى حقن الكورتيزون وهو يمثل إحدى مضادات الالتهاب القوية، بالإضافة إلى دواء مخدر في منطقة فوق الجافية (بالإنجليزية: Epidural space)؛ وهي المنطقة المحيطة بالنخاع الشوكي، وذلك في حال كان الألم لا يزول باتباع الإجراءات السابقة وكان الألم ممتدًا إلى الساق.
- بضعُ العَصب بالترددات الراديوية: (بالإنجليزية: Radiofrequency neurotomy)؛ إذ يتم هذا الإجراء بإدخال إبرة دقيقة من خلال الجلد بحيث يصبح رأس الإبرة قريبًا من منطقة الألم، وبعد ذلك تُمرر موجات راديوية من خلال الإبرة لإتلاف الأعصاب المحيطة مما يمنع انتقال إشارات الألم إلى الدماغ.
- زرع محفزات الأعصاب: حيث يُزرع جهاز تحت الجلد بهدف توصيل نبضات كهربائية إلى أعصاب محددة وذلك لمنع انتقال إشارات الألم من الظهر إلى الدماغ.
- الجراحة: عادة ما يُلجأ للجراحة عندما يكون الألم ناتجًا عن وجود مشاكل هيكلية، حيث قد يستفيد الشخص من الجراحة إن كان الألم مزعجًا ولا يزول وكان الألم ممتدًا إلى الساق أو يرافقه ضعف تدريجي في العضلات نتيجة وجود ضغط على الأعصاب، ومن الأمثلة على الحالات التي يُجرى لها عمليات جراحية ما يأتي:
- التضيق الشوكي.
- القرص المنفتق.