آثار التسول
آثار التسوُّل
التسول عمل لا تجوز ممارسته، إذ يعد إحدى الظواهر الخطيرة التي لها عواقب سلبية على كلٍ من الشخص المتسوّل نفسه الذي قد تُنتهك كرامته، وصورة المجتمع ككلّ أمام غيره من المجتمعات، كما قد ينتج عن هذه الظاهرة مشاكل نفسية ، واجتماعية وصحية وغير ذلك.
آثار التسوُّل على المتسوّل
الآثار النفسيّة
يُعد تقدير الذات من السّمات الشخصية التي يحتاج الإنسان أن يتحلّى بها كي يعيش حياة طبيعيّة وكريمة، وليتصرّف بشكلٍ إيجابي في مجتمعه؛ فهذه السِّمة ترتبط بمدى احترام الشخص لنفسه، لذا يُمكن اعتبار تقدير الذات عاملاً مهماً يؤثر بالصحة النفسية للأشخاص، فعند ممارسة التسوّل والاعتياد على مشاكله وعلى مقدار الإهانة التي يتعرّض لها المتسوّل، إضافةً للصدمات النفسية التي يتعرض لها معظم المتسوّلون، سيقل مدى تقدير المتسوّل لذاته مما يؤثر اجتماعياً فيه، كما يقل تفاعله مع المجتمع بسبب فقدان كرامته واحترامه لذاته وبتالي تقل ثقته بنفسه .
الآثار الصحيّة
تُشكِّل ظاهرة التسوّل خطراً على صحة المتسوّلين وذلك بسبب القيام بعددٍ من الممارسات غير الصحية مثل تناول الطعام والشراب في الشوارع ومن دون غسل اليدين أو التأكد من نظافة وسلامة الطعام، ممّا يُشكّل خطراً على صحة المعدة، إذ إنّ أمراض المعدة من الأمراض المُنتشرة بين المتسولين، كما أنّ وجودهم ضمن ظروف معيشية سيئة لا تتوفر فيها المعايير الصحية الملائمة للعيش بصحة وسلامة تسبب لهم أمراضاً متعددة منها: مرض الربو ، والسل، والنقرس، والروماتيزيم، إضافةً إلى مشاكل العيون الصحية.
من الأمراض الخطيرة التي قد يتعرّض لها المتسوّل نتيجة البيئة غير الصحية مرض نقص المناعة البشرية أو ما يُعرف بمرض "الإيدز"، إذ بيّنت النتائج عند فحص عدد من المتسولين أنّ أربعة منهم مصابون بمرض الإيدز من أصل أربعة وعشرين متسوّلاً أي بنسبة 16,67%، كما تمّ إجراء استطلاع شمل 42 متسولاً وتبين من نتائجه أنّ 9.5% من المتسوّلين مصابون الإيدز، كما بيّنت نتائج دراسة أخرى عن طريق المقابلات المعمّقة مع الأشخاص أنّ 8 متسولين من أصل 64 مصابون بالإيدز أي بنسبة 21.5%، كما أنّ التسوّل قد يُشكّل خطراً على صحة المتسوّل بسبب زيادة إمكانية تعرُّضه لحوادث السيارت؛ وذلك بسبب ممارسة عملية التسوّل عند إشارات المرور، وبين المركبات المُتحرّكة، وفي الشوارع العامة، أو قد يتعرّض المتسوّل للضرب من الآخرين لإبعاده عنهم خصوصاً عند إلحاحه في طلب الصدقة، ممّا يُشكّل خطراً على صحته الجسمية.
أثر التسوُّل على الطفل والمرأة
تُشكّل ظاهرة التسوّل خطراً على الأطفال وتَحُول دون استمتاعهم بمراحل طفولة طبيعية دون انتهاك لحقوقهم المُوَّثقة في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل؛ وذلك بسبب المشاكل التي تُسببها هذه الظاهرة للأطفال كالعيش في ظروفٍ صعبةٍ، وإمضاء معظم أوقاتهم في ممارسة التسوّل في الشوارع بدلاً من قضائها في ممارسة حياتهم الطبيعية والتمتع بمرحلة الطفولة، وقد وُجِد أنّ الكثير من الأطفال المتسوّلين لا يملكوا شهادات ميلاد فهم غير مسجَّلين في سجلات المواليد، مما يترك أثراً نفسياً سيئاً لدى الأطفال، إضافةً إلى ذلك يوجد العديد من المشاكل والآثار التي تُسبّبها ظاهرة التسوّل على الأطفال ومنها:
- مشاكل الاختطاف والبغاء: نتيجة لممارسة التسوّل في الشوارع قد يتعرّض الأطفال والنساء والفتيات للتحرّش الجنسي، وأحياناً قد يتعرضون للاختطاف من أجل استغلالهم وإجبارهم على ممارسة أفعال غير أخلاقية مقابل المال، وقد يخضع البعض منهم لذلك بسبب الفقر والحاجة للمال، وهو ما يُمكن اعتباره من أكثر الأفعال غير الإنسانية والمُنافية للأخلاق.
- المشاكل النّفسية: إنّ ممارسة التسوّل تؤثر على النواحي النفسية للطفل بالشكل التالي:
- يفقد الطفل كرامته مع الوقت، كما يُصبح غير قادر على بناء شخصية مستقلة وبناء مهارات مختلفة تساعده على العيش بشكلٍ إيجابي في الحياة، وذلك بسبب الإهانات التي يتعرض لها أثناء ممارسته للتسوّل وبسبب اعتياده على ممارسة وسائل مُهينة لجلب المال.
- يتعرض الأطفال المتسولون لإساءات بأشكال مُختلفة؛ كالإساءات اللفظية، والاعتداء الجسدي، واللفظي، والجنسي ومضايقات من أولئك الذين يصادفونهم أثناء عملهم.
- الضغوط الاجتماعية والاقتصادية: يتعرض الأطفال المتسوّلون للعديد من الضغوط الاجتماعية بسبب نظرة الآخرين لهم وقلّة احترامهم من قِبل الآخرين، إضافةً للضغوط الاقتصادية بسبب فقرهم، وهذا يُقلل من أهميتهم ومكانتهم في المجتمع.
- المشاكل الصحيّة: يتعرّض الأطفال المتسوّلون للمشاكل الصحيّة بسبب قضاء معظم أوقاتهم تحت أشعة الشمس في فصل الصيف، أمّا في فصل الشتاء فيُعانون من أمراض الجهاز التنفسي كالرشح القوي.
- مشاكل الحوادث: قد يضطّر الأطفال المتسوّلون للهروب من رجال الأمن، وذلك لأن ممارسة التسوّل أمر غير قانوني، كما قد يضطّرون للهروب من أصحاب المطاعم والمتاجر التي يدخلونها لممارسة التسوّل داخلها، ممّا يُعرضهم لحوادث السقوط أو الدّهس.
- التسرُّب من المدارس: إنّ الأطفال المتسوّلين عادةً لا يستطيعوا تنظيم وقتهم بين كلٍ من الذهاب للمدرسة والدّراسة وممارسة التسوّل، وهذا يؤثر في أدائهم الأكاديمي فيقل التحصيل الدراسي لهم، ممّا يُقلّل ما دافعيتهم للدراسة وللذهاب للمدرسة، فيبدأون بالهروب منها، أو يتركون المدرسة بشكلٍ نهائي للتفرغ لممارسة التسوّل، ومن جهةٍ أخرى فإن الأطفال الذين يهربون للمدرسة لأسبابٍ أخرى قد يبدأون بممارسة التسوّل حتى العودة للمنزل.
- مشاكل الانحراف: يؤثر التسوّل في الأطفال والنساء والفتيات من حيث جعلهم أكثر عُرضةً للانحراف بأشكاله المختلفة؛ كالتدخين، والإدمان، والسرقة، إضافة لتعلّم السلوك الإجرامي، فهو يوّفر فرصاً كثيرة لتعلّم السلوكيّات السيئة.
آثار التسوُّل على المجتمع
يوجد لظاهرة التسوّل العديد من الآثار السلبيّة على المجتمع ومن هذه الآثار:
- انتشار السلوكيات السّلبية: تؤدي ممارسة التسوّل إلى انتشار سلوكيات غير أخلاقية بين أفراد المجتمع وتتنافى مع الدّين، ممّا يُشكّل خطراً على المجتمع.
- انتشار ظاهرة التشرّد بين المتسوّلين: أثناء ممارسة التسوّل قد يلجأ المتسوّلون إلى الأماكن العامة كالحدائق لأخذ قسط من الراحة وللنوم وهذا السلوك يُشكّل مظهراً غير حضاري في الأماكن العامة.
- التأثير في تواصل الفرد بأسرته وبمجتمعه: يقضي المتسوّل معظم وقته في جمع المال من غير الاهتمام بالأمور الاجتماعية ممّا يؤثر على تدني تفاعله مع مجتمعه وعدم الاهتمام بتطويره وقلّة انتمائه له وبالتالي تدهور المجتمع.
- انتشار الجرائم وتجارة المخدرات: قد يلجأ المتسوّلون إلى طرقٍ غير مشروعة أخرى للحصول على المال في حال تمَّ منعهم من ممارسة التسوّل، إذ إنّ هدفهم الوحيد هو جمع المال دون الاهتمام لمصدر هذا المال، لذا فهم يلجؤون للسرقة أو غيرها من الجرائم، إضافةً لتورطهم في تجارة المخدرات، إذ قد يلجأ تجّار المخدرات المحترفين للمتسوّلين كي يكونوا وسيلة تساعدهم على بيع المخدرات، مقابل مبالغ مالية كبيرة، وعادةّ يُمكن استدراج المتسوّلين بسهولة لمثل تلك الأمور.
- تشكيل الخطر على الخدمات الأساسية: وذلك يكون بسبب زيادة الضغط على استخدام هذه الخدمات وزيادة الطلب عليها، كما تزيد ظاهرة التسوّل من الازدحام المروري بسبب ممارسة هذه الظاهرة عند إشارات المرور وبين المركبات.
- التسبب بمشاكل صحية للآخرين: فهي لا تقتصر على أمراض المتسوّلين أنفسهم، إذ قد تنتقل الأمراض المُعدية للآخرين نتيجة الاحتكاك بالمتسوّلين في الاماكن العامة، أو الاحتكاك بالأماكن التي يكونون فيها.
- التأثير بشكلٍ سلبي على السياحة: يكون ذلك بالتأثير على المظهر الجمالي للدولة بسبب انتشارالمتسوّلين في الأماكن العامة، كما أنّ الأساليب التي يستخدمها المتسوّلون لجمع المال تعتبر مصدر إزعاج للآخرين، خصوصاً أنّهم يُمارسونها في جميع الأماكن العامة المُتاحة لهم كالحدائق والمقاهي والحافلات والمهرجانات وغيرها من الاماكن العامة، ممّا يُشكل عدم رضا نفسي واجتماعي على هذه الظاهرة، وتصبح هذه المشكلة أكبر عند ممارسة هذه الأساليب مع السوّاح الاجانب والذين يفضلون الاستمتاع بالآثار أو المهرجانات دون أي إزعاج من المتسولين أو من غيرهم، وبما أنّ الهدف الأساسي للمتسوّل هو جمع المال دون المبالاة بأثر هذه الممارسة على الوطن فإن ذلك سيؤثر سلباً على السياحة ، إضافةً لتقديم صورة سلبية عن المدينة.
- ارتفاع نسبة البطالة: وذلك لأنّ التسوّل من أسهل الطرق للحصول على المال فهو لا يحتاج لجهدٍ بدني، وهذا يُؤدي إلى الاتّكالية وعدم بذل الجهد لممارسة أيّ عمل مُتعب، فيسبب ضياع وإهدار طاقات الشباب والتي ينبغي الاستفادة منها لتنمية وتطوير المجتمع، كما يؤدي إلى تعطيل الكثير من الأعمال التي يؤثر توقفها على سير العملية الاقتصادية، كما أن الفراغ الناتج من عدم العمل يؤدي إلى التفكير في وسائل إجرامية لكسب المزيد من المال كالسرقة، وهذا يؤدي بالتالي إلى إفساد المجتمع.
- إضعاف الإقتصاد: إنّ انتشار ظاهرة البطالة بسبب التسوّل وعدم إيجاد حل لكلٍ منهما، يؤدي إلى استقدام عمالة من الدول الأخرى بسبب الحاجة إلى أيدٍ عاملة لسد النقص الناتج عن البطالة ، وهذا يؤدي إلى إضعاف اقتصاد الدولة.
- تكديس الأموال وعدم تشغيلها: إنّ بعض المتسوّلين الذين يجمعون الكثير من المال يعملون على تجميع أموالهم وتكديسها، فيكون هدفهم تجميع أكبر قدر من النقود دون الاهتمام بالاستفادة منها في إنشاء المشاريع التي تُفيد البلد والتي تساعد على التطوُّر والتنمية الاقتصادية في البلاد، وقد يكون ذلك بشكلٍ مُتعمّد حتى لا يعلم الآخرين عن ثروتهم، ويستمرون في جمع المال عن طريق ممارسة التسوّل.
- انتشار الإرهاب المحلي والدولي: تؤدي ظاهرة التسوّل إلى انتشار الإرهاب لأنّ المُتسوّلين يكونون أكثر عُرضة للاستجابة للمُغريات المادية بسبب فقرهم أو طمعهم وحُبهم للمال، كما أنّ معظم المتسوّلين من المنحرفين وأصحاب الأخلاق غير الحميدة فبالتالي يسهُل استدراجهم من قِبل العصابات والمُنظمات الإرهابيّة من أجل تجنيدهم لصالحهم وتنفيذ العمليات الإرهابيّة داخل البلاد وخارجها مُقابل المال، أو من أجل الاستفادة منهم في تسيير عمليات التجارة غير المشروعة كتجارة الأعضاء البشرية.
تعريف التسوُّل
إنّ كلمة التسوّل مشتقة من كلمة سوِل، والتي تعني لغةً أنّها الاستعطاء والشحاذة، فعند القول إنّ فلاناً تسوَّل فهذا يعني أنّه شحذ من الآخرين وطلب منهم العطّية والاستحسان، أمّا عند القول إنّ فلاناً تسوّل الحماية فهذا يعني أنّه التمسها، فهو يطلب الحماية من الآخرين، أما الشخص الذي يقوم بالتسوُّل فيُطلق عليه "مُتسوِّل"، ويُعرَّف التسوّل اصطلاحاً على أنّه طلب المساعدة من الآخرين والتي قد تكون عبارة عن مال أو ملابس أو طعام أو غيرها من أشكال المساعدة ودون أيّ مقابل من الطرف الآخر، حيث تتم مُمارسة التسوّل في الشارع أو في الحدائق أو في أيّ مكان يكثُر فيه تواجد الناس.
يعتبر التسوّل ظاهرة سلبية منتشرة منذ القِدم، فهو من أكثر الظواهر الاجتماعية انتشاراً بين المجتمعات العربية والغربية وبمختلف مستوياتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن أهم أسباب انتشاره هو أنّ التسوّل يمثل الطريق الأسهل للحصول على الكثير من المال من غير أي عمل صعب أو عمل متعب، لكنه بنفس الوقت يُفقد المتسوّل احترامه بين الناس، كما قد يعرّضه للسخرية أو لأقوال وأفعال تنتهك مشاعره، كما أنّ المتسوّل قد يقف في مكان معيّن ويمد يده أمام الآخرين للدلالة على حاجته للمساعدة دون أن يتحرك من موضعه، وهو ما يعُرف بالتسوّل السلبي، وأحياناً قد يُمارس أساليب عدوانية كالإلحاح في طلب المساعدة، أو قد يتبع المتسوّل الشخص لمسافة قصيرة، أو غيرها من السلوكات، وهذا ما يُعرف بالتسوّل النشط.
أسباب التسوُّل
يوجد عدّة أسباب لممارسة الأشخاص للتسوّل ومنها:
- الفقر: يُعد الفقر من الأسباب المهمة التي تؤدي للتسوّل، فقد بيّنت النتائج أنّ نسبة 55% من الأطفال المتسوّلين تمّ إرسالهم لممارسة التسوّل من قبل أمهاتهم لتوفير النقود لتغطية احتياجاتهم بسبب عدم القدرة على تأمينها، ويُمكن الاستدلال على الفقر من خلال المسكن السيئ، والغذاء السيئ، إضافةً للرعاية الصحية غير الجيدة.
- التشرُّد: إنّ عدم وجود مأوى للأشخاص وتشرّدهم في الشوارع يؤدي بهم لممارسة التسوّل، وقد بيّنت نتائج اليونيسف أنّ أكثر من 100 مليون طفل في مختلف انحاء العالم لا يتوفر لهم أي مأوى.
- التفكك الأسري: يؤثر التفكك الأسري بشكل كبير في انتشار التسوّل بين الأطفال، إذ إنّ المعاملة السيئة التي يتعرض لها الطفل في المنزل من قِبل الأبوين وعدم تلبية احتياجاته الأساسية تؤدي به إلى ممارسة التسوّل لكسب النقود وتلبية احتياجاته.
- الإدمان: إنّ الأشخاص المُدمنين على الكحول أو المخدرات يلجؤون إلى التسوُّل للحصول على الأموال في حالة عدم توافر النقود معهم؛ وذلك لشراء الكحول أو المخدرات .
- البطالة: تعتبر البطالة سبباً رئيسياً يؤدي إلى التسوّل، خاصّةً إذا عانى الشخص من البطالة لفترة طويلة بسبب عدم وجود مصدر للمال للإنفاق على الحاجات الأساسية، فيضطر الأشخاص حينها لممارسة التسوّل لتوفير المال.
- الاستكثار: إنّ بعض المتسوّلين يمارسون التسوّل من أجل تجميع أكبر قدر من المال، ولا يكون السبب هو الحاجة له، بل يكون السبب الرئيسي لذلك الوصول إلى الثراء والغِنى.
- امتهان التسوّل: المقصود هنا هو اتخاذ التسوّل مهنة لكسب المال من خلالها، وتعليمها للأبناء من أجل ممارستها أثناء طفولتهم وفي مستقبلهم وهم بدورهم يعلمونها لأبنائهم.
- سهولة التسوّل: إنّ التسوّل لا يحتاج لجهدٍ بدني كبير، فهو غير مُتعب كما أنّه لا يحتاح لأي من المستلزمات أو لرأس مال، فالمتسوّل يُمكنه جمع المال بسهولة، وهذا يُساعد على انتشاره بصورة كبيرة.
صور التسوُّل
للتسوّل عدّة أشكال وصور ومنها:
- التسوّل المُعلن أو الصريح: في هذا الشكل يقوم المتسوّل بممارسة التسوّل بشكلٍ مباشر، إذ يفعل ما يدل بشكل واضحٍ على حاجته للمال مثل مد اليد.
- التسوّل المُقنَّع: في هذا الشكل يقوم المتسوّل بممارسة التسوّل بشكل غير مباشر، إذ يبيع سلعة بسيطة، أو يقوم بعمل بسيط كمسح زجاج السيارة.
- التسولّ الموسمي: في هذا الشكل يمارس المتسوّل التسوّل في أوقات معينة، إذ إنّ هذا الشكل مرتبط بمواسم وأزمنة معینة، كشهر رمضان أو في الأعیاد.
- التسوّل الإجباري: في هذا الشكل يقوم المتسوّل بممارسة التسوّل وهو مُجبر، مثل إجبار الأطفال على التسوّل من قبل أولياء أمورهم.
آليّات للحد من ظاهرة التسوُّل
إن انتشار ظاهرة التسوّل يُشكّل خطراً على المجتمعات، لذا لا بدّ من إيجاد حلول وآليات للحد من هذه الظاهرة ومن هذه الحلول والآليات:
- التعاون بين الأطراف الحكومية وغير الحكومية: يتعيّن على الجهات الحكومية والخاصة التعاون للحد من هذه الظاهرة، إذ لا تستطيع جهة واحدة منهما إيجاد حل بمفردها، فيتعيّن على الجهات الخاصة متابعة المتسوّلين في الأماكن المختلفة ودراسة حالاتهم والعوامل التي تؤدي إلى التسوّل، ولتؤدي الجهات الخاصة عملها بشكل صحيح فإنها تحتاج لدعم الحكومة ومساندتها، فالجهات الخاصة تهتم بجمع البيانات الإحصائية لظاهرة التسوّل وتزوّدها للجهة الحكومية والتي بدورها تعمل على الاستفادة من هذه البيانات لحل المشكلة.
- مؤسسات الرعاية الاجتماعية: عند تفعيل دور هذه المؤسسات سيكون لها الدور الفاعل في الحد من ظاهرة التسوّل، وعند تأسيس مؤسسات الرعاية الاجتماعية ينبغي مُراعاة أن تشمل خدماتها جميع المحتاجين وعدم تركيزها في أيدي قلة من الأفراد، ولتفعيل دور المؤسسات الاجتماعية ينبغي تشجيع الطبقة الغنية على التبرع وأداء الزكاة وتسهيل عملية التبرع من أجل دعم هذه المؤسسات، وفي حالة تمّ التعاون بين الأثرياء وهذه المؤسسات فإنها ستساعد على حل مشكلة التسوّل إضافةً لتوفير النقود للأيتام وجميع المحتاجين، كما أنها ستساعد على حل مشكلة حسد الفقراء للأغنياء.
- الوعي الاجتماعي: من المهم توعية الأفراد من مخاطر التسوّل وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، ولتحقيق هذه الغاية ينبغي الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي كالإذاعة والتلفاز ومواقع الإنترنت والوصول إلى كافة الأفراد في كافة المناطق.
- تحسين النظرة للمتسوّلين: من أجل الحد من ظاهرة التسوّل ينبغي على كلّ فرد أن ينظر لهذه المشكلة من جميع الجوانب وعدم التركيز في إلقاء اللوم كلّه على المتسوّلين وإظهارهم بالشكل السلبي، أو حتى النظر إليهم كأعداء أو إهانتهم ممّا يشكّل إحباطاً نفسياً للمتسوّلين، إذ إنّ شعور المتسوّل بالرفض من قِبل مجتمعه ستنتهي به بأن يصبح مجرماً، لذا ينبغي مساعدتهم للإقلاع عن التسوّل واكتشاف مواطن القوّة لديهم ومواهبهم وتشجيعهم للاستفادة منها وتوظيفها بالطريق الصحيح.
- الاهتمام بالجانب الأخلاقي للأفراد: ينبغي الالتزام بالقوانين بدافع داخلي من الفرد، وليس بسبب الخوف من العقوبة، وللوصول إلى هذه المرحلة يأتي دور التعاليم الدينية في غرس القيم لدى الأفراد وخصوصاً الأطفال والتأكد من إعداد تربية أخلاقية قائمة على الفهم الصحيح لتعاليم الدين وبعيدة عن التشدد، وهذا دور العلماء والذي يتمثّل في شرح الدين بصورة صحيحة وإعداد جيل بتربية أخلاقية ودينية قادر على التمييز بين التصرفات الصحيحة عن التصرفات غير الصحيحة كالتسوّل بحيث يكون ترك هذه التصرفات نابع عن قناعة داخلية.
- إبراز دور التعليم: يُعد التعليم أقوى الحلول للحد من ظاهرة التسوّل، لذا ينبغي إعداد نظام تعليمي قوي يعتمد على القيم والتعاليم الدينية إضافة للمعارف، وبشكلٍ متوازن.