أثر الطلاق على حياة الأبناء الاجتماعية والنفسية
مفهوم الطلاق
يُعرف الطلاق بأنه إلغاء عقد النكاح الشرعي بين الزوجين بلفظ مخصوص، أو بأي لفظ يدل عليه، كما ينبغي أن يكون عقد النكاح بين الزوجين صحيحاً يخلو من الأخطاء ومُطبق حسب الشريعة الإسلامية .
وينبغي أن يكون موضوع الطلاق بيد الرجل فقط، وقد ورد بأحد مفاهيم النكاح أنه فسخ عقد النكاح بإرادة الزوج وحده، وليس كما يُروج له من قبل بعض الأفلام والمُسلسلات التي لا تَمُت للدين والواقع بِصلة.
أما في حال رغبة الزوجة في ترك الزوج فهذا يُسمى بالخُلع ، ويكون بناءً على طلب الزوجة أو ولي أمرها؛ في حال عدم القدرة إكمال الحياة الزورجية بين الطرفين تبعاً لأمور وضوابط محددة.
كما يمكن أن يقع التفريق بين الزوجين بناءً على قضاء القاضي؛ والذي يكون مبنياً على مجموعة من الشروط والاعتبارات، ويتبعها مجموعة من الحقوق بين الطرفين بحيث لا يقع ظلم لأي شخص؛ سواء أكان الزوجة أو الزوج.
أثر الطلاق على حياة الأبناء الاجتماعية والنفسية
يعتقد الكثير من الأشخاص أن آثار الطلاق تقع على الزوج والزوجة فقط، ويُعد هذا الاعتقاد خاطئ، حيثُ أن التأثير الأكبر يقع على الأبناء، ويوجد الكثير من التأثيرات التي تقع على حياتهم الاجتماعية والنفسية ومن هذه الآثار ما يأتي:
الشعور بخيبة الأمل والوحدة
عند انفصال الزوجين يشعر الأبناء بخيبة أمل كبيرة في الحياة، مما قد يُشكل ويؤدي إلى اضطرابات نفسية، والتي من الممكن أن تؤدي لحدوث المشاكل الاجتماعية ؛ حيثُ يشعر الأبناء بأنه خسروا كل شيء في هذه الحياة دون أي ذنب، وقد أصبحوا دون أسرة ودون منزل يسكنوا فيه.
الشعور بعدم الانسجام
من المعروف أن بعد حدوث حالة طلاق لابد للأبناء أن يذهبوا للعيش إما مع الأم وعائلتها، أو مع الأب وعائلته، وهنا يشعر الابن بأنه شخص غير مرغوب به من عائلات والديه، وهو في الأساس لن يشعر في الانسجام معهم، ولا بالاستقرار، وتُعتبر هذه من الأمور التي تشكل خطراً على حياة الأبناء الاجتماعية والنفسية.
الخوف من الحياة وحيداً
لابد لمن يفقد الحياة الأُسرية أن يصبح شخصاً ضعيفاً يخشى العيش وحيداً في هذه الحياة، حيثُ من المعروف أن الوالدين هما مصدر القوة الأساسي للكبير والصغير بعد الله -عز وجل-؛ فتجد جميع الأطفال يخشون العيش وحيدين بعد انفصال الوالدين عن بعضهما البعض.
الشعور بالتشتت بين الوالدين
غالب الأطفال يكونون هم ضحية الصراعات التي تقع بين الوالدين؛ فهم لا يعرفون مع من يتجهون في حياتهم لأنهم لا يستطعون الاستغناء عن الأب والأم، وفي الوقت نفسه لا يرغبون بالبقاء في مكان خالٍ منهما.
الخوف من الناس
إن غالب الأطفال يخشون من أن يعلم أحد بأنهم يعيشون مع أسرة منفصلة؛ وذلك لأن الكثير من أفراد المجتمع يعتبر الطلاق عيباً، وهذا الاعتقاد خاطئ، لأنه لو كان عيباً لما كان حلالاً، ورغم أنه حلالاً إلا أنه أبغض الحلال .