أقوال حافظ إبراهيم
أشعار وأقوال حافظ إبراهيم
بعض أقوال حافظ إبراهيم فيما يأتي:
- المال إن لم تدخره محصناً بالعلم كان نهاية الإملاق.
- ربّ ساع مبصر في سعيه أخطأ التوفيق فيما طلب.
- أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامنٌ فهل سألوا الغواص عن صدفاتي.
- الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.
- الأم روض إن تعهده الحيا بالري أورق أيما إيراق.
- العلم إن لم تكتنفه شمائل تعليه كان مطية الإخفاق.
- نحن نجتاز مرقفاً تعثر الآراء فيه وعثرة الرأي تردي.
- إذا جن ليلي هام قلبي بذكركم، أنوح كما ناح الحمام المطوق.
قصائد حافظ إبراهيم
ومنها:
قصيدة لَم يَبْقَ شيء من الدُّنْيا بأَيْدِينا
لَم يَبْقَ شيء من الدُّنْيا بأَيْدِينا
- إلاّ بقية دَمْعٍ في مآقِينَا
كنّا قلادة جِيدِ الدَّهْرِ فانفَرَطَتْ
- وفي يَمينِ العُلا كنّا رَياحِينا
كانت مَنازِلُنا في العِزِّ شامِخة ً
- لا تُشْرِقُ الشَّمسُ إلاّ في مَغانينا
وكان أَقْصَى مُنَى المجرة لو
- مِن مائِه مُزِجَتْ أَقْداحُ ساقِينا
و الشُهْب لو أنّها كانت مُسَخرَّة ً
- لِرَجْمِ من كانَ يَبْدُو مِن أَعادِينا
فلَم نَزَلْ وصُرُوفُ الدَّهرِ تَرْمُقُنا
- شَزْراً وتَخدَعُنا الدّنيا وتُلْهينا
حتى غَدَوْنا ولا جاهٌ ولا نَشَبٌ
- ولا صديقٌ ولا خِلٌّ يُواسِينا.
قصيدة أَيُّها المُصْلِحُونَ
أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْش
- ولمْ تُحسِنُوا عليه القيامَا
عزت السِّلْعَة ُ الذَّلِيلة ُ حتَّى
- باتَ مَسْحُ الحِذاءِ خَطْباً جُساما
وغَدَا القُوتُ في يَدِ النّاسِ كاليا
- قُوتِ حتى نَوَى الفَقيرُ الصِّياما
يَقْطَع اليومَ طاوِياً وَلَدَيْه
- دُونَ ريحِ القُتارِ ريحُ الخُزامَى
ويخالُ الرَّغيفَ منْ بَعْدِ كَدٍّ
- صاحَ: مَن لي بأنْ أُصِيبَ الإداما
أيّها المُصْلِحُونَ أصْلَحْتُمُ الأرْضَ
- وبِتُّمْ عن النُّفوسِ نيامَا
أصْلِحوا أنفُسَا أضرَّ بِهَا الفقْر
- وأحْيا بمَوتِها الآثاما
ليس في طَوقِها الرَّحيلُ ولا الجِــدُّ
- ولا أن تُواصلَ الإقْداما
تُؤثِرُ الموتَ في رُبَا النِّيلِ جُوعاً
- وتَرَى العارَ أنْ تَعافَ المُقاما
ورِجالُ الشَّآمِ في كرة الأرْض
- يُبارُونَ في المسيرِ الغَماما
رَكِبُوا البَحْرَ، جَاوَزُوا القُطْبَ، فاتُوا
- ويَظُنُّ اللُّحُومَ صَيْداً حَراما
يَمْتطُون الخُطُوبَ في طَلَبِ العَيـش
- ويبرونَ للنضالِ السهامَا
وبَنُو مِصْرَ في حِمَى النِّيلِ صَرْعَى
- يَرْقُبونَ القَضاءَ عاماً فَعاما
أيهَا النِّيلُ كيفَ نُمسِي عِطاشاً
- في بلادٍ روِّيتَ فيهَا الأوامَا
إنَّ لِينَ الطِّباعِ أورثنَا الذُّل
- وأغرى بِنا الجُناة الطَّغاما
إنَّ طِيبَ المُناخِ جر علينا
- في سَبيلِ الحياة ذاكَ الزِّحاما
أيُّها المُصْلِحُونَ رِفْقاً بقَومٍ
- قَيَّدَ العَجْزُ شَيْخَهُمْ والغُلاما
وأغيثُوا منَ الغَلاءِ نفوساً
- قد تمنَّتْ مع الغَلاءِ الحِمامَا
أَوْشَكَتْ تأكُلُ الهَبِيدَ مِنَ الفَقْـر
- وكادتْ تذُودُ عنه النَّعامَا
فأعيدُوا لنَا المُكُوسَ فإنَّا
- قد رأَيْنا المُكُوسَ أرْخَى زِماما
ضاقَ في مصرَ قِسْمُنَا فاعذرُونَا
- إنْ حَسَدْنَا علَى الجَلاَءِ الشَّآمَا
قد شَقِينا - ونحنُ كرَّمنا اللّه
- بعَصْرٍ يُكَرِّمُ الأنعامَا.
قصيدة بلغتك لم أنسب ولم أتغزل
بَلَغتُكَ لَم أَنسُب وَلَم أَتَغَزَّلِ
- وَلَمّا أَقِف بَينَ الهَوى وَالتَذَلُّلِ
وَلَمّا أَصِف كَأساً وَلَم أَبكِ مَنزِلاً
- وَلَم أَنتَحِل فَخراً وَلَم أَتَنَبَّلِ
فَلَم يُبقِ في قَلبي مَديحُكَ مَوضِعاً
- تَجولُ بِهِ ذِكرى حَبيبٍ وَمَنزِلِ
رَأَيتُكَ وَالأَبصارُ حَولَكَ خُشَّعٌ
- فَقُلتُ أَبو حَفصٍ بِبُردَيكَ أَم عَلي
وَخَفَّضتُ مِن حُزني عَلى مَجدِ أُمَّةٍ
- تَدارَكتَها وَالخَطبُ لِلخَطبِ يَعتَلي
طَلَعتَ بِها بِاليُمنِ مِن خَيرِ مَطلَعٍ
- وَكُنتَ لَها في الفَوزِ قِدحَ اِبنِ مُقبِلِ
وَجَرَّدتَ لِلفُتيا حُسامَ عَزيمَةٍ
- بِحَدَّيهِ آياتُ الكِتابِ المُنَزَّلِ
مَحَوتَ بِهِ في الدينِ كُلَّ ضَلالَةٍ
- وَأَثبَتَّ ما أَثبَتَّ غَيرَ مُضَلَّلِ
لَئِن ظَفِرَ الإِفتاءُ مِنكَ بِفاضِلٍ
- لَقَد ظَفِرَ الإِسلامُ مِنكَ بِأَفضَلِ
فَما حَلَّ عَقدَ المُشكِلاتِ بِحِكمَةٍ
- سِواكَ وَلا أَربى عَلى كُلِّ حُوَّلِ
القصيدة العمرية
حَسبُ القَوافي وحَسبي حين أُلْقيها
- أَنِّي إلى ساحَةِ الفاروقِ أُهْدِيها
لا هُمَّ، هَبْ لي بياناً أستَعينُ به
- على قضاءِ حُقوقٍ نامَ قاضِيها
قد نازَعَتني نَفسي أن أوَفِّيَها
- وليس في طَوقِ مِثلي أنْ يُوَفِّيها
فمُرْ سَرِيَّ المَعاني أنْ يُواتيَني
- فيها فإنِّي ضَعيفُ الحالِ واهيها
مَولَى المُغيرَةِ، لا جادَتكَ غاديَة
- من رَحمَةِ اللـهِ ما جادَتْ غَواديها
مزَّقتَ منه أديماً حَشُوه هِمَمٌ
- في ذِمّةِ اللـهِ عاليها وماضِيها
طَعَنْتَ خاصِرَةَ الفاروقِ مُنتَقِماً
- من الحَنيفَةِ في أعلى مَجاليها
فأصبَحَتْ دولةُ الإِسلامُ حائرةً
- تَشكُو الوَجيعةَ لمّا ماتَ آسيها
مَضى وخَلَّفَها كالطَّودِ راسِخَةً
- وزانَ ب العَدلِ والتَّقوَى مَغانيها
تَنبُْو المَعاوِلُ عنها وهيَ قائِمَةٌ
- والـهادِمُون كثيرٌ في نواحيها
حتى إذا ما تَوَلاّها مُهَدِّمُها
- صاحَ الزَّوَالُ بها فاندَكَّ عاليها
واهاً على دَولةٍ بالأمسِ قد مَلأَت
- جَوانِبَ الشَّرقِ رَغداً من أياديها
كم ظَلَّلَتْها وحاطَتْها بأجنحةٍ
- عن أعينِ الدهر قد كانت تُواريها
مِنَ العِنايةِ قد رِيشَتْ قَوادِمُها
- ومن صَميم التُّقى رِيشَتْ خَوافيها
واللـهِ ما غالَها قِدْماً وكادَ لـها
- واجتَثَّ دَوْحَتَها إِلاّ مَوالِيها
لو أنّها في صَميم العُرب قد بَقِيَتْ
- لمّا نَعاها على الأيّام ناعِيها
يا ليتَهُم سَمعُوا ما قالـه عُمَرٌ
- والرُّوحُ قد بَلَغَتْ منه تَراقِيها
لا تُكْثِرُوا من مَواليكُم فإنّ لـهم
- مَطامِعاً بَسَماتُ الضَّعفِ تُخفيها
رأيتَ في الدِّين آراءً مُوَفَّقَةً
- فأنزَلَ اللـهُ قرآناً يُزَكِّيها
وكنتَ أوّلَ من قَرَّت بصُحبتِه
- عينُ الحَنيفةِ واجتازَت أمانِيها
قد كنتَ أعدى أعاديها فصِرتَ لـها
- بنعمةِ اللـهِ حِصناً من أعاديها
خَرَجتَ تَبغي أذاها في محمَّدها
- وللحَنيفةِ جَبّارٌ يُواليها
فلم تَكَدْ تَسمَعُ الآياتِ بالِغةً
- حتى انكَفَأْتَ تُناوي من يُناويها
سَمِعْتَ سُورَةَ طّه من مُرَتِّلِها
- فزلزلت نِيَّةً قد كنتَ تَنويها
وقُلتَ فيها مَقالاً لا يُطاولُه
- قَولُ المُحِبِّ الذي قد بات يُطرِيها
ويومَ أسلَمتَ عَزَّ الحَقُّ وارتَفَعتْ
- عن كاهِلِ الدِّينِ أثقالٌ يُعانيها
وصاحَ فيه بِلالٌ صَيحَةً خَشَعَتْ
- لـها القُلوبُ ولَبَّتْ أمرَ بارِيها