أثر الأخلاق الحميدة على المجتمع
الأخلاق في الإسلام
- خصّص الإسلام للأخلاق مكانةً رفيعةً فيه، حتى ربط بين علّة الإسلام ونشر مكارم الأخلاق الحميدة ، فمن الأمور الأساسية التي ركّز عليها التشريع الإسلامي هو إصلاح ما أفسدته أخلاق الجاهلية في المجتمع، وقد وضح النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك بصريح قوله في الحديث: (إِنَّما بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صالِحَ الأَخْلاقِ).
- فالأخلاق الحسنة ركن الإسلام العظيم الذي لا قيام للدين بدونه، حتى كانت الأخلاق نقطة تمايزٍ بين العباد، فأفضل الناس إيماناً أحسنهم أخلاقاً، وفي ذلك قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائهم).
- وقد امتدح الله تعالى محمد -عليه الصلاة والسلام- في حسن أخلاقه في القرآن الكريم، وأمر المؤمنين الاقتداء بأخلاقه إلى يوم الدين، كما أنّ العديد من الصفات الحميدة والأخلاق النبيلة هي من صفات الله -عزّ وجلّ-، فمن صفاته -جلّ وعلا- أنّه رحيم يحب الرحمة، ويحب الرحماء من عباده، وفي ذلك حثّ عليه.
وفي هذا المقال ذكر أثر الأخلاق الحميدة في بناء المجتمع بناءً سليماً.
أثر الأخلاق الحميدة في المجتمع
للأخلاق أثرٌ واضحٌ في بناء المجتمع وأفراده، فبها يُقاس مدى صلاحيته من عدمه، فهو مؤشر على مدى الالتزام بالمكارم والصفات الحسنة، خاصة أنّ الأخلاق تُساهم بشكلٍ كبير في دفع المجتمع ليكون مجتمعاً فاضلًا، كما أنّ غيابها ينعكس سلبياً على المجتمع، وفيما يلي ذكر بعض آثار الأخلاق الحميدة في المجتمع:
أساس استمرار بقاء الأمة
فوجود الأخلاق الحميدة ضمان لاستمرار أمّةٍ ما أو انهيارها؛ حيث أنّ الأمة التي تنهار أخلاقها ينهار كيانها، في ذلك قال الله تعالى: {وَإِذا أَرَدنا أَن نُهلِكَ قَريَةً أَمَرنا مُترَفيها فَفَسَقوا فيها فَحَقَّ عَلَيهَا القَولُ فَدَمَّرناها تَدميرًا}.
محو العداوة بين أبناء المجتمع
فالأخلاق الحميدة من أسباب نشر المودة والرحمة في قلوب أبناء المجتمع الواحد، وفي ذلك قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنكم لن تَسَعوا الناسَ بأموالِكم ، ولكن يَسَعهم منكم بَسْطُ الوجهِ ، وحُسْنُ الخُلُقِ).
التشجيع على التعاون والعمل الجماعي
فالأخلاق الحميدة تغرس الثقة بين الأفراد، وتحارب السلوكيات الفاسدة، فلا يخشى الفرد التعرض للغدر أو الخيانة من أحد أبناء مجتمعه.
مساعدة الفرد على الإعراض عن الجاهلين
ففي الإعراض عن الجاهلين في المجتمع نشر للطمأنينة والراحة، والانشغال بما فيه نفع للبلاد والعباد، حيث قال الله تعالى في محكم كتابه: {خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ* وَإِمّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّـهِ إِنَّهُ سَميعٌ عَليمٌ}.
ومن آثار الأخلاق الحميدة على المجتمع كذلك ما يلي:
- مساعدة المجتمع على الثبات والتوازن في حالته الاجتماعية.
- الالتزام بالقيم والمبادئ في المجتمع؛ يبعد كل ما يسبب الفرقة بين أبناء المجتمع.
- تفعيل الإنتاج في المجتمع، ونشر ثقافة العطاء دون مقابل في المجتمع.
- سيادة التعاون والتكافل الاجتماعي بين المجتمع.
- بث روح التسامح ونشرها بين أبناء المجتمع.
- سيادة الأمن والأمان في المجتمع.
- نشر الإيجابية في المجتمع.