وسائل الاتصال عبر الإنترنت
نظرة عامة عن الاتصال عبر الإنترنت
يُعدّ التواصل عبر الإنترنت طريقةً لتبادل المعلومات بين الأفراد عبر نظام مشترك يعمل بشكلٍ أساسي عن طريق الرموز، ويتشابه التواصل عبر الإنترنت مع التواصل الواقعي، إذ يستخدم الأفراد للتواصل مع الآخرين عند عدم توفّر الإنترنت مجموعةً متنوّعةً من وسائل الاتّصال حسب الحاجة والموقف الداعي لذلك؛ كالمكالمات الهاتفية، أو كتابة الرسائل الخطية، أو الاتّصال وجهاً لوجه، وكذلك الأمر عند التواصل عبر الإنترنت، إذ يُمكن للشخص اختيار الطريقة المناسبة، إمّا بإرسال الرسائل الفورية، أو من خلال الدردشات المرئية، أو غير ذلك من الوسائل المتاحة، ممّا ساهم في جعل التواصل عبر الإنترنت أمراً شائعاً ومنتشراً بشكلٍ واسع في المجتمعات، ووسيلة أساسية في الأعمال، إذ يستخدمه غالبية المجتمع تقريباً، سواء كانوا في أماكن قريبة أو بعيدة جداً حول العالم، مع إمكانية إرسال الرسائل والردّ عليها لاحقاً أو بشكلٍ فوري.
وسائل الاتصال عبر الإنترنت
تتباين وسائل التواصل والتطبيقات المستخدمة بين الأفراد عبر الإنترنت فيما بينها؛ إذ تشمل غرف الدردشات، وتطبيقات المراسلة الفورية، والبريد الإلكتروني، ونشر التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، والمدوّنات والمنتديات الإلكترونية، والمؤتمرات التي تجري عبر الإنترنت بالصوت والصورة، وغيرها الكثير من الأنواع والوسائل المختلفة التي ساهمت في تقريب الناس من بعضهم، وجعل التواصل أسهل فيما بينهم، وهذه الوسائل هي:
- البريد الإلكتروني: (Emails)، يُعدّ التواصل عبر البريد الإلكتروني أقدم وسائل التواصل عبر الإنترنت، ولكنّه لا يزال يُستخدم على نطاق واسع حول العالم، سواءً لأغراض التواصل الشخصي أو المهني، ويتميّز بتوفير الوقت والمال، الأمر الذي أدّى إلى تراجع الخدمات البريدية في جميع الدول.
- خدمة الرسائل القصيرة: (SMS)، تتوفّر خدمة الرسائل القصيرة عبر الإنترنت من خلال إرسالها من الجهاز المرسِل إلى الجهاز المستقبل، وبِسعة تصل إلى 160 حرفاً أبجدياً كحدّ أقصى في الرسالة الواحدة.
- الدردشات: (Chats)، تُعدّ خدمة التواصل عن طريق الدردشات والمحادثات من طرق التواصل الشائعة عبر الإنترنت، وهي تُتيح للمستخدم إجراء المناقشات مع شخص واحد أو عدّة أشخاص في نفس الوقت، بالإضافة إلى إمكانيّة نشر النصوص عبر شبكات الدردشة.
- المنتديات: (Forums)، يشيع استخدام المنتديات عند مناقشة موضوع معيّن على مستوى جماعي، فهي عبارة عن جلسات واجتماعات عبر الإنترنت تُمكّن المستخدم من التفاعل مع الآخرين، وتبادل الرسائل في مضمون الدردشة مع جميع أعضاء المنتدى ، وتُعرف المنتديات أيضاً باسم لوحات الإعلانات، ومجالس المناقشة.
- اللوحة البيضاء التفاعلية: (Whiteboards)، تشبه أداة اللوحة البيضاء عبر الإنترنت السبّورة المادية، إذ تُمكّن المستخدم من الرسم أو الكتابة ولكن على شبكة الإنترنت، الأمر الذي يجعل استخدامها شائعاً في المؤسّسات التعليمية .
- التراسل الفوري: (Instant Messaging)، يُمكن للمستخدم إرسال واستقبال الرسائل والردّ عليها بشكلٍ فوري مع شخص آخر يستخدم شبكة المراسلة الفورية ذاتها، وتُعدّ هذه الوسيلة من خدمات الدردشة التي تمّ تحسينها، ويُشترط في هذا النوع من التواصل عبر الإنترنت اتّصال كلّ من المستخدم المرسِل والمستقِبل بالشبكة ليتمكّنوا من التراسل بشكلٍ فوري، وفي حال لم يكن أحد المستخدمين متّصلاً بالشبكة، فسيصله إشعار بوصول رسالة من المستخدم الآخر.
- خدمة الصوت عبر الإنترنت: (Voice over Internet Protocol-VoIP)، تُعدّ خدمة الصوت عبر الإنترنت شائعة الاستخدام في وقتنا الحالي؛ وذلك بسبب إتاحة الفرصة للمستخدمين للتفاعل فيما بينهم بالصوت والفيديو، ممّا يعزّز التواصل اللفظي بين اثنين من المستخدمين أو أكثر، وتُستخدم هذه الخدمة غالباً في المؤتمرات، والاجتماعات، والمكالمات الجماعية.
يُمكن تصنيف طرق الاتّصال عبر الإنترنت إلى طريقتين اثنتين، وهما: التواصل المتزامن، والتواصل غير المتزامن، إذ يكون التواصل متزامناً إذا كان تواصل الأفراد فيما بينهم بشكلٍ فوري خلال الوقت الفعلي، كالتواصل الفوري عبر الرسائل، أمّا التواصل غير المتزامن فيكون عندما يتواصل الأفراد كلّاً بوقته الخاص وبشكلٍ غير فوري؛ كالردّ على الرسائل التي نُشِرت عبر المنتديات مثلاً.
نصائح عند استخدام وسائل الاتصال عبر الإنترنت
يجدر بالذكر أنّ التواصل عبر الإنترنت يكون مع أشخاص حقيقيين موجودين في العالم الواقعي، سواء كان الاتّصال لأهداف شخصية أو دراسية، ولكن مع ذلك يجب على الأفراد مراعاة استخدام الإنترنت بحذر، وذلك لتجنّب حدوث أي سوء فهم، ويكون الاتّصال عبر الإنترنت جيّداً إذا التزم المستخدم بعدد من النصائح، منها:
- شكر الآخرين وتقديم الدعم لهم عند كتابة الرسائل: وذلك بسبب إخفاء التواصل عبر الإنترنت للإيماءات أو الابتسامات، ولهذا يجب على المستخدم الاعتراف بالشكر أو الامتنان بشكلٍ واضح؛ تجنّباً لشعور الآخرين بالتجاهل وعدم التقدير.
- الاعتراف بوجهات نظر الآخرين قبل الاختلاف معها: يكون ذلك بمحاولة المستخدم تلخيص وفهم وجهات نظر الآخرين، وصياغتها بلغته الخاصّة، ممّا يتيح للطرف الآخر معرفة أنّ المستخدم يحاول الفهم لا الاعتراض، فتُؤخَذ وجهة نظره بعين الاعتبار.
- توضيح وجهات النظر: يكون ذلك بطرح وجهات النظر بشكل موضوعي دون تشدّد أو تعصّب، وعدم اعتبار الشخص لرأيه على أنّه حقيقة لا يمكن اختلاف رأي شخص آخر معها، بل فتح المجال للاستماع والنظر إلى وجهات النظر الأخرى، كما من الممكن أيضاً الاستشهاد بوجهات نظر الآخرين على سبيل الاقتباس.
- إظهار المشاعر بوضوح: يكون ذلك باستخدام الرموز التعبيرية كالوجوه الضاحكة؛ للتعبير عن الحالة الراهنة والمشاعر التي يشعر بها المستخدم عند الكتابة، وخاصّةً في ظلّ غياب تعابير الوجه ولغة الجسد.
- تجنّب الغضب والانفعال عند الردّ على الآخرين: يجب على المستخدم التحكّم في نفسه عند تبادل النقاش في أمور تزعجه أو تسيء إليه عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي ، ومن الأفضل له في مثل هذه الحالة تجنّب الرد والنقاش إلى حين امتصاص الغضب.