هل يوفر الصيام فوائد للحامل؟
هل يوفر الصيام فوائد للحامل
تختلف تغذية المرأة أثناء الحمل اعتماداً على العديد من العوامل، مثل؛ درجة خطورة الحمل، والظروف الصحيّة السابقة للأم، حيث تختلف عمليات الأيض من جسمٍ لآخر، لذا يُنصح قبل اتّباع أي نظام غذائي ، أو عادات غذائيّة جديدة باستشارة الطبيب المُختص للتأكد من درجة أمانه خلال فترة الحمل.
ولا تزال الدراسات قائمةً للبحث في هذا الموضوع، وعلى الرغم من أنَّ الأدلة ليست واضحة إلَّا أنَّ بعض الخبراء يعتقدون أنّ الصيام خلال فترة الحمل ليس جيداً، وهناك بعض الأدلة التي تُبيّن أنَّ النساء الحوامل اللاتي يصُمن خلال شهر رمضان قد تكون المشيمة لديهنّ أصغر، أو يلدن أطفالاً بأوزان مُنخفضة مقارنةً بالنساء اللاتي لا يصُمن.
بالإضافة إلى أنّ الصيام خلال فترة الحمل قد يؤدي إلى التأثير في وظائف الكليتين، وكمية السوائل المحيطة بالطفل كونه يزيد من خطر الإصابة بالجفاف ، وخاصةً خلال فترة الصيف، على الرغم من ذلك لم تجد العديد من الدراسات أيّ اختلاف بين الأطفال الذين يولدون لأمهات صائمات، والأطفال الذين يولدون لأمهات لم يصوموا خلال شهر رمضان.
وتجدر الإشارة إلى أنّ الصيام خلال شهر رمضان للنساء الحوامل يعتمد على الحالة الصحيّة للأم، ومرحلة الحمل، وتوقيت شهر رمضان، ولا تزال هناك الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات لفهم تأثير الصيام في صحّة الطفل، ونموّه.
مخاطر الصيام للحامل
تُعدُّ فترة الحمل من الفترات التي تُثير جدلاً وتساؤلات حول حالة كل من الأم، والجنين أثناء هذه الفترة خاصّةً مع الصيام، ويُمكن للعديد من النساء الصيام بأمان ودون مواجهة أيّة مشاكل، وعلى الرغم من ذلك هنالك بعض الاستثناءات، إذ ينصح الأطباء بعدم صيام النساء الحوامل المُصابات بمضاعفات كسكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم .
وتنتشر الولادة المُبكّرة، ونقص وزن المولود بشكلٍ كبير بين النساء اللواتي لا يتغذَّين جيّداً أثناء فترة الحمل ، ممَّا يعني أنَّ النساء اللواتي يصُمن شهر رمضان قد يتعرّضن بشكل أكبر للولادة المُبكّرة، أو لولادة أطفال بأوزان ناقصة عن الحد الطبيعي.
وقد أظهرت دراسةٌ قديمةٌ تناولت موضوع الصيام عند النساء الحوامل، أنّ معدلات حركة الأجنة كانت أقل أثناء فترة صيام الحوامل، وهذا يعود لانخفاض مُستويات الجلوكوز في الجسم، وارتباط حركة الجنين في الرحم بشكل أساسي مع كميّة الجلوكوز التي تُشكّل مصدر الطاقة في الجسم، والتي يحصل عليها الجنين من الأم، ولربما في هذا الأمر تكمن الإجازة التي تم إعطاؤها للمرأة الحامل بما يتعلّق بالصيام، وإعفائها من الصيام أثناء فترة الحمل في حال لم تسمح حالتها بذلك.
ومن الجدير بالذكر أنّ الحمل يختلف من حالةٍ لأخرى، لذا لا بدَّ من الحصول على استشارة الطبيب المختص، أو طبيب التوليد لمناقشة مدى أمان الصيام أثناء الحمل لكل من الأم والجنين، حيث يعتمد ذلك على عدة عوامل أبرزها فترة الحمل، وأيَّة حالات طبيّة للأم، أو الطفل.
للاطلاع على المزيد حول الصيام والحمل اقرأ المقال الآتي الحمل ورمضان .
نصائح للحامل للصيام
نذكر فيما يأتي بعض النصائح التي يُمكن اتّباعها لتسهيل الأمور أثناء صيام الحامل:
- الحصول على مشورة المختصين: للتحقق من صحة الحامل؛ فقد يُشكّل الحملُ صعوبةً على الجسم، ويؤدي لزيادة حاجة الأم والطفل للعناصر الغذائيّة وللسوائل، وقد يساعد الأخصّاءُ على تحديد احتياجات الجسم، وإذا كانت هناك حاجة لفحوصات أثناء الصيام، على سبيل المثال في حال مُعاناة المرأة الحامل من مرض السكري ، فلا بدَّ من التحدّث مع الطبيب المُختصّ أو مقدم الرعاية الصحيّة لوضع خطّةٍ مدروسةٍ بعناية حول الأطعمة والمشروبات التي ينبغي تناولها.
- التقليل من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين: كالقهوة والشاي والكولا قبل الصيام؛ وذلك لتلافي التعرّض للصداع الناتج عن انسحاب الكافين خلال فترة الصيام، كما ينبغي ألّا تتجاوز كميّة الكافيين التي تتناولها الحامل أكثر من 200 مليغرام يومياً، أي ما يُعادل كوبين من القهوة سريعة التحضير، ويجدر التنبيه إلى أنَّ الشوكولاته والشاي الأخضر يحتويان على الكافيين.
- التحدّث مع صاحب العمل حول إدارة العمل خلال شهر رمضان: لتقليل ساعات العمل، أو الحصول على فترات راحة.
- الاحتفاظ بمذكرة تحتوي على الأطعمة والمشروبات التي ينغي تناولها: حيث يُنصح بذلك للتحكّم بالأطعمة المتناولة خلال شهر رمضان، ومعرفتها.
- البدء بالتحضير باكراً لشهر رمضان: حيث يُنصح بالقيام بالتسوّق؛ أو أيّ مهمّات أخرى قبل بدء شهر رمضان.
- الاستمرار بأخذ المكملات الغذائيّة الموصوفة: كفيتامين د، وحمض الفوليك، بالإضافة إلى ضرورة اتّباع نظامٍ غذائيٍّ صحيٍّ ومتوازن خلال شهر رمضان، ممّا يضمن الحصول على كافة العناصر الغذائيّة الضروريّة للأم والجنين، والتوجّه لتناول الأطعمة التي تطلق الطاقة ببطء، أي الأطعمة ذات المؤشّر الجلاسيمي المنخفض، على غرار المعكرونة الكاملة، والخبز الكامل، والشوفان، إلى جانب الحبوب المعتمدة بشكل رئيسيٍّ على النخالة، والفاصولياء، والمكسرات غير المملحة، وبالأخص في فترة السحور.