هل يجب الغسل بعد العادة السرية؟
هل يجب الغسل بعد العادة السرية
العادة السرية هي عادة محرّمة يجب الغسل بعدها في حال نزول المني، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه عن الاغتسال من الجُنُب قال: (إنَّما المَاءُ مِنَ المَاءِ)، وأما إذا لم يخرج مني فلا يجب الغسل.
والمني هو ما يخرج عند حصول اللّذة بتدفق قوي، ورائحته تشبه رائحة طلع النخيل، وإذا قام الشخص بفعل ذلك في نهار رمضان فعليه الاغتسال، وقضاء اليوم الذي مارس فيه العادة السرية، أما إن فعلها في ليل رمضان فعليه الغسل دون القضاء، مع الإشارة إلى أنّ الشهر الفضيل تُعظم فيه السيئات وتتضاعف، وعلى من فعل ذلك التوبة والاستغفار من هذا الفعل.
مفهوم العادة السرية
العادة السرية هي الاستمناء، وتعني التلذذ مع خروج المني عن طريق اليد، أو بأداة معينة، وهي مخالفة للشرع، وفيها أضرار كثيرة للرجال والنساء، وقد نصّت الآيات في عمومها على عدم جوازها بتفسير العلماء والفقهاء، قال -تعالى-: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ﴾ .
والاستمناء باليد حرام عند جمهور العلماء، ويُعزَّر مَنْ فعله، وبعض الفقهاء رخَّصوه للضرورة الشديدة؛ كخشية تحقق الزنا ، ولكن أغلب العلماء على حرمته، وأما إذ كان نزول المني بغير اختيار الشخص فلا إثم عليه، وإذا كان ماءً دافقاً بشهوة فعليه الغسل والتوبة.
الآثار المترتبة على ممارسة العادة السرية
العادة السرية لها أضرار صحية على جسم الإنسان، وهي تؤثّر على صحته ونفسيته، وهي من تزيين الشيطان لمن قلّت حيلته، وضعف إيمانه، وفيما يأتي ذكر بعض من أضرارها:
- فاعلها مخالف لأمر الله، ويكتسب إثماً عظيماً، وعليه التوبة والاستغفار .
- تسبب التعب وشحوب الوجه.
- عدم القدرة على الانضباط وسرعة الارتباك وضعف التحمل.
- الخجل وعدم القدرة على مواجهة الناس، والخوف والقلق.
- الضرر بالذاكرة بسبب انشغال العقل والذهن بهذه الأفكار.
- ضعف قوة البدن، وقد يؤدي ذلك إلى العجز عن ممارسة العلاقة الشرعية الصحيحة.
كيفية التخلص من العادة السرية وعلاجها
أمر الله -تعالى- عباده باجتناب الفاحشة والحرام ومقدّماته، وعلى المسلم أن يُعفَّ نفسه عن الوقوع في شباك الشيطان وتزيينه للحرام، قال -سبحانه-: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)، وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ)، وهذه بعض الخطوات المُساعدة على تركها:
- تذكّر حرمة هذا الفعل، وأنه من الفواحش، فيخاف صاحبه الله -عز وجل- ويبتعد عن هذا الفعل.
- إشغال النفس بالطاعة و العمل الصالح من الأذكار وقراءة القرآن، والصوم تطوعاً لله -تعالى-، فهو تحصين للمسلم من المحرمات.
- إذا استطاع الزواج فعليه الإسراع إلى ذلك وتحصين نفسه به، لقوله -عليه الصلاة والسلام-: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ).
- طرد الأفكار التي تثير شهوته، وعدم الاسترسال معها.
- اجتناب كلّ ما من شأنه أن يؤدي إلى الوقوع في الحرام؛مثل سماع الأغاني التي تتضمن ألفاظاً سيّئة ومحرّمة، والنظر إلى الأفلام والمسلسلات التي تتضمن مثل هذه المشاهد.
- ممارسة الأعمال التي تستهلك طاقته الزائدة؛ كعمل رياضي مثلاً، أو أي جهد بدني مفيد.
- عدم الإكثار من الأطعمة والأشربة التي تهيج النفس وخاصة في المساء.
- قراءة سيرة السلف الصالح، وكيف كانوا يعفُّون أنفسهم عن الحرام.