هل الحب اهتمام
الحبّّ
يُصنّفُ الحبُّ على أنّه أحدُ أرقى وأسمى المشاعر الإنسانيّة على الإطلاق، ويُعرف بمفهومه العامّ على أنّه حالة من الودّ، والتآلف، والرغبة، والانتماء بين الأشخاص، وهو مضادّ للكراهيّة، والعنف، والشرّ، والمكائد، ولا تقتصرُ مشاعر الحبّ على العشق بين الجنسين الذكور والإناث، بل يذهبُ إلى ما هو أبعدُ من ذلك. يمتدُّ الحبُّ عموماً بين حبِّ الصديق لصديقه، والابن لوالديه، والجار لجاره، والحبّ بين الأقارب والجيران وأبناء الوطن والأمّة الواحدة، بصورة يسودُ فيها التآخي والتآزر، ويرافق هذه المشاعر العظيمة العديد من الركائز والدعائم التي تقوّي منها وتعزّزها، وتعدّ بمثابة دليلٍ قاطع على وجود هذه المشاعر، بما في ذلك الاهتمام والصدق في العلاقة، والمساعدة والتعاون والتقارب وحبّ الخير للآخر، وفيما يلي سنسلّطُ الضوء على الاهتمام كأحدِ العناصر الرئيسيّة للحبّ، من خلال الإجابة على سؤال: هل الحُبّ اهتمام.
الاهتمام في الحبّّ
لا يختلف اثنان على أنّ الاهتمام يعتبر بمثابة ترجمة فعليّة وحقيقة لوجود مشاعر حبّ قويّة بين الأطراف، كما يُصنّف على أنّه أحدُ أهمّ العلامات التي تنذر بوجود الحبّ بين الناس، حيث هناك علاقة طرديّة قويّة بين كلّ من الحبّ والاهتمام، تتمثّلُ في أنّه كلما زاد حجم الحبّ زاد معدّل الاهتمام بين المحبّين، علماً أنّ أشكال الاهتمام لا يمكنُ حصرها في جانب واحد، فالغيرة على المحبوب تعدّ اهتماماً، والمساندة في أوقات الشدّة، والمشاركة في أوقات الفرح، والتقرّب قدر الإمكان من محيط الأحباب، والسعي نحو إسعاد الآخر وحشد الجهود نحو تحقيق ذلك، علماً أنّ الاهتمام عنصرٌ مهمّ جداً لاستمرار وديمومة العلاقات، حيثُ يحافظ على قوّة العلاقات، ويزيدُ من مستوى التواصل بينهم.علماً أنّ مشاعر الحبّ شأنها شأن كافّة المشاعر الإنسانيّة تحتاجُ إلى تغذية مستمرّة يُطلق عليها حرفيّاً اسم الاهتمام، إلى جانب كلٍّ من الاحترام، والتقدير، والدعم النفسيّ والمعنويّ، والأمان في العلاقات والابتعاد كلَّ البعدِ عن الخيانة والغدر.
أشكال الاهتمام في الحبّ
هناك عدة اشكال للاهتمام في الحب منها :
- القدرة على الإصغاء للأخر دونَ ضجر أو ملل، والسعي حول خلق الحلول للمشاكل والمساعدة على حلّها.
- اختلاق الفرص التي تتيحُ التقرّب من المحبوب، والسعي نحو التواجد المستمرّ معه والحديث معه.
- تقديم الهدايا والمفاجآت التي تحقّقُ السعادة للطرف الآخر.
- الغفران والقدرة على تجاوز الأخطاء.
- تحمّل المسؤوليّة اتجاه المحبوب، والقيام بالواجبات المطلوبة منه، وحقوقه.
- تقديم الدعم النفسيّ والمعنويّ في حال وجود أيّة مشاكل.
- الابتعاد عن الجدال في المناقشات، واعتماد اسلوب الحوار والتفاهم.
- مشاركة الاهتمامات والاستمتاع في الوقت .