أبيات لعلي بن أبي طالب
الأزد سيفي على الأعداء كلهم
الأَزْدُ سَيْفِي عَلَى الأَعْدَاءِ كُلِّهِمُ
- وسبق أَحْمَدَ مَنْ دَانَتْ لَهُ العَرَبُ
قَوْمٌ إذا فاجأوا أَبْلَوا وإن غُلِبُوا
- لا يحجمون ولا يدرون ما الهربُ
قوم لبوسهم في كل معترك
- بيضٌ رقاقٌ وداوُدية ٌ سُلَبُ
البيضُ فوق رؤوس تحتها اليلبُ
- وفي الأنامل سمر الخطَّ والقضب
وأَيُّ يَوْمٍ مِنَ الأَيَّامِ لَيْسَ لَهُم
- فيهِ مِنَ الفِعْلِ ما مِنْ دُونِهِ العَجَبُ
الأَزْدُ أزيَدُ مَنْ يَمْشِي عَلَى قَدَمٍ
- فضلاً وأعلاهم قدراً إذا ركبوا
يَا مَعْشَر الأَزْدِ أَنْتُمْ مَعْشَرٌ أُنُفٌ
- لا يضعفون إذا ما اشتدت الحقب
وفيتم ووفاء العهد شيمتكم
- وَلَمْ يُخالِطْ قديما صِدْقَكُمْ كَذِبُ
إذا غَضِبْتُمُ يَهَابُ الخَلْقُ سَطْوَتَكُم
- وقد يهون عليكم منهم الغضب
يا مَعْشَر الأزْدِ إِنِّي مِنْ جَمِيْعِكُمُ
- راضٍ وأنتم رؤوس الأمر لا الذنب
لَنْ يَيْأَسَ الأَزْدُ مِنْ رُوْحٍ ومغفرة
- وَاللُه يَكْلأُهُم مِنْ حَيْثُ ما ذَهَبُوا
طِبْتُم حَدِيثا كما قَدْ طابَ أَوَّلُكُمْ
- والشَّوْكُ لا يُجْتَنَى مِنْ فَرْعِهِ العِنَبُ
والأزد جرثومة إن سوبقوا وسبقوا
- أو فوخروا فخروا أو غولبوا اغلبوا
أَو كُوثروا كَثروا أو صُوبرُوا صبروا
- أو سُوهِموا سَهَموا أو سُولِبوا سَلَبوا
صفوا فأصفاهم الباري ولايته
- فلم يشب صفوهم لهو ولا لعب
من حسن أخلاقهم طابت مجالسهم
- لا الجَهْلُ يَعْرُوْهُمْ فيها ولا الصَّخَبُ
الغَيْثُ ما رُوِّضُوا مِنْ دُوْنِ نائِلِهِمْ
- والأسد ترهبهم يوماً إذا غضبوا
أندى الأنام أكفّاً حين تسألهم
- وَأَرْبَطُ النَّاسِ جَأْشا إنْ هُمُ نُدِبوا
فَاللُه يَجْزِيْهِمُ عَمَّا أَتَوا وَحَبَوا
- بِهِ الرَّسولَ وَمَا مِنْ صَالِحٍ كَسَبُوا
تغيرت المودّة والإخاء
يقول علي رضي الله عنه عن خيانة الأصدقاء :
تغيرتِ المودة والإخاء
- وقلَّ الصدقُ وانقطعَ الرجاءُ
وأسلمني الزمانُ إلى صديقٍ
- كثيرِ الغدرِ ليس له رعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيْتُ لهُ وَفِيٍّ
- ولكن لا يدومُ له وفاءُ
أَخِلاَّءٌ إذا استَغْنَيْتُ عَنْهُمْ
- وأَعداءٌ إذا نَزَلَ البَلاَءُ
يديمونَ المودة ما رأوني
- ويبقى الودُّ ما بقيَ اللقاءُ
وان غنيت عن أحد قلاني
- وَعَاقَبَنِي بمِا فيهِ اكتِفَاءُ
سَيُغْنِيْنِي الَّذي أَغْنَاهُ عَنِّي
- فَلاَ فَقْرٌ يَدُومُ وَلاَ ثَرَاءُ
وَكُلُّ مودة للِه تَصْفُو
- وَلاَ يَصْفُو مَعَ الفِسْقِ الإِخَاءُ
وكل جراحة فلها دواءٌ
- وَسُوْءُ الخُلْقِ لَيْسَ لَهُ دَوَاءُ
ولَيْسَ بِدَائِمٍ أَبَدا نعِيْمٌ
- كَذَاكَ البُؤْسُ لَيْسَ لهُ بَقَاءُ
إذا نكرتُ عهداً من حميمٍ
- ففي نفسي التكرُّم والحَيَاءُ
إذَا مَا رَأْسُ أَهْلِ البَيْتِ وَلَّى
- بَدَا لَهُمُ مِنَ النَّاسِ الجَفَاءُ
أحسين إنّي واعظٌ ومؤدِّب
ويقول رضي الله عنه واعظاً ابنه الحسن ومؤدباً له:
أَحُسَيْنُ إنِّيَ واعِظٌ وَمُؤَدِّبُ
- فَافْهَمْ فَأَنْتَ العَاقِلُ المُتَأَدِّبُ
واحفظ وصية والد متحنن
- يغذوك بالآداب كيلا تعطب
أبنيَّ إن الرزق مكفول به
- فعليكَ بالإجمال فيما تطلب
لا تَجْعَلَنَّ المالَ كَسْبَكَ مُفْرَدا
- واتقى إلهك فاجعلن ما تكسبُ
كفلَ الإله برزق كل برية
- والمال عارية تجيء وتذهب
والرِّزْقُ أَسْرَعُ مِنْ تَلَفُّتِ ناظِرٍ
- سبباً إلى الإنسان حين يسبب
ومن السيول إلى مقر قرارها
- والطير لِلأَوْكارِ حينَ تَصَوَّبُ
أبنيَ إن الذكرَ فيه مواعظٌ
- فَمَنِ الَّذِي بِعِظاتِهِ يَتأَدَّبُ
اقرأ كِتَابَ اللِه جُهْدَكَ وَاتْلُهُ
- فيمَنْ يَقومُ بِهِ هناكَ ويَنْصِبُ
بِتَّفَكُّرٍ وتخشُّعٍ وتَقَرُّبٍ
- إن المقرب هنده المتقرب
واعْبُدْ إلَهَكَ ذا المَعارِجِ مخلصا
- وأنصت إلى الأَمْثَالِ فِيْمَا تُضْرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بآية وَعْظِيَّة ٍ
- تَصِفُ العَذَابَ فَقِفْ ودَمْعُك يُسْكَبُ
يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ بِعَدْلِه
- لا تجعلني في الذين تعذب
إِنِّي أبوءُ بِعَثْرَتِي وَخَطِيْئَتِي
- هَرَبا إِلَيْكَ وَلَيْس دُوْنَكَ مَهْرَبُ
وإذا مَرَرْتَ بآية في ذِكْرِها
- وَصْفُ الوسيلة والنعيمُ المُعْجِبُ
فاسأل إلهك بالإنابة مخلصاً
- دار الخلود سؤال من يتقرب
واجْهَدْ لَعَلَّكَ أنْ تَحِلَّ بأَرضِهَا
- وَتَنَالَ رُوْحَ مَساكِنٍ لا تُخْرَبُ
وتنال عَيْشا لا انقِطَاعَ لوَقْتِهِ
- وَتَنَالَ مُلْكَ كرامة لاَ تُسْلَبُ
بَادِرْ هَوَاكَ إذا هَمَمْتَ بِصَالِحٍ
- خَوْفَ الغَوَالِبِ أنْ تَجيء وتُغْلَبُ
وإذا هَمَمْتَ بسيئ ٍ فاغْمُضْ لهُ
- وتجنب الأمر الذي يتجنب
واخفض جناحك للصديق وكن له
- كَأَبٍ على أولاده يَتَحَدَّبُ
وَالضَّيْفَ أَكْرِمْ ما اسْتَطَعْتَ جِوَارَهُ
- حَتّى يَعُدَّكَ وارِثا يَتَنَسَّبُ
وَاجْعَلْ صَدِيَقَكَ مَنْ إذا آخَيْتَهُ
- حَفِظَ الإِخَاْءَ وَكَانَ دُوْنَكَ يَضْرِبُ
وَاطْلُبْهُمُ طَلَبَ المَرِيْض شِفَاءَهُ
- ودع الكذوب فليس ممن يصحب
واحفظ صديقك في المواطن كلها
- وَعَلَيْكَ بالمَرْءِ الَّذي لاَ يَكْذِبُ
وأقل الكَذُوْبَ وَقُرْبَهُ وَجِوَارَهُ
- إِنَّ الكَذُوْبَ مُلَطِّخٌ مَنْ يَصْحَبُ
يعطيك ما فوق المنى بلسانه
- وَيَرُوْغُ مِنكَ كما يروغ الثَّعْلَبُ
وَاحْذَرْ ذَوِي المَلَقِ اللِّئَامَ فَإِنَّهُمْ
- في النائبات عليك ممن يخطب
يَسْعَوْنَ حَوْلَ المَرْءِ ما طَمِعُوا بِهِ
- وإذا نبا دهرٌ جفوا وتغيبوا
ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي
- والنُّصْحُ أَرْخَصُ ما يُبَاعُ وَيُوْهَبُ
صرمت حبالك بعد وصلك زينب
صَرَمَتْ حِبَاْلَكَ بَعْدَ وَصْلِكَ زَيْنَبُ
- والدهر فيه تصرّم وتقلب
نشرت ذوائبها التي تزهو بها
- سوداً ورأسك كالنعامة أشيب
واستنفرت لما رأتك وطالما
- كانت تحنُّ إلى لقاك وترهب
وكذلك وصل الغانيات فإنه
- آل ببلقعة ٍ وبرق خلب
فَدَعِ الصِّبا فَلَقَد عَدَاكَ زَمَانُهُ
- وازْهَدْ فَعُمْرُكَ منه ولّى الأَطْيَبُ
ذهب الشباب فما له من عودة
- وأتى المشيب فأين منه المهرب
ضيفٌ ألمَّ إليك لم تحفل به
- فَتَرى له أَسَفا وَدَمْعا يسْكُبُ
دَعْ عَنْكَ ما قَدْ فات في زَمَنِ الصِّبا
- واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنب
واخْشَ مناقشة الحِسَابِ فإِنَّه
- لا بدّ يحصى ما جنيت ويكتب
لم يَنْسَهُ المَلِكانِ حين نَسِيْتَه
- بَلْ أَثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلْعَبُ
والروح فيك وديعة أودعتها
- سنردّها بالرغم منك وتسلب
وَغُرورُ دُنْياكَ التي تَسْعَى لها
- دارٌ حَقِيقَتُها متاعٌ يَذْهَبُ
والليل فاعلم والنهار كلاهما
- أَنْفَاسُنا فيها تُعَدُّ وَتُحْسَبُ
وجميعُ ما حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ
- حَقًّا يَقِينا بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ
تَبًّا لدارٍ لا يَدُومُ نَعيمُها
- ومشيدها عما قليلُ يخرب
فاسمعْ ، هُديتَ ، نصائحا أَوْلاكها
- برٌ لبيبٌ عاقلٌ متأدب
صَحِبَ الزَّمانَ وَأَهْلَه مستبصرا
- ورأى الأمورَ بما تؤوب وتُعْقَبُ
أَهْدى النَّصيحة َ فاتَّعظ بمقالة
- فهو التقيُّ اللوذعيُّ الأدرب
لا تأمن الدهر الصروف فإنه
- لا زال قدماً للرحال يهذب
وكذلك الأيام في غدواتها
- مرت يذلُّ لهاالأعزُّ الأنجب
فعليك تقوى الله فالزمها تفزْ
- إِنَّ التّقِيَّ هو البهيُّ الأَهْيَبُ
واعْمَلْ لطاعته تَنَلْ مِنْهُ الرِّضا
- إنَّ المطيع لربه لمقرب
فاقْنَعْ ففي بَعضِ القناعة راحة
- واليَأْسُ ممّا فات فهو المَطْلَبُ
وَتَوَقَّ من غَدْرِ النِّساءِ خيانة
- فجميعهن مكائد لكّ تنصب
لا تأمن الأنثى حياتك إنها
- كالأُفْعُوانِ يُراعُ منه الأَنْيُبُ
لا تأمن الأنثى زمانك كله
- يوما وَلَوْ حَلَفْتْ يَمينا تَكْذِبُ
تُغري بطيب حَديْثِها وَكَلامِها
- وإذا سطت فهي الثقيل الأشطب
والْقَ عَدُوَّكَ بالتحية لا تكنْ
- مِنْهُ زمانَك خائفا تترقَّبُ
واحْذَرْهُ يوما إِنْ أتى لك باسما
- فاللَّيْثُ يَبْدو نابُه إذْ يَغْضَبُ
وإذا الحقود وإن تقادمَ عهده
- فالحقْدُ باقٍ في الصُّدورِ مُغَيَّبُ
إن الصديق رأيته متعلقاً
- فهو العدوُّ وحقُّه يُتَجنَّبُ
لا خير في ودِّ امرئ متملقٍ
- حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاه يحلف أنه بك واثقٌ
- وإِذا توارى عنك فهو العَقْرَبُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
- وَيَرُوغُ مِنْكَ كما يَروغُ الثَّعْلَبُ
واختَرْ قَرِيْنَك واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا
- إِنّ القَرِيْنَ إلى المقْارَنِ يُنْسَبُ
إنَّ الغنيَّ من الرجال مكرمٌ
- وتراه يرجى مالديه ويرهب
وَيُبَشُّ بالتَّرْحِيْبِ عِندَ قُدومِهِ
- ويقام عند سلامه ويقرب
والفَقْرُ شَيْنٌ للرِّجالِ فإِنَّهُ
- يزرى به الشهم الأديب الأنسب
واخفض جناحك للأقارب كلهم
- بتذللٍ واسمح لهم إن أذنبوا
ودع الكذب فلا يكن لك صاحباً
- إِنّ الكذوب لَبِئْسَ خِلٌّ يُصْحَبُ
وَذَرِ الحَسُودَ ولو صفا لَكَ مرة
- أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتجْلَبُ
وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن
- ثرثارة في كلِّ نادٍ تَخْطُبُ
واحفظ لسانك واحترز من لفظه
- فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسِّرُّ فاكُتُمْهُ ولا تَنطِق به
- فهو الأسير لديك اذ لا ينشب
وَاحْرَصْ على حِفْظِ القُلُوْبِ مِنَ الأَذَى
- فرجوعها بعد التنافر يصعب
إِنّ القُلوبَ إذا تنافر ودُّها
- شِبْهُ الزجاجة كسْرُها لا يُشْعَبُ
وكذاك سِرُّ المَرْءِ إنْ لَمْ يَطْوِهِ
- نشرته ألسنة تزيد وتكذب
لاْ تَحْرَصَنَ فالحِرْصُ ليسَ بِزَائدٍ
- في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
وَيَظَلُّ مَلْهُوفا يَرُوْمُ تَحَيُّلاً
- والرِّزْقُ ليس بحيلة يُسْتَجْلَبُ
كم عاجزٍ في الناس يؤتى رزقهُ
- رغداًو يحرم كيس ويخيب
أَدِّ الأمانة والخيانة فاجْتَنِبْ
- وَاعْدُلْ ولا تَظْلِمْ ، يَطِبْ لك مَكْسَبُ
وإذا بُلِيْتَ بنكبة فاصْبِرْ لها
- من ذا رأيت مسلّماً لا ينكب
وإذا أصابك في زمانك شدة
- وأصابك الخطب الكريه الأصعب
فَادْعُ لِرَبِّكَ إِنَّهُ أَدْنَى لِمَنْ
- يدعوه من حبل الوريد وأقرب
كن ما استطعت عن الأنام بمعزلٍ
- إِنَّ الكَّثِيْرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ
واجعل جليسك سيداً تحظى به
- حَبْرٌ لَبِيْبٌ عاقِلٌ مِتَأَدِّبُ
واحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْما صائبا
- واعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضاق بِبَلْدَة ٍ
- وخشيت فيها أن يضيق المكسب
فارْحَلْ فأَرْضُ اللِه واسعة الفَضَا
- طُولاً وعِرْضا شَرْقُها والمَغْرِبُ
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي
- فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
خُذْها إِلَيْكَ قصيدة منظومة
- جاءَتْ كَنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ
حِكَمٌ وآدابٌ وَجُلُّ مَواعِظٍ
- أَمْثالُها لذوي البصائِر تُكْتَبُ
فاصغ لوعظ قصيدة أولاكها
- طود العلوم الشامخات الأهيب
أعني عليًّا وابنَ عمِّ محمَّدٍ
- مَنْ نالَه الشَرَفُ الرفيعُ الأَنْسَبُ
يا ربّ صلِّ على النبيِّ وآله
- عَدَدَ الخلائِقِ حصْرُها لا يُحْسَبُ
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي
وَما طَلَبُ المَعيشَةِ بِالتَمَنّي
- وَلَكِن أَلقِ دَلوَكَ في الدَلاءِ
تَجِئكَ بِمِلئِها يَوماً وَيَوماً
- تَجِئكَ بِحَمأَةٍ وَقَليلِ ماءِ
وَلا تَقعُد عَلى كُلِّ التَمَنّي
- تَحيلُ عَلى المَقدَّرِ وَالقَضاءِ
فَإِنَّ مَقادِرَ الرَحمَنِ تَجري
- بَأَرزاقِ الرِجالِ مِنَ السَماءِ
مَقدَّرَةً بِقَبضٍ أَو بِبَسطٍ
- وَعَجزُ المَرءِ أَسبابُ البَلاءِ
لَنِعمَ اليَومُ يَومُ السَبتِ حَقّاً
- لِصَيدٍ إِن أَرَدتَ بَلا اِمتِراءِ
وَفي الأَحَدِ البِناءِ لِأَنَّ فيهِ
- تَبَدّى اللَهُ في خَلقِ السَماءِ
وَفي الاثنين إِن سافَرتَ فيهِ
- سَتَظفَرُ بِالنَجاحِ وَِبالثَراءِ
وَمِن يُردِ الحِجامَةَ فَالثُلاثا
- فَفي ساعَتِهِ سَفكُ الدِماءِ
وَإِن شَرِبَ اِمرِؤٌ يَوماً دَواءً
- فَنِعمَ اليَومَ يَومَ الأَربِعاءِ
وَفي يَومِ الخَميسِ قَضاءُ حاجٍ
- فَفيهِ اللَهُ يَأذَنُ بِالدُعاءِ
وَفي الجُمُعاتِ تَزويجٌ وَعُرسٌ
- وَلذَّاتُ الرِجالِ مَعَ النِساءِ
وَهَذا العِلمُ لا يَعلَمهُ إِلّا
- نَبِيٌّ أَو وَصِيُّ الأَنبِياءِ
فَكَيفَ بِهِ أَنّي أُداوي جِراحَهُ
- فَيَدوى فَلا مُلَّ الدَواءُ
أَللَهُ حَيٌّ قَديمٌ قادِرٌ صَمَدُ
الله حَيٌّ قَديمٌ قادِرٌ صَمَدُ
- فَلَيسَ يَشركهُ في مُلكِهِ أَحَدُ
هُوَ الَّذي عَرَّفَ الكُفّارَ مَنزِلَهُم
- وَالمُؤمِنونَ سيَجزيهِم بِما وُعِدوا
فَإِن تَكُن دِولَةً كاَنَت لَنا عِظَةٌ
- فَهَل عَسى أَن يَرى فيها غَيرَ رَشَدُ
وَيَنصُرِ اللَهُ مَن والاهُ إِنَّ لَهُ
- نَصراً يُمَثِّلُ بِالكُفّارِ إِن عَتَدوا
فَإِن نَطَقتُم بِفَخرٍ لا أَبالَكُمُ
- فيمَن تَضَمَّنَ مِن إِخوانِنا اللَحَدُ
فَإِنَّ طَلحَةَ غَادَرناهُ مُنجَدِلاً
- وَلِلصَفائِحِ نارٌ بَينَنا تَقِدُ
وَالمَرءُ عُثمانُ أَردَتهُ أَسِنَّتُنا
- فَجَيبُ زَوجَتِهِ إِذ أُخبِرَت قَدَدُ
في تِسعَةٍ وَلِواءٌ بَينَ أَظهُرِهِم
- لَم يَنكُلوا عَن حِياضِ المَوتِ إِذ وَرَدوا
كانوا الذَوائِبَ مِن فَهرٍ وَأَكَرَمَها
- حيثُ الأُنوفُ وَحَيثُ الفَرعُ وَالعَدَدُ
وَأَحمَدُ الخَيرِ قَد أَردى عَلى عَجَلٍ
- تَحتَ العَجاجِ أَبِيّاً وَهوَ مُجتَهِدُ
فَظَلَّتِ الطَيرُ وَالضِبعانُ تَركَبُهُ
- فَحامِلُ قِطعَةٍ مِنهُ وَمُقتَعِدُ
وَمَن قَتَلتُم عَلى ما كانَ مِن عَجَبٍ
- مِنّا فَقَد صادَفوا خَيراً وَقَد سَعِدوا
لَهُم جِنانٌ مِن الفِردوسِ طَيِّبَةٌ
- لا يَعتَريهِم بِها حَرٌّ وَلا صَرَدُ
صَلّى الإِلَهُ عَلَيهِم كُلَّما ذُكِروا
- فَرُبَّ مَشهَدِ صِدقٍ قَبلَهُ شَهِدوا
قَومٌ وَفَوا عَهدَ الرَسولِ وَاِحتَسَبوا
- شَمَّ العَرانينَ مِنهُم حَمزَةَ الأَسَدُ
وَمُصعَبٌ كانَ لَيثاً دونَهُ حَرَداً
- حَتّى تَزَمَّلَ مِنهُ ثَعلَبٌ جَسَدُ
لَيسوا كَقَتلى مِنَ الكُفّارِ أَدخَلَهُم
- نارَ الجَحيمِ عَلى أَبوابِها الرُصُدُ
الأَزدُ سِيَفي عَلى الأَعداءِ كُلِّهِمُ
ويقول علي رضي الله عنه:
الأَزدُ سِيَفي عَلى الأَعداءِ كُلِّهِمُ
- وَسيفُ أَحمَدَ مَن دانَت لَهُ العَرَبُ
قَومٌ إِذا فاجَأوا أَبلوا وَإِن غُلِبوا
- لا يُحجِمونَ وَلا يَدرونَ ما الهَرَبُ
قَومٌ لُبوسُهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ
- بيضٌ رِقاقٌ وَداودِيَةٌ سُلُبُ
البيضُ فَوقَ رُؤوسٍ تَحتَها اليَلَبُ
- وَفي الأَنامِلِ سُمرُ الخَطِّ وَالقَضَبُ
البيضُ تَضحَكُ وَالآجالُ تَنتَحِبُ
- وَالسُمرُ تَرعِفُ وَالأَرواحُ تُنتَهَبُ
وَأَيُّ يَومٍ مِنَ الأَيّامِ لَيسَ لَهُم
- فيهِ مِنَ الفِعلِ ما مِن دُونِهِ العَجَبُ
الأَزدُ أَزيَدُ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ
- فَضلاً وَأَعلاهُمُ قَدراً إِذا رَكِبوا
يا مَعشَرَ الأَزدِ أَنتُم مَعشَرٌ أُنُفٌ
- لا يَضعُفونَ إِذا ما اِشتَدَّتِ الحُقُبُ
وَفَيتُمُ وَوَفاءُ العَهدِ شيمَتَكُم
- وَلَم يُخالِط قَديماً صِدقَكُم كَذِبُ
إِذا غَضِبتُم يَهابُ الخَلقُ سَطوَتَكُم
- وَقَد يَهونُ عَلَيكُم مِنهُمُ الغَضَبُ
يا مَعشَرَ الأَزذِ إِنّي مِن جَميعِكُمُ
- راضٍ وَأَنتُم رُؤوسُ الأَمرَ لا الذَنَبُ
لَن ييأس الأَزذُ مِن روحٍ وَمَغفِرَةٍ
- وَاللَهُ يَكلَؤُهُم مِن حَيثُ ما ذَهَبوا
طِبتُم حَديثاً كَما قَد طابَ أَوَّلُكُم
- وَالشَوكُ لا يُجتَنى مِن فَرعِهِ العِنَبُ
وَالأَزدُ جُرثومَةٌ إِن سُوبِقوا سَبَقوا
- أَو فُوخِروا فَخَروا أَو غُولِبوا غَلَبوا
أَو كُوثِروا كَثُروا أَو صُوبِروا صَبروا
- أَو سوهِموا سَهَموا أَو سُولِبوا سَلَبوا
صَفَوا فَأَصفاهُم الباري وِلايَتَهُ
- فَلَم يَشِب صَفوَهُم لَهوٌ وَلا لَعِبُ
مِن حُسنِ أَخلاقِهِم طابَت مَجالِسُهُم
- لا الجَهلُ يَهروهُم فيها وَلا الصَخَبُ
الغَيتَ ما رَوِّضوا مِن دونِ نائِلِهِم
- وَالأُسدُ تَرهَبُهُم يَوماً إِذا غَضِبوا
أَندى الأَنامِ أَكُفّاً حينَ تَسأَلُهُم
- وَأَربَطُ الناسِ جَأشاً إِن هُمُ نُدِبوا
وَأَيُّ جَمعٍ كَثيرٍ لا تُفَرِّقُهُ
- إِذا تَدانَت لَهُم غَسّانُ وَالنُدبُ
فَاللَهُ يَجزيهِم عَمّا أَتَوا وَحَبَوا
- بِهِ الرَسولَ وَما مِن صالِحٍ كَسَبوا