نبذة عن نهر ملوية
أين يوجد نهر ملوية؟
نهر ملوية (Moulouya River) هو أحد أكبر الأنهار الدائمة في المغرب ، ويقع تحديدًا في شمال شرق المغرب، ويصل طوله تقريبًا إلى 515 كيلومترًا (320 ميلًا)، إذ ينبع هذا النهر من جبال الأطلس الكبير (High Atlas) الواقعة في وسط المغرب، ويجري باتجاه الشمال الشرقي ليصبّ في وادٍ شبه قاحل، ومنه إلى البحر الأبيض المتوسط ، قرب المدينة المغربية السعيدية (Saidia)، وغرب حدود دولة الجزائر.
أهمية نهر ملوية
على الرغم من كون نهر ملوية نهرًا ذي حجم غير منتظم، ولا يصلح أيضًا للملاحة، إلا أن دولة المغرب استفادت منه بعدّة طرق بما فيه مصلحة لها، وذلك كما يأتي:
- بناء سد نهر ملوية،
فقد تم الانتهاء من بناء هذا السد عام 1967 في مدينة مغربية تُعرف باسم (Mechra Klila)، وذلك بهدف توفير الكهرباء للمدن الواقعة في شمال المغرب .
- استغلال وادي نهر ملوية،
إذ يتم استغلال رواسب الرصاص والمنغنيز الموجودة في وادي النهر، واستخدامها للاستفادة منها في أمور أخرى.
- استخدام نهر ملوية للريّ،
فعلى الرغم من أن مستوى الماء في نهر ملوية متقلّب، إلا أنه يستخدم لريّ الأراضي الزراعية.
جفاف نهر ملوية
يمكن القول بأن جفاف نهر ملوية هو أمر قد شغل بال الكثير من المهتمّين بهذا النهر، وهو أمر جدّي وخطير نوعًا ما، فقد لُوحظ لأول مرة تناقص فعلي في مستوى المياه في نهر ملوية، لدرجة أن النهر لم يعد قادرًا على الوصول إلى مصبّه في البحر الأبيض المتوسط، وهذا وفقًا لأحد خبراء البيئة المعروفين، وهو محمد بن عطا.
ويُشار إلى أن سبب انخفاض مستوى الماء في نهر ملوية يعود إلى التغيرات المناخية القاسية، وإلى انخفاض موارد النهر، نتيجةً للاستخدام المفرط لمياهه، حتى أن هذا التأثير امتدّ ليصل إلى المزارعين، إذ نتيجةً للتغير المناخي المتزامن مع جفاف أو قحط النهر، اجتاحت مياه البحر المالحة ما يصل إلى 15 مترًا من نهر ملوية، وهذا بالطبع أجبر المزارعين الذين يزرعون بالقرب من ضفاف النهر على التخلّي عن هذه الأراضي، نتيجةً لتأثير ملوحة المياه على جودة التربة.
على سبيل المثال، في إحدى المزارع الواقعة على الضفة اليسرى من نهر ملوية، اشتكى أحد المزارعين الذين يزرعون البطيخ، أن لون محصول البطيخ قد اختلف وأصبح باهتًا، حتى أن شكله غير طبيعي نوعًا ما، وجذوره جافة.
وللأسف فإن مشكلة الجفاف هي إحدى المشكلات المتفاقمة في المغرب، والتي لا تؤثر في نهر ملوية فقط، ولا يبدو أنها ستُحلّ من نفسها، إذ وفقًا لتقرير صادر عن وزارة الزراعة المغربية، يُعتقَد أن هذا الأمر سيزداد سوءًا بحلول عام 2050، إذ يُعتقَد أن درجات الحرارة سترتفع نسبيًا بما يزيد عن 1,3 درجة مئوية، وسيقلّ هطول الأمطار في نفس الوقت بما يصل إلى 11%، ولذلك لا بدّ من البحث عن حلول لمحاربة مشكلة الجفاف والتقليل منها قدر الإمكان.