نبذة عن محمد العروسي المطوي
مولد ونشأة محمد العروسي المطوي
محمد العروسي المطوي أديب وكاتب وسياسي تونسي، واسمه الكامل محمد العروسي بن عبد الله بن المبروك بن الطاهر المامي المطوي المهذبي، ولد في تاريخ 19 من شهر يناير من عام 1920م، في بلدة المطوية الواقعة في جنوب تونس، ويعدُّ من أبرز الكتاب في العالم العربي، ومن أشهر مؤلفاته رواية التوت المر التي أدرجت في قائمة أفضل 100 رواية عربية في القرن العشرين.
نشأة محمد العروسي المطوي التعليمية
بدأ محمد العروسي المطوي تلقي تعليمه الأولي في مسقط رأسه في مدينة المطوية، حيثُ دخل إلى الكتَّاب أوَّل الأمر، وفيما بعد انتقل إلى المدرسة الفرنسية العربية في المطوية، وبعد ذلك انتقل إلى العاصمة تونس، وفي عام 1935م حصل على الشهادة الابتدائية في تونس، وبعدها التحق ليتلقى تعليمه في جامعة الزيتونة، وقد حصل في جامعة الزيتونة على مختلف الشهادات وهي:
- شهادة الأهلية في عام 194م : وهي اول شهادة حصل عليها في الزيتونة.
- شهادة التحصيل في عام 1943م: وهي توازي شهادة ختم التعليم الثانوي.
- شهادة العالمية في عام 1946م: وهي آخر شهادة ينالها منها.
ولم يتوقف العروسي المطوي عند ذلك الحد بل تابع دراسة الحقوق التونسية ليحصل على الشهادة في ذلك عام 1946م، كما حصل على إجازة في البحوث الإسلامية في عام 1947م من معهد الخلدوني.
الحياة المهنية لمحمد العروسي المطوي
بدأت حياة الكاتب محمد العروسي المطوي عام 1948م عندما شارك في مناظرة بالتدريس في الجامع الأعظم وكان النجاح من حليفه آنذاك وانضمَّ إثر ذلك إلى هيئة التدريس، وبدأ بالتدريس وفق مناهج عصرية بمادة التاريخ والأدب، واستمرَّ بالتدريس حتى حصلت تونس على الاستقلال في عام 1956م، حيث التحق بعدها بالسلك الدبلوماسي السياسي، فعمل سفيرًا لبلده في العراق.
وكان العروسي المطوي أوَّل سفير تونسي يمثِّل تونس في العراق، كما عمل في السفارة التونسية في كل من مصر والمملكة العربية السعودية، واستمر في العمل في هذا المجال حتى عام 1963م، وفي عام 1964م تمَّ انتخابه عضوًا في البرلمان التونسي، وبقيَ نائبًا فيه لمدة أربع دورات متتالية.
وقد كان محمد العروسي المطوي من الأعضاء المؤسسين ورئيسًا لنادي أبي القاسم الشابي الثقافي في الوردية منذ بداية الستينات إلى بداية القرن الواحد والعشرين، وهو عضو مؤسس في اتحاد الكتاب التونسيين، وقد تولَّى رئاسته مدة عشر سنوات من عام 1981م وحتى عام 1991م، وتولى منصب رئيس تحرير مجلة قصص منذ عام 1966م، كما شغل منصب أمين عام اتحاد الكتاب العرب.
مؤلفات محمد العروسي المطوي
كتب محمد العروسي المطوي في العديد من المجالات الأدبية والسياسية، كما تنوعت كتاباته بين الرواية والقصة والمسرحية والشعر والدراسات وغير ذلك، وفيما يأتي بيان تفصيل ذلك:
كتب محمد العروسي المطوي
تنوعت كتب محمد العروسي المطوي بين الرواية والشعر والمسرحية والمجموعات القصصية، وسيتم ذكر أهم كتبه فيما يأتي:
- ومن الضحايا: وهي رواية نشرت في عام 1956م عن سلسلة كتاب البعث في تونس.
- فرحة الشعب: عبارة عن ديوان شعر نشر في عام 1963م عن الشركة التونسية للنشر والتوزيع في تونس.
- حليمة: وهي رواية نشرت في عام 1964م، ويحكي فيها قصة كفاح شابة صغيرة من الريف التونسي ضد الفرنسيين عشية الاستقلال، ويروي فيها حياة الريف البسيطة والناس البسطاء فيه، ويشير إلى الدوافع التي حملتهم على القيام بالثورة والوقوف في وجه المستعمر الفرنسي في ذلك الوقت.
- التوت المر: وتعدُّ أشهر رواياته نشرت في عام 1967م عن الدار التونسية للنشر والتوزيع، وهي رواية اجتماعية واقعية، تروي قصة نضال مجموعة من الشباب ضد ما كرسه المستعمر من تعاطي التكروري وتجارته، واتسمت بأسلوبها البسيط والمميز، تمَّ اختيارها ضمن أفضل 100 رواية عربية.
- خالد بن الوليد: مسرحية نشرت في عام 1981م، وقد تمَّ تحويل هذا العمل إلى مسلسل تاريخي في تونس في عام 1974م، من إخراج عبد الرزاق الحمامي.
- طريق المعصرة: مجموعة قصصية صدرت عن دار صفاء للنشر والتوزيع في تونس في عام 1981م.
- من الدهليز: ديوان شعر نشر في عام 1988م.
- رجع الصدى: عبارة عن مجموعة من النصوص الروائية التي تشبه السيرة الذاتية، نشرت عن الدار العربية للكتاب في تونس في عام 1991م.
- حبيك: عبارة عن ديوان شعر نشر في عام 2002م.
قصص الأطفال لمحمد العروسي المطوي
كتبَ محمد العروسي المطوي عددًا من مؤلفات قصص الأطفال وهي فيما يأتي:
- أبو نصيحة والسمكة المغرورة وعنز قيسون وجنية ابن الأزرق وشعاطيط بعاطيط: نشرت في عام 1967م - 1968م.
- حمار جكتيس: نشرت هذه القصة في عام 1972م.
- أمير زنجبار: نشرت في عام 1976م.
- الوفاق، القوس المكسور، السد الكبير، خف حنين: نشرت بين عامي 1980م - 1981م.
- موسوعة حيوانات العالم: وهي من الموسوعات التي نشرها للشباب.
- موسوعة أطفال اليوم: وهي من الموسوعات التي نشرت للشباب أيضًا.
- موسوعة قل لماذا: وهي آخر موسوعة من الموسوعات التي نشرها المطوي للشباب.
تحقيقات محمد العروسي المطوي
عمل محمد العروسي المطوي على البحث والتدقيق والتحقيق في كتب التراث، واشتغل على الكثير من الكتب في الأدب وغيره من المجالات، وفيما يأتي التحقيقات التي قام بها خلال حياته:
- النصوص المفسرة: نشر في عام 1955م.
- خريدة القصر وجريدة العصر: نشر في عام 1966م.
- تحفة المحبين والأصحاب: نشر في عام 1970م.
- أنموذج الزمان في شعراء القيروان: نشر في عام 1986م.
- مسائل السماسرة لأبي العباس الأبياني: نشر في عام 1992م.
- من أعمال حسن حسني عبد الوهاب: إذ أكملها الأديب المطوي في الجزء الثالث من كتاب الورقات.
- بساط العقيق في حضارة القيروان وشاعرها ابن رشيق: وتمَ إعادة نشره مع التعليقات.
دراسات محمد العروسي المطوي
نشر الكاتب محمد العروسي المطوي العديد من الدراسات وهي فيما يأتي:
- التعليم الزيتوني ووسائل إصلاحه: نشر في عام 1953م.
- الحروب الصليبية في المشرق والمغرب: نشر في عام 1954م.
- جلال الدين السيوطي: نشر في عام 1954م.
- امرؤ القيس: نشر في عام 1955م.
- أسس التطور والتجديد في الإسلام: نشر في عام 1969م.
- من طرائف التاريخ: نشر في عام 1980م.
- فضائل إفريقية في الآثار والأحاديث الموضوعة: نشر في عام 1983م.
- سيرة القيروان: نشر في عام 1986م.
- السلطنة الحفصية: نشر في عام 1986م.
جوائز حاز عليها محمد العروسي المطوي
حصل محمد العروسي المطوي في مسيرته الأدبية والمهنية على العديد من الجوائز منها على المستوى الدوي والأقليمي، وتخليدًا لذكراه تخليدا سميت على اسمه المكتبة العمومية في مدينة المطوية مسقط رأسه، وكان محمد العروسي المطوي قد أهدى مكتبته الخاصة إلى المكتبة الوطنية، بالإضافة إلى ذلك في كل عام تقام ندوة سنوية في مسقط رأسه تحمل عنوان "ملتقى محمد العروسي المطوي للآداب"، وفيما يأتي سيتم ذكر أهمها:
- جائزة بلدية تونس وقد حصل على هذه الجائزة مرتين.
- جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
- الوشاح الأكبر للوسام الثقافي.
- العديد من الأوسمة في تونس وخارج تونس.
اقتباسات من محمد العروسي المطوي
فيما يأتي بعض الاقتباسات من أعمال محمد العروسي المطوي:
- "يبتدئ دور الإسلام في هذا الصراع بين الشرق والغرب منذ أن بدأ الإسلام يتجاوز حدود شبه الجزيرة العربية".
- "هكذا يصرع الجنود في ساحة الوغى، يصرعون إذا انحلَّ ما كان معقودًا في قرارة أنفسهم واستكانوا لبوادر الفناء".
- "أريد أن أرى نفسي أمشي على قدمي، مرفوعةَ الرأس، منتصبةَ القامة، لقد سئمتُ حياتي، سئمتُ انكبابي على الأرض".
- "لأنّها كانت تطفو فوقها وتعلوها صورة عائشة، صورة المأساة والمرارة، بدت له كما رآها أوّل مرة، تمتشِط تحت شجرة التّوت".
وفاة محمد العروسي المطوي
في يوم الإثنين في تاريخ 25 من شهر يوليو في عام 2005م توفي الأديب محمد العروسي المطوي بعد صراع طويل مع المرض، وعن عمر ناهز 85 عامًا، وقد نعته في ذلك الوقت وزارة الثقافة في دولة تونس، وأشارت إلى أن تونس كانت قد كرمته في العديد من المناسبات، وأنَّه مثل تونس في العديد من المحافل الأدبية في الكثير من المدن في العالم العربي.
الخلاصة
لقد كان الأديب والسياسي التونسي محمد العروسي المطوي من أهم الأعلام الأدبية في العالم العربي في القرن الواحد والعشرين، وتعدُّ روايته التوت المر من أشهر أعماله، إذ تعد من أفضل 100 رواية عربية، وقد حصل على العديد من الجوائز وتمَّ تكريمه في العديد من المحافل الأدبية في تونس وفي العديد من الدول العربية.