نبذة عن رواية الرايات السوداء
التعريف برواية الرايات السوداء
الرايات السّوداء هي رواية ألّفها الأديب الإسلامي المصري نجيب الكيلاني، وقد صدرت أوّل مرة عام 2002م بعد وفاة كاتبها، وقد كانت مفقودة حتى عثرت عليها زوجته عام 2000م وأخرجتها للنور.
تندرج هذه القصّة في سياق القصص التّاريخيّة، إذ تناول فيها الكاتب أحداثًا واقعيّة كانت قد حصلت في وقت من أوقات العصر العباسي الأوّل ، في حين أنّ هذه القصّة سابقًا لم يُعرض لها إلّا بشكلٍ مختصر دون تفصيل، فأخذها المؤلّف نجيب الكيلاني ووضعها ضمن سياق قصصي روائي مشوّق وطرحها للقرّاء، وتقع هذه الرواية في مئتين وأربع وثلاثين صفحة.
ملخص رواية رايات سوداء
اللافت في هذه الرواية أنّ الكاتب قد أدان الجميع، فقد أدان الأمويين والعباسيين أيضًا، كما أظهر أخطاء مرتكبيها وإن كانوا من رجالات الدّين، ولكنّه بقي يوضّح بشكلٍ مستمر أن الأخطاء التي تصدر عن رجال الدّين لا علاقة لها بالدّين، كما يتحدّث عن سجن الشيوخ وظلمهم، وعن العبودية وإرادة التّحرر، ففيهم العبيد لأسيادهم، وفيهم عبيد الانتقام مثل علي بن أبي أميّة الذي فهو يحيا مع إرادة الانتقام لأبيه الذي قتله أحد الأمويين.
كذلك يعيش لمحاربة الأمويين وكرههم، ومن ثمّ يذكر كيف عذّب العباسيون صهره وقتله بسبب خطبته التي مسّت أمر الخلافة ، ثمّ تدور الأحداث ويجتمع بقاتل أبيه الذي كان يهرب بشكل متواصل خوفًا من العباسيين ومن علي، فيستأمنه على روحه فيحميه علي، حتّى إذا علم أنّه قاتل أبيه حارَ في أمره أيقتله أم ينفّذ وعده له بالحماية.
ومن الشّخصيات التي يلتقي بها على الشيخ زين الدّين، ذلك الشيخ السّمح ذو اللحية البيضاء كان يلتقي به علي كلّما أراد أن يبحث عن قاتل أبيه للثّأر، فيصبحان كالمعلّم وتلميذه.
هكذا يزداد على علمًا إلى أن يصل إلى درجة من النقاء الروحي تنسيه العبودية والثّأر، وتتصاعد القصّة في حبكات وحوارات مشوّقة توضّح الواقع الذي كابدته الأمّة الإسلامية في ذلك الوقت بشكل صادق وواقعي؛ إذ ينقل الكاتب ما انتاب الناس في ذلك الوقت من الحَيْرة والقلق في أمرهم إلى أن يصل إلى ذروة القصّة ونتيجتها.
اقتباسات من رواية الرايات السوداء
ممّا ذكره نجيب الكيلاني في رواية الرايات السوداء ما يأتي:
- هل من الضّروري أن تنشأ هذه الخلافات، وتراق تلك الدّماء الزكيّة؟
- لماذا ينقسم المسلمون إلى عشرات الطوائف والنحل والمذاهب، وقد كانوا بالأمس أيام الرسول -صلى الله عليه وسلّم- وحدةً واحدة، تسع العديد من الآراء والأفكار دون أن تقوم المعارك وتزهق الأرواح؟
- الأفق يفوح عطرًا، والعصافير تزقزق في أروقة البستان، وعناقيد العنب تتدلى مغرية جميلة، وعلي شارد في أحلامه الدموية، وزوجه تجلس ذاهلة عن كلّ ما حولها، و"أبو لؤلؤة" يقطع عليهما خلوتهما، ويصيح من بعيد ووجهه القبيح ينطق بالبشر: مرحبًا برفيق الصّبا والشّباب.
- إنّ إشعاعات روحك الطّاهرة تضيء لي الطريق.
- إنني أقاسي من الآلام ما لا يعرفه إلا الله.. إنه صعب على الإنسان أن يشهد ميلاد آلاف من الأطفال دون أن تجود عليه الأقدار بطفلٍ واحد.
- وقف علي جامدًا، دم أبيه يصرخ به كي يثأر، وعهد الأمان يهتف له ليصفح، وهو يتأرجح بين عاطفتين: إحداهما في أقصى اليسار، والأخرى في أقصى اليمين، وهو بينهما يحترق بالعذاب والحيرة، وذكريات ليالي الأرق والقلق تعاوده.