موضوع عن عمل الخير
تعريف عمل الخير
لفظ الخير يشير إلى ما يجنيه الإنسان من آثار طيبة لما قدمه من النفع والسعادة للآخرين، ويعرف أيضاً عمل الخير بأنّه كل ما يحبه الله ويرضاه من قول أو فعل أو خُلُق، كالذكر، و مساعدة الآخرين وقضاء حوائجهم والصفات الحسنة كالأمانة وغيرها، وهو عكس عمل الشر والذي يعرف أيضًا بأنه كل ما يغضب الله -تعالى- أو ما يؤدي إلى ذلك من أفعال وأقوال.
وبذل الإحسان إلى الناس جزء عظيم من مفهوم عمل الخير وكذلك نصحهم ودعوتهم إلى الله -تعالى- وإلى كل ما يعود إليهم بالمنفعة والفائدة، ومن الخير أيضًا مساعدة العاجز والضعيف، والإنفاق على المحتاجين من أهل الحاجة التي تقطعت بهم السبل، وكذلك التصدق على الفقراء وأهل العوز، وكف الاذى ورد المظالم لأهلها، وكل ما سبق يدخل فيما يسمى بالسعي الى الخير كما قال الله -تعالى-: (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ).
ويأتي معنى السعي هنا السعي العملي بمفهومه العام: مثل يسير العبادة كالعبادات الشعائرية كالصلاة وغيرها، وكذلك بمعنى الإصلاح بين المتخاصمين ، وأيضًا جمع المال من أبواب أجازها الشرع، ثم توزيع أموال الصدقات على مستحقيها وكل ما فيه خير ونفع للعباد فإنه يدخل في عموم عمل الخير.
الحث على عمل الخير
لقد حث الشرع الحنيف في كثير من المواضع من القرآن الكريم والسنة المطهرة على فعل الخير والاجتهاد فيه لما له من الأجر والثواب العظيم فقال -تعالى-: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيم).
ومما يحفز المؤمن على الإقدام والمواصلة على فعل الخير هو استشعاره مراقبة الله له واستحضار عظمة خالقه فلا يفعل إلا خيرًا فيمنّ الله عليه بأجرين عظيمين أولهما: رضا الله -تعالى- وليس بعد الرضا جزاء وفضل، وثانيهما: التنعم بالجنة وما أعده الله للصالحين فيها لما قدموه في حياتهم الدنيا من أعمال صالحة.
بعض صور عمل الخير
ومن عظيم فضل الله -تعالى- ورحمته بخلقه أن جعل أبواب عمل الخير وصوره كثيرةً جدًا في الإسلام التي أمرنا بها الله -تعالى- كي نفوز بعفوه ورضوانه وجنانه، ومما حث عليه النبي -صلى الله عليه وسلم-: كتلاوة القرآن الكريم و الصدقة في سبيل الله حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أن لا يغبط الإنسان إلا في اثنتين وذكر منهما: (رجل آتاه الله القرآن، فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار).
وذكر رجلًا أنعم الله عليه من الأموال فهو ينفقها في سبيل الله -تعالى- على المحتاجين كيف ما شاء ومتى شاء ابتغاء مرضاة الله -تعالى-، وعلى سبيل الذكر لا الحصر نذكر بعض الأمثلة على عمل الخير التي يحبها الله -سبحانه وتعالى- منها:
- التفريج عن المكروبين
ومن سبل عمل الخير وصوره التفريج عن المكروبين والسعي في قضاء حوائجهم من المأكل والمشرب والملبس والمسكن والعلاج وسداد الدين، ولعل ما يدفع المسلم في السعي لتفريج حاجة المكروبين هو ما يربطه بهم من رابط أخوة الايمان فنجده متعاطفاً ومتراحماً ومتكافلاً ومتضامناً مع أخيه المسلم في مصابه وكربته وهمه وفقره ومرضه وعجزه، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
ولقد تكفل الله جلّ وعلا لمن يسعى في إخراج الناس من ضيقهم وتخفيف همومهم ويحرص على ستر عيوبهم، أن يؤمن خوفه ويفرج شدته ويستر عيوبه يوم القيامة.
- الإصلاح بين الناس
الإصلاح بين الناس باب خير واسع؛ لما فيه من إرضاء لله -تعالى- وإرغام لأنف الشيطان، وحقيق بالمسلم أن يبادر لهذا الباب حيث قال -تعالى-: (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ).
ويعرف الإصلاح بين الناس بأنه إزالة أسباب الخلاف والخصومة بين المتخاصمين من خلال ترغيبهم بالأجر والثواب إذا أصلحوا، وتخويفهم وزجرهم بالإثم والعقاب إن هم أصروا على القطيعة والجفاء، ويزداد الأمر حسنًا ومعروفًا وأجرًا وثوابًا كلما تصالح الأقرب فالأقرب.
- كفالة اليتيم
ومن أعمال البر والخير كفالة اليتيم، حيث رغب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن من يرعى أو يعيل يتيمًا أنه سيكون صاحبه الذي يلازمه في الجنة كما قال رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا)، معلماً أصحابه بقرب منزلة من يكفل اليتيم كقرب أصبعين من أصابع النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- تقديم النصيحة
ومن وجوه الخير أيضاً تقديم النصحية، ولقد بين الامام النووي -رحمه الله- فى شرحه لكتاب صحيح مسلم معنى النصيحة بأنها تنصرف إلى الإيمان ومعنى ذلك التصديق بكتاب الله -تعالى- وتصديق النبي وكل ما جاء به من تعاليم وشرائع وطاعة ولي الأمر في أمور الحق وهداية الناس الى الخير في الدنيا والآخرة وإلى ذلك أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أن عموم الدين مبني على النصيحة والإرشاد والهداية الى الخير فقال: (الدِّينُ النَّصِيحةُ).
- إدخال السرور على القلوب
وإدخال السرور والفرحة الى قلوب العباد طاعة جليلة يحسن بالمسلم الحرص عليها؛ لأنها تكسبنا رضا الله -جلّ وعلا-، ومن الطرق ذلك: توفير الطعام والماء والشراب لمن لا يجد ما يسد به رمق عيشه، وتوفير اللباس لمن لا يجد ما يحمي جسده من برد الشتاء ويقيه من حرّ الصيف، وتوفير المأوى لهم، ولقد أخبر النبي صلى الله عليه ذلك الأعرابي الذي سأل عن أسباب دخول الجنّة فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فأطعم الجائع، وأسْقِ الظمآن).
أهمية اغتنام عمل الخير
وتعود أهمية اغتنام الخير لما يتركه عمل الخير من آثار طيبة على الفرد والمجتمع منها ما يأتي:
- اكتساب الأجر والثواب.
- اكتساب رضوان الله -تعالى-.
- سبب في استجابة الدعاء .
- زيادة النعم وبركتها.
- الحياة الطيبة والسعادة في الدنيا والآخرة. .