موقف فرعون من دعوة سيدنا موسى
لكن فرعون حارب دعوة موسى -عليه السلام-، وبقي على كُفره، ولم يؤمن بالله، وكانت له مواقف عديدة من دعوة موسى -عليه السّلام-، وسنوضح تلك المواقف في هذا المقال.
موقف فرعون من دعوة سيدنا موسى
الاستهزاء والإنكار
كان موقف فرعون من دعوة سيدنا موسى بدايةً هو الإنكار والجحود لدعوته؛ فأنكر وجود الله -تعالى-، الذي خلق السماوات والأرض، وقد أخبر الله -تعالى- عن موقف فرعون هذا، حيث قال: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ}.
وأخبر -تعالى- عن قول فرعون مستهزئًا: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ}، وهذا من كِبره وعتّوه وغروره، وحين عجز فرعون عن إيقاف دعوة موسى -عليه السّلام-؛ لجأ إلى إرهابه وتهديد؛ فتوعده بالسجن والاعتقال.
وأخبر الله -تعالى- عن ذلك في كتابه العزيز، حيث قال: {قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَٰهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ}، وذلك على الرغم من أنّ موسى -عليه السّلام- قد جاء لفرعون بالعديد من المعجزات التي تدل على صدقِه.
اتهام سيدنا موسى بالسحر
واتخذ فرعون موقفًا آخر من دعوة سيدنا موسى -عليه السّلام-، وهو اتهامه بالسحر، وقد أخبر الله -تعالى- عن ذلك، حيث قال: {فَلَمَّا جَاءَهُم مُّوسَىٰ بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ* وَقَالَ مُوسَىٰ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ مِنْ عِندِهِ وَمَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ}، فلجأ فرعون إلى اتهام موسى -عليه السلام- بالسحر ليردّ دعوته.
ادعاء فرعون الألوهية وتكبره في الأرض
لجأ فرعون أيضاً إلى ادعاء الألوهية عندما دعاه موسى -عليه السّلام-إلى الإيمان بالله -تعالى-، حيث قال تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ}، فمن تكبرّه وتجبره في الأرض ادعاءه أنّه إله في الأرض من دون الله.
عاقبة فرعون
بعدما ابتعد فرعون عن طريق الرشد والهداية واستمر في ضلاله وطغيانه، كانت عاقبته الخذلان والخسارة في الدنيا والآخرة؛ فعاقبه الله -تعالى- في الدنيا بإغراقه هو وجنوده ، وجعل الله -تعالى- فرعون يوم القيامة يقدم جنوده إلى النار، وأدخله الله -تعالى- النار بظلمه وطغيانه، فخسر الدنيا والآخرةِ، وكان مستقره النار وبئس المصير.
وقد أخبر الله -تعالى- عن مصير فرعون وعاقبته في العديد من آياته،ومن ذلك قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ* إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ* يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ* وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ}.