موضوع عن اختيار الصديق
اختيار الصديق
تعتبر الصداقة من أسمى العلاقات الإنسانية، خاصةً إذا كانت الصداقة قائمة على الصدق والوضوح والمحبة، حيث إنّ وجود صديق حقيقي في حياة الإنسان ضروري جداً، ومن المهم أن يعرف الإنسان كيفية اختيار الصديق الذي سوف يقضي معه أوقاته، ويسلمه أسراره، وهناك العديد من العايير والأسس التي يمكن أن يعتمد عليها الإنسان في اختيار صديقه.
أسس اختيار الأصدقاء
ينبغي مراعاة مجموعة من الأسس عند اختيار الأصدقاء، ومنها ما يأتي:
- التدين والصلاح: ينبغي أن يكون الصديق مُتديناً، ومعروفاً بالتقوى والصلاح، ولذلك لا بدّ من الاهتمام بالدين، والتقوى، والصلاح عند اختيار الصديق.
- حسن الخلق: حيث يدخل التدين في إطار حسن الخلق، فيجب اختيار الصديق الذي يتسم بالصفات الحميدة.
- العقلانية: يجب أن يكون الصديق على قدر معقول من العقلانية، والرزانة في االتفكير، وأن يكون لبيباً في تصرفاته، ويرى الأمور من جوانبها الصحيحة.
- النشاط والاجتهاد: أيّ أن يكون عوناً ومعيناً لصديقه في جميع الأمور.
- الصداقة لوجه الله تعالى: أن تكون نية الصداقة خالصةً لوجه الله تعالى.
اختيار الأصدقاء حسب صفاتهم
يوجد العديد من الصفات التي يجب الانتباه إليها قبل مصادقة الشخص، ومنها ما يأتي:
اختيار الصديق الملهم
عند البحث عن الصديق المناسب يُفضّل اختيار صديق ملهم حالم يشارك الشخص في أحلامه، فقد ينظر في بعض الأحيان لمثل هؤلاء الأشخاص على أنّهم غير واقعيين لكنّهم في الحقيقة قد يمتلكون نظرةً ثاقبةً لبعض الأمور، بحيث يفكرون في الأشياء بطريقة مختلفة عن الآخرين، ويمكنهم مساعدة أصدقائهم على الشعور بالحيوية اتجاه العالم، كما أنّ لديهم القدرة على الإبداع؛ لأنّهم يعتقدون بأنّ كلّ شيء ممكن في هذه الحياة.
اختيار صديق حكيم
يُفضّل اختيار صديق ذكي وملهم رائع يحمل الكثير من الحكمة، وقد لا يحمل مثل هذا الشخص نفس المهارات أو الاهتمامات، لكن وجود مثل هذا الشخص المرشد يساعد كثيراً على إلهام الشخص على السير في الاتجاه الصحيح عن طريق تقديم الإرشاد والإلهام الضروريين، كما أن التواجد مع مثل هذا الشخص يساعد على تطوير وتحسين النفس كلّ يوم.
اختيار الصديق القوي
يجب اختيار الصديق الذي يبقى مع صديقه في وقت المحن؛ فأغلب الأصدقاء يتواجدون خلال أوقات الرخاء والفرح، إلّا أنّ الأصدقاء الحقيقيين هم من يقفون إلى جانب أصدقائهم في الأوقات الصعبة، ومن الصعب أن يقف الأصدقاء بجانب بعضهم في أوقات المحن؛ لهذا ينبغي اختيار الصديق صاحب الشخصية القوية، الذي يمكن اللجوء إليه لطلب المساعدة.
اختيار الصديق الصادق
يعتبر الصديق الصادق أحد أفضل الأصدقاء الذين يمكن الحصول عليهم؛ فالثقة والصدق يعتبران حجر الأساس في أيّ علاقة، لهذا يجب الحرص على أن يكون الصديق من الأشخاص الذين لا يكذبون، فهذا الصديق يخبر صديقه ما يجب عليه أن يسمعه، على الرغم من أنّه قد لا يُقدّر هذا الشيء في الوقت الحالي، إلّا أنّه سيقدّره لاحقاً، كما أنّ الصديق الصادق يوجّه صديقه لما يناسبه، فالصديق الصادق هو صديق داعم بصدقه.
اختيار الصديق الداعم
يُحفّز الصّديق الجيّد صديقه ويدعمه للقيام بالأمور الجيدة ليصبح أفضل إنسان من الممكن أن يكونه، ويساعده على تحقيق أهدافه الأكاديمية، بالإضافة إلى الترفيه عن نفسه، فالصديق الداعم يفهم صديقه وهواياته، ويشجّعه على تجربة أمور جديدة؛ فالصديق السيئ يجعل صديقه يقوم بتصرّفات سيئة، ويوقفه عن القيام بالأمور التي يريد القيام بها، أمّا الصديق الداعم يجعل صديقه يشعر بالسعادة، ويزيد من شعور الثقة لديه.
الإخلاص والوفاء
يستطيع الصديق الجيد الاستماع للمشاكل والآراء والمواقف وتقديم الدعم والعون دون إصدار الأحكام، حيث إنّ إصدار الأحكام من الأمور التي تحد من الرغبة في البوح والتفاعل، فالصديق الجيد يعلم الأسرار ويحافظ عليها وعلى خصوصية الأطراف الأخرى، إنّه يقوم بتقديم المحبّة والدعم في جميع الظروف والأحوال.
النقد البنّاء
إنّ مجاملات الناس لبعضهم من الممكن أن تجعل إدراك الحقيقة كاملة أمراً صعباً، بالأخص مجاملات الأصدقاء المقربين، كما أنّ النقد البنّاء من قبل الصديق لصديقه يُعدّ أمراً إيجابياً، فالصديق الجيّد يقول الحقيقة من أجل تحقيق مصلحة صديقه وتطوّره وتحسين مستوى حياته.
كيفية اكتساب أصدقاء جدد
المشاركة في الأنشطة المختلفة
يمكن أن يكتسب الشخص أصدقاء جدد عن طريق المشاركة في نشاطات تهمّه، مثل: العناية بالحيوانات، أو المشاركة بالنشاطات الدينية، أو نشاطات العدالة الاجتماعية أو القانون، فقد تتوفر مثل هذه النشاطات وغيرها في بعض المؤسسات، أو حتّى في الحرم الجامعي، أو المجتمعات المجاورة، ممّا قد يساعد على إيجاد بعض الأشخاص الذين يحملون نفس الاهتمامات والقيم المماثلة، والتي قد تُشكّل فرصة لبناء علاقة الصداقة المرجوّة.
التسجيل في دورات تدريبية
يمكن للشخص أن يكتسب أصدقاء جدد عن طريق حضور بعض الدروس المتعلقة باكتساب مهارة جديدة، مثل: البستنة، أو النقش على الزجاج، وأشياء أخرى مثل تعلم بعض اللغات، مثل اللغة البرتغالية أو غيرها، وهناك العديد من المراكز التدريبية التي تقدم مثل هذه الخدمة عن طريق التدريب على مثل هذه الأمور؛ حيث يوجد في هذه الأماكن العديد من الأشخاص المهتمين بحضور هذه الدروس، الأمر الذي قد يُؤدّي إلى تكوين صداقات حقيقية.
الاستفادة من العلاقات الحالية للأصدقاء
يمكن بناء الكثير من الصداقات عن طريق استغلال علاقات الأصدقاء الحاليين للشخص، حيث قد يكون لدى الكثير منهم عدد كبير من الأصدقاء، ممّا يُوفّر فرصة للقاء هؤلاء الأصدقاء بصورة تلقائية، حيث تُعدّ هذه الطريقة من أكثر الطرق عفوية وسهولة في بناء العلاقات بصورة سريعة وتطويرها إلى صداقات جديدة.
تقديم دعوة للتعارف
يمكن اكتساب أصدقاء جدد عند مقابلة بعض الأشخاص الغرباء؛ فعند مصادفة شخص يمكن له أن يكون صديقاً محتملاً، فيجب بذل الجهد لتكوين علاقة صداقة معه، ودعوته للقيام بنشاط مشترك معاً؛ فعلى سبيل المثال يمكن دعوته للتسوق، أو لركوب الدراجة، ممّا قد يُؤدّي إلى نمو صداقة جديدة بينهم.