فضل سورة الانشقاق
فضل سورة الانشقاق
فضل سورة الانشقاق كفضل بقيَّة سور القرآن الكريم، ففي قراءتها الأجر الكبير، والفضل العظيم، قال رسولُ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ "ألم" حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).
وقد ثبتت عدة أحاديث عن سورة الانشقاق، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يسجد في كل مرة يقرؤها، وكان يحث أصحابه على قراءتها لما ورد فيها من وقائع وأهوال و أحداث تصف يوم القيامة ، وكأن القارئ المتدبر لآياتها ينظر إلى يوم القيامة رأي العين، ومن الأحاديث التي جاءت عن سورة الانشقاق ما يأتي:
- الحديث الأول
عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: (مَنْ سَرَّه أنْ ينظرَ إلى يوم القيامة كأنه رَأْيَ عين فليقرأ: (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) و(إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) و(إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ)).
- الحديث الثاني
أخرج البخاري ومسلم عن أبي رافع أنّه قال: (صَلَّيتُ مع أبي هريرة العَتَمَةَ، فقرأ: "إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ" فسجد، فقلت: ما هذه؟ قال: سَجَدْتُ بها خلْفَ أبي القاسم -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلا أزال أسْجُدُ فيها حتى ألقاه).
- الحديث الثالث
أخرج مسلم في صحيحه عن أبي سلمةَ بن عبدِ الرحمن: (أنَّ أبا هريرة قرأ لهم: "إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ"، فسجد فيها، فلما انصرف أَخبرهم أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: سَجَدَ فيها).
تعريف بسورة الانشقاق
تعدّ سورة الانشقاق من السور المكيّة ، ويبلغ عدد آياتها خمساً وعشرين آية، وقد نزلت بعد سورة الانفطار، ونزلت سورة الانفطار بعد سورة الإسراء، وقبيل الهجرة، فيكون نزول سورة الانشقاق في ذلك التاريخ أيضاً.
موضوعات سورة الانشقاق
يمكن أن تقسم سورة الانشقاق إلى أربعة محاور كما يأتي:
- المحور الأول الآيات (5-1)
وفيه مطلع السورة الذي يذكر بعض مشاهد الآخرة ونهاية الكون من انشقاق للسماء واستواء للأرض.
- المحور الثاني الآيات (15-6)
يبيّن الله -سبحانه وتعالى- في الآيات خلق الإنسان الذي يكد ويتعب لتحصيل رزقه ومعاشه، وأن كل إنسان محاسب على عمله وعلى سعيه في هذه الحياة الدنيا، وسيجازى عليه، والمؤمن الذي يأخذ كتابه باليمين سيفوز فوزاً عظيماً، وسيلقى السرور وحسن الجزاء، وأما الكافر الذي سيأخذ كتابه بشماله سيلقى الخسران والعقاب، ويعذبه الله -تعالى- على كفره وطغيانه وتجبره في الحياة الدنيا.
- المحور الثالث الآيات (19-16)
يعرض موقف المشركين من القرآن الكريم، والقسم بأنهم سيتلقون الأهوال والشدائد.
- المحور الرابع الآيات (25-20)
يتعجّب من حال هؤلاء الذين يُعرضون عن الإيمان مع وضوح آيات الله وبراهينه، ويهدّدهم ويحذّرهم إن لم يتوبوا.
وكل تلك اللمسات القرآنية الجليلة والعظيمة التي تؤثر على النفس تنقلها لمشاهد يوم القيامة، وما سيحصل في هذا اليوم من أحداث كالحساب والجزاء، ومجيء ذلك كله في آيات قصيرة؛ كلّ ذلك يدل على إعجاز القرآن الكريم وعظم شأنه وبلاغته، وأنه من عند الله -سبحانه وتعالى-، وأن الله -تعالى- أنزله لهداية الناس أجمعين، حتى يؤمنوا به وحده، ويعبدوه حق العبادة ولا يشركوا به شيئاً.
مقاصد سورة الانشقاق
إنّ لكل سورة مقاصد وأهدافاً تسمو بها، والكيّس الفطن الذي يتدبر تلك الآيات، ويأخذ منها العبرة والعظة، وفيما يأتي ذكر بعض مقاصد سورة الانشقاق:
- وصف مشاهد يوم القيامة، فالمتدبر بآياتها يتصور أهوالها.
- الإنسان كادح عامل في الدنيا؛ يسعى ويعمل لنيل الخير والرضا بالدنيا، وسيلقى الجزاء في الآخرة على عمله.
- المؤمن يأخذ كتابه باليمين، فيجد السعادة والسرور والرضا والجزاء.
- الكافر يأخذ كتابه من وراء ظهره؛ فيجد الشقاء والسعير، ويتمنى أن يرجع إلى الدنيا، ولو لساعة ليعبد الله ويؤمن به.