مواعظ من العهدة العمرية
مواعظ من العهدة العمرية
تعدّ العهدة العمرية مثالًا من أمثلةٍ كثيرةٍ في تاريخ الفتوحات الإسلاميَّة على معاملة المسلمين ل أهل الذمة ، وإنّ سرعة انتشار الإسلام في البلاد المفتوحة ما هو إلا دليلٌ على سماحة الإسلام في التعامل مع غير المسلمين، وفيما يأتي نستخلص بعض المواعظ من العهدة العمرية:
- إنّ أول بندٍ من بنود العهدة هو الأمان على النفس والدين لأهل الذمة، فالإسلام خلّص البلاد المفتوحة من الاضطهاد بجميع أشكاله بما فيه الاضطهاد الديني الذي كانت تمارسه دولتا فارس والروم، ممّا جعل الناس أحرارًا في معتقدهم لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات تحت ظلّ دولة الإسلام.
- لأهل الذمة أمانٌ على كنائسهم، لا يسلب منها ولا يعتدى على رموزها من الصلبان، ولا يمنعون من شعائرهم أو أعيادهم، ولن يستولي المسلمون عليها أو يمنعوهم منها.
- يدفع أهل الذمة الجزية للمسلمين مقابل حمايتهم وإعفائهم من القتال، فهم في ذمة المسلمين يقاتلون دونهم وتحت حماية الدولة الإسلامية، فإذا عجزت الدولة الإسلامية عن حمايتهم تسقط الجزية عنهم.
- كانت للعهدة العمرية أصداءٌ في القرى الفلسطينية، فما إن سمع أهلها بنود هذه العهدة حتى سارعوا طلبًا لمثلها، ومن هذه القرى اللد، حيث كتب إليهم عهدةً أمنهم فيها على حياتهم وكنائسهم وصلبانهم، وأن لا يُكرهوا في دينهم ولا يُضار أحدٌ منهم على أن يعطوا من الجزية ما يعطي أهل مدائن الشام.
- إنّ هذه الفتوحات العظيمة التي قامت في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وخضوع المدن تحت راية دينه وسيطرت جنده لم تنل من تواضعه وحسن معاملته لأعدائه، إنّما جسّد في فتوحاته ومعاهداته رحمة الإسلام وعدله، ومثل أنموذجًا حيًّا للمسلمين الفاتحين الذين نشروا الإسلام بأخلاقهم قبل سيوفهم.
التعريف بالعهدة العمرية
تُعرف العهدة العمرية بأنّها الكتاب الذي كتبه الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يعقد فيه الصلح بينه وبين أهل بيت المقدس من البيزنطيين بعد حصار المسلمين للمدينة أربعة أشهرٍ، وكان ذلك في السنة السادسة عشرة للهجرة، وانتهى باستسلام أهلها على أن يسلّموها للخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
ملخص ما نصت عليه العهدة العمرية
أعطى عمر في عهدته الأمان لأهل إيلياء على أنفسهم وأموالهم وصلبانهم؛ فلا يُعتدى على أهلها، وأنّ كنائسهم في مأمنٍ عن الاستلاب أو التخريب، ولا يُسلب من محتوياتها شيءٌ ولا يكرهون على دينهم، ولا يسكن معهم فيها أحدٌ من اليهود فكان هذا ما على المسلمين تجاه أهل بيت المقدس.
وأما ما على أهل بيت المقدس؛ فعليهم دفع الجزية وهم بالخيار إن أرادوا البقاء أو الخروج منها؛ فإنّهم آمنون على أموالهم وأنفسهم في الحالين، وشهد على العهدة من المسلمين كلٌ من: خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان -رضوان الله عليهم-.