مواضع ذكر ماء زمزم في القرآن والسيرة
ذكر ماء زمزم في القرآن
لم يذكر القرآن الكريم ماء زمزم صراحة، ولم تذكر قصة هاجر أم إسماعيل وزوجة إبراهيم- عليهم السلام- بالتفاصيل، لكن بعض الآيات ذكرت عن ماء زمزم دون تصريح، فذكرت مكانها، وأنّها من المنافع والآيات العظيمة، وذكرت موقف النبي إبراهيم عندما ترك السيدة هاجر بالوادي الذي لا ماء فيه ولا زرع، مع يقينه أنّ الله لا يترك من توكل عليه، ليرزقهم الله ماءً مباركًا فيه حتى يومنا هذا.
ومن الآيات التي ذُكر فيها إشارة إلى ماء زمزم وفضله في القرآن الكريم ما يأتي:
- قصة ترك السيدة هاجر دون ماء
قال الله -تعالى-: (رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ).
- مكان زمزم بين الصفا والمروة
قال الله -تعالى-: ( إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ).
- زمزم من آيات البيت الحرام
قال الله -تعالى-: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ﴾.
- زمزم من منافع الحج
قال الله -تعالى-: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ).
زمزم في السيرة النبوية
ذُكرت زمزم في السيرة النبوية أكثر من مرة، فقصّ علينا النبي- عليه السلام- قصة زمزم بالتفصيل، وفضل ماء زمزم، وقصة حادثة شق الصدر وغسل القلب بماء زمزم بواسطة جبريل، وغير ذلك من المواقف التي كانت بالقرب من هذا المكان.
ومن المواضع التي ذُكرت في السيرة النبوية ما يأتي:
- قصة هاجر وزمزم
وهذه قصة من قصص ابتلاء سيدنا إبراهيم -عليه السلام- التي يظهر فيها صدق إيمانه، وتضحيته في سبيل الدعوة، فقد أمره الله أن يترك زوجته هاجر وابنه الرضيع إسماعيل في واد بين جبلي الصفا والمروة، وهو واد لا ماء فيه، ولا طعام، ولا يسكنه أحد، فلمّا تركهم، سألت هاجر زوجها النبي إلى من تتركنا.
ومن المعين لنا في هذا الوادي، فكان رد إبراهيم بإيمان وصدق توكل، و حسن ظن بالله ، إلى الله أترككم، فلما رجع إلى أهله، نفذ الماء الذي بحوزة هاجر، وبدأ الرضيع بالبكاء، فما كان من الأم الحنون إلّا أن تبدأ بالسعي بحثا عن الرزق.
لينتهي هذا السعي بالرزق الرباني الكريم، فلم يرزقها الله بقارورة ماء مع عابر سبيل، بل رزقها بماء ينبع ولا ينفذ، لم تسق هي فقط منه، بل كان آية بينة ورزقاً انتفع به الحجاج وسكان أهل مكة، وخلدت السيرة قصتها، لنذكرها اليوم بخير، فالصلاة والسلام على إبراهيم وآل إبراهيم.
- حادثة شق الصدر وزمزم
(أنَّ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- أتاهُ جِبْرِيلُ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- وهو يَلْعَبُ مع الغِلْمانِ، فأخَذَهُ فَصَرَعَهُ، فَشَقَّ عن قَلْبِهِ، فاسْتَخْرَجَ القَلْبَ، فاسْتَخْرَجَ منه عَلَقَةً، فقالَ: هذا حَظُّ الشَّيْطانِ مِنْكَ، ثُمَّ غَسَلَهُ في طَسْتٍ مِن ذَهَبٍ بماءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ لأَمَهُ، ثُمَّ أعادَهُ في مَكانِهِ، وجاءَ الغِلْمانُ يَسْعَوْنَ إلى أُمِّهِ، يَعْنِي ظِئْرَهُ، فقالوا: إنَّ مُحَمَّدًا قدْ قُتِلَ، فاسْتَقْبَلُوهُ وهو مُنْتَقِعُ اللَّوْنِ، قالَ أنَسٌ: وقدْ كُنْتُ أرَى أثَرَ ذلكَ المِخْيَطِ في صَدْرِهِ).
- شرب ماء زمزم
ومن الأحاديث الواردة عن شرب النبي لماء زمزم: (شَرِبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَائِمًا مِن زَمْزَمَ)، وقد ورد في فضلها ما يأتي:
- (ماءُ زمزمَ لمَا شربَ لهُ، فإنْ شربتَه تستشفَى بهِ شفاكَ اللهُ، وإنْ شربتَهُ مستعيذًا أعاذكَ اللهُ، وإنْ شربتَه لتقطعَ ظمَأَكَ قطعهُ اللهُ، وإنْ شربتَه لشبَعِك أشبَعَكَ اللهُ، وهي هزمةُ جبريلُ، وسقياً إسماعيلُ).
- (خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ، وشِفاءٌ من السُّقْمِ).