منازل ومراتب الشهداء في الجنة
منازل ومراتب الشهداء في الجنة
إنَّ للشهيد منازل ومراتب مختلفة في الجنة، وذكر بعضٍ منها في ما يأتي:
- أعلى منازل الشهداء؛ أنَّهم أحياءٌ عند ربهم لا يصلهم ولا يدركهم الفناء ولا العدم، حيث يتمتع الشهيد بنعيم الجنة على الدوام، ويبقون خالدين فيها أبداً، فقد قال الله -تعالى- في كتابه الكريم: (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ).
- تكون حياة الشهيد في الجنة على معنيين أحدهما؛ أنَّها حياة يملؤها الذكر الجميل ولسان الصدق في الحب، فالناس يشعرون ويتذكرون دائمًا فضل الشهداء؛ فهم من أجود الخلق وأكثرهم فضلًا وعطاءً.
وجاء المعنى الثاني من حياة الشهداء في قوله -تبارك وتعالى-: (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ).
- من فضل الله -سبحانه وتعالى- على الشهداء أنَّه قد جعل لهم منازل من النعيم يوم القيامة، حيث إنَّهم في هذا اليوم لا يفزعون ولا يحيط بهم الخوف، ولا أيُّ أذى، وذلك لما جاء في قوله -تبارك وتعالى-: (وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ).
- من مراتب الشهداء أنَّ كل إنسان قد قُتل في سبيل الله -تبارك وتعالى- يعتبر من الشهداء.
- منها أيضًا أنَّ من مات بمرض الطاعون فهو من الشهداء، ومن غرق فهو شهيد أيضًا.
- من المنزلة العظيمة للشهداء أنَّ الله -تبارك وتعالى- قد وعدهم بالشيء الكثير من فضله -سبحانه- وكرمه وجوده، وذلك لأنَّهم قد بذلوا أنفسهم في سبيله، ولمَّا صبروا في إظهار وبيان دينه وإعلاء كلمته -عز وجل-، وبصبرهم على جهاد الأعداء، قام الله -تبارك وتعالى- بتعويضهم بالأجر العظيم والمنزلة الرفيعة.
الصورة والمنزلة التي رسمها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة للشهيد
من الصور والمنزلة العظيمة التي رسمها القرآن الكريم والسنة النبوية لمن قُتل في سبيل الله ما يأتي:
- قام القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة برسم صورة جليّة، ومنزلة عظيمة وعالية رفعها إليه، فقد جعل له مقامًا كريمًا الذي أحلّه إليه، وهذا المقام موجود في دار البقاء الذي يتنافس فيه المؤمنين، ويعمل عليه العاملون، فجاء في قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ* سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ* وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ).
- من المنزلة الرفيعة للشهيد أنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يتمنى الموت في سبيل الله، عن أبي هريرة -رضي الله عنها- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أنِّي أغْزُو في سَبيلِ اللهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ).
- ومن المنزلة والمقام العالي والرفيع الذي أعدّه الله -سبحانه وتعالى- على عباده الشهداء، أنَّ لهم جنات الفردوس خالدين فيها.
موقف الصحابة رضوان الله عليهم من الشهادة في سبيل الله
كان الصحابة -رضوان الله عليهم- يتمنون ويرجون الشهادة في سبيله -عز وجل-، وذلك لما لها من مكانة عظيمة ولما أعدَّه الله -تعالى- للشهيد من جزاء عظيم، وقد كانوا الصحابة يعُدُّونَ الشهادة طريقًا موصلًا لله -عز وجل-، ومن النماذج على ذلك؛ قصة استشهاد الصحابي الجليل حنظلة -رضي الله عنه-، الذي سمي بغسيل الملائكة.