ما هي الهندسة المعمارية
مفهوم هندسة العمارة
تعرف الهندسة المعمارية بأنّها فن وتقنيات التصميم والبناء، والهدف منها هو المزج بين المتطلبات العملية والجمالية للبناء، ولا يمكن الفصل بين تلك المتطلبات في عمل المهندس المعماري، رغم أنّه يمكن ترجيح كفة أحد الشقين على الآخر وفقاً لطبيعة المجتمع والمكان وعلاقة البناء بجوانب الحياة اليومية، وتحمل الأعمال التي يمكن أن يطلق عليها بنيت وفق رؤية معمارية ثلاثة عوامل أساسية تميزها عن المباني الأخرى، وهي:
- ملاءمة البناء للاستخدام البشري والأنشطة التي صمم من أجلها.
- ثبات ودوام البناء.
- تعبير البناء وتواصله من حيث الشكل والمضمون.
- ملاحظة: من حيث الأهمية فإنّ العامل الثاني أساسي في أي عمل معماري، بينما يمكن تفضيل العامل الأول على الثالث والعكس في حالات معينة بحسب وظيفة البناء وغرضه.
الهندسة المعمارية قديمًا
يرجح العلماء أنّ سعي الجنس البشري إلى البناء بدأ منذ مرحلة مبكرة للغاية في تاريخ الإنسانية، ورغم عدم وجود بداية دقيقة لتاريخ العمارة في العالم، إلا أنّ أقدم آثار الأبنية التي عثر عليها كانت من فترات نهاية أو قبيل نهايات العصر الجليدي حيث كانت التغيرات البطيئة في طبيعة الكوكب وذوبان الجليد الذي صاحبه فيضانات كبيرة وزلازل، الأمر الذي دفع البشر في أماكن منفصة من العالم إلى إنشاء أبنية مضادة للزلازل لا تزال قائمة إلى يومنا هذا، وهي الأهرامات التي بنيت في كل من مصر وبوليفيا، على أنّ أقدم أبنية هرمية عرفها البشر كانت في العراق القديم وزيمبابوي، ومن المعروف أنّ الأبنية الكبرى القديمة كانت تحمل كذلك طابعاً دينياً، سواء الأهرام، أو المعابد اليونانية القديمة فوق الجبال تشبهاً بآلهة الأوليمب.
الهندسة المعمارية الحديثة
انتقلت الهندسة المعمارية إلى الحداثة بعد الحرب العالمية الأولى وظهور طرز معمارية جديدة في البلدان الغربية ترتكز على الاستخدام العقلاني للمواد الحديثة المستخدمة في البناء، والتخطيط على أساس وظيفة المبنى مع بدء التخلي عن الزخارف والسوابق التاريخية بصفة عامة، وبحلول منتصف القرن التاسع عشر كان المعماريون يعملون على استيعاب التكنولوجيا الحديثة في التصميم والتنفيذ، وصياغة أنماط جديدة وعصرية من العمارة ليحل المنهج الوظيفي محل الأشكال السابقة في العمارة، واستمر التقليل من وظيفة الزخارف في العمارة حتى عام 1960م، حيث ظهرت ردة فعل للأشكال السابقة وأصبح المعماريون أكثر اهتماماً بالسياق والتقاليد، مع عودة الزخرفة بطابع حداثي.