من هو عمر بن الخطاب
نسب عمر بن الخطاب
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح ابن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، يُكنى بأبي حفص، ويُلقب بالفاروق، وأمه حنتمة بنت هاشم بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وهو قُرشي، ويجتمع نسبه -رضي الله عنه- مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في كعب بن لؤي، وقد كان عمر -رضي الله عنه- أول من لُقب بأمير المؤمنين، إذ كان المسلمون قبل ذلك يكتبون في المراسلات خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ أي الخليفة الثاني لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم استبدلت بلقب بأمير المؤمنين.
نشأة عمر بن الخطاب
نشأ -رضي الله عنه- في مكة، وتفرّد في عدة أمور ميّزته عن غيره، وبيان مراحل نشأته -رضي الله عنه- فيما يأتي:
- كان ممن أدرك الجاهلية وعرف ما بها من ضلال.
- تعلم القراءة وقد كان من القِلة الذين يتقنونها.
- كانت حياته في شدة وفقر فلم يكن من أغنياء قريش، وكان والده شديداً ويقسو عليه في العمل.
- عمل في الرعي وجمع الحطب لوالده.
- عمل في رعي إبل خالته مقابل المال.
- عندما أصبح شاباً كان قوي البنية الجسدية، وقد بَرع بالمصارعة، وركوب الخيل، والفروسية.
- كان مُطلعاً ومُحباً للشعر، وملمّاً بتاريخ العرب وتاريخ قومه.
- عمل في التجارة في داخل مكة وخارجها في اليمن والشام، مما زاده خبرة في الحياة، وأصبح من أغنياء مكة ووجهائها.
- أصبح له سمعة وحضور في المجتمع المكي، وحظيَ بمكانة رفيعة أوصلته لأن يُصبح سفيراً لقريش.
إسلام عمر بن الخطاب
تأخر إسلام عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- حتى السنة السادسة للهجرة، وقصة إسلامه قد بدأت لمّا دعا النبي -صلى الله وسلم- وقال: (اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب)، وبيان قصة إسلامه فيما يأتي:
- توجه عمر لقتل رسول الله
عزَم عمر بن الخطاب على قتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعندما كان في طريقه قاصداً مكان تجمع الرسول وأصحابه، لقيه نُعيم بن عبد الله وسأله عن وِجهته، فأخبره عمر بأنه ذاهب لقتل محمد، فاستنكر نُعيم عليه ذلك وحاول أن ينهاه عن فعله، ولكن عمر لم يسمع له، فأخبره نُعيم بأن ابن عمه وأخته وزوجها قد أسلموا، فتملك عمر الغضب الشديد وأسرع إلى بيت أخته ليتأكد مما سمع.
- عمر وإسلام أخته فاطمة
أسرع عمر إلى بيت أخته، فطرق باب منزلها بقوة، وكانت هي وزوجها يقرأون كلام الله، ففتحت له الباب وخبّأت الصحيفة التي كانت تقرأ منها، فسألهم إن كانوا اتبعوا محمداً، فأجابه زوج أخته: "أرأيت يا عمر إن كان الحق في غير دينك".
غضب عمر وبدأ يضربه، وتدخلت فاطمة أخته لتُساعد زوجها وتنقذه من أذى أخيها، فدفعها عمر مما أدى إلى نزول الدم من وجهها، فغضبت فاطمة وقالت له: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، لقد أسلمنا رغم أنفك".
- قراءة عمر لكلام الله
عندما سمع عمر كلام أخته رقَّ قلبه، وطلب منها الصحيفة التي كانت تقرأها هي وزوجها، فأخبرته أنه لا يمس كلام الله إلا المطهرون، ويجب أن يغتسل أو يتوضأ، ففعل، وبدأ يقرأ، فذُعِر وألقى الصحيفة حين قرأ "الرحمن الرحيم" من البسملة، ثم تمالك نفسه وأكمل القراءة.
وكان يقرأ بسورة طه حتى وصل لقوله -تعالى-: (إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري* إِنَّ السّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخفيها لِتُجزى كُلُّ نَفسٍ بِما تَسعى* فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنها مَن لا يُؤمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَردى)، فقال -رضي الله عنه-: "ينبغي لمن يقول هذا الكلام ألا يُعبد معه غيره، دلوني على محمد".
- إعلان إسلامه
اتّجه عمر بن الخطاب لمكان رسول الله وأصحابه، وطرق الباب ليفتحوا له، فخشي أصحاب رسول الله أن يفتحوا له، ولكن حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- قال: "افتحوا له، فإن يرد الله به خيراً يُسلم، وإن يرد غير ذلك يكن قتله علينا هيناً".
فتحوا له واتجه عمر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "يا رسول الله جئتك أؤمن بالله وبرسوله وبما جئت به من عند الله"، فكبّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفرح المسلمون وتفاءلوا بإسلامه.
صفات عمر بن الخطاب
فيما يأتي ذكر صفات عمر بن الخطاب الخَلقية:
- أسمر لون البشرة، وقد ورد أنه كان أبيضاً واسمرّت بشرته من عوامل الطبيعة.
- أصلع الرأس كثيف اللحية.
- طويل القامة.
- ضخم الجسم قوي البُنية.
- عريض الكتفين.
- سريع المشي.
- صوتُه جهوري واضح.
- أعسراً يسراً؛ أي يستخدم يداه الاثنتين بإتقان.
أما صفات عمر بن الخطاب الخُلقية فهي ما يأتي:
- كان زاهداً ورعاً.
- كان شجاعاً مُحباً للدين ، وشديد الغيرة على شرع الله -تعالى-.
- كان شديد الخشوع والخشية من الله -تعالى-.
- كان حليماً وصابراً وكريماً ومرحاً.
- كان متواضعاً ولا يحب المدح أو الثناء.
- كان مهاباً ممن حوله.
- كان رقيق القلب يحب الذكر وسماع الموعظة.
- كان يحب الحق ويرجع إليه سريعاً.
خلافة عمر بن الخطاب
امتازت فترة خلافة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالعديد من الإنجازات الداخلية والخارجية، وفيما يأتي بيان أهمّها:
- كثرة الفتوحات الإسلامية خاصة في العراق وبلاد الشام وبلاد فارس.
- اعتنى بالقضاء، وقد كان يعين بعض القضاة بنفسه.
- أول من جمع الناس لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان.
- اعتنى بالمؤسسة المالية.
- نظّم مصارف بيت المال وأصدر النقود، ونظّم أُعطيات الخليفة والجند، وأنشأ الدواوين التي تنظم الأمور المالية.
- اهتم بالعمارة وبالطرق ووسائل النقل البري والبحري.
- اهتم بأمور الحسبة في الأسواق، وحرص على تعليم التجار فقه المعاملات والبيوع.
- أنشأ الثغور وجعلها كقواعد عسكرية في الأمصار التي تم فتحها.
- اهتم بالعلم وحثّ عليه، وزاد الاحتياط في رواية الحديث النبوي.
- أنشأ داراً للفتوى في المدينة.
- اهتم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المدينة وفي الأمصار الإسلامية.
فضائل عمر بن الخطاب
من أهم فضائل الفاروق عمر -رضي الله عنه- ما يأتي:
- من العشر المُبشرين بالجنة
عن عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-لا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أبو بكرٍ في الجنةِ وعمرُ في الجنةِ وعليٌّ في الجنةِ وعثمانُ في الجنةِ وطلحةُ في الجنةِ والزبيرُ في الجنةِ وعبدُ الرحمنِ بنُ عوفٍ في الجنةِ وسعدُ بنُ أبي وقاصٍ في الجنةِ وسعيدُ بنُ زيدِ بنُ عمرو بنُ نُفَيْلٍ في الجنةِ وأبو عبيدةَ بنُ الجراحِ في الجنةِ).
- من المُحدَثون الذين يجري الحق على لسانهم
قال -صلى الله عليه وسلم-: (قَدْ كانَ يَكونُ في الأُمَمِ قَبْلَكُمْ مُحَدَّثُونَ، فإنْ يَكُنْ في أُمَّتي منهمْ أحَدٌ، فإنَّ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ منهمْ)، ويشهد لذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ تعالى جعل الحَقَّ على لسانِ عمرَ وقلبِه).
- هروب الشيطان منه
كان الشيطان يهرب من الطريق التي يسلكها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، قال -صلى الله عليه وسلم- له: (ما لَقِيَكَ الشَّيْطانُ قَطُّ سالِكًا فَجًّا إلَّا سَلَكَ فَجًّا غيرَ فَجِّكَ).
استشهاد عمر بن الخطاب
لقد بشّر النبي -صلى الله عليه وسلم- الفاروق بالشهادة لمّا ارتج جبل أُحد بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وكان معه الصِّديق أبا بكر وعمر الفاروق وعثمان ذي النورين -رضي الله عنهم-، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (اثْبُتْ أُحُدُ؛ فإنَّما عَلَيْكَ نَبِيٌّ، وصِدِّيقٌ، وشَهِيدَانِ).
وقد أُصيب عمر -رضي الله عنه- وهو يصلي الفجر من قِبل أبي لؤلؤة المجوسي واسمه فيروز، ف طُعن الفاروق بسكين لها شعبتين ، تركت بخليفة المسلمين جراحاً بليغة حتى أنه كان يشرب الشراب فيخرج من جرحه، فأسرع إليه عبد الرحمن بن عوف وسمع عمر يقول: "وكان أمر الله قدراً مقدوراً"، و استشهد عمر في يوم الأربعاء قبل نهاية شهر ذي الحجة بثلاثة أو أربعة أيام في سنة ثلاث وعشرين للهجرة، وكان عمره ثلاثة وستين سنة.